طيب معاشرة الزهراء للإمام عليّ ( عليهما السّلام )
المؤلف:
المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
المصدر:
أعلام الهداية
الجزء والصفحة:
ج 3، ص97-99
12-5-2022
2585
عاشت الزهراء ( عليها السّلام ) في بيت أعظم شخصية إسلامية بعد الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) على الإطلاق ، رجل مهمته حمل راية الإسلام والدفاع عنه .
وكانت الظروف السياسية حسّاسة وفي غاية الخطورة يوم كانت جيوش الإسلام في حالة إنذار دائم ، إذ كانت تشتبك في حروب ضروس في كلّ عام ، وقد اشترك الإمام عليّ ( عليه السّلام ) في أكثرها .
وكانت الزهراء توفّر الجوّ اللازم والدفء والحنان المطلوب في البيت المشترك ، وبهذا كانت تشترك في جهاد عليّ أيضا فإنّ جهاد المرأة حسن التبعّل كما ورد في الحديث الشريف[1].
لقد كانت الزهراء ( عليها السّلام ) تشجّع زوجها ، وتمتدح شجاعته وتضحيته ، وتشدّ على يده للمعارك المقبلة ، وتسكّن جراحه وتمتص آلامه ، وتسرّي عنه أتعابه ، حتى قال الإمام عليّ ( عليه السّلام ) : « ولقد كنت أنظر إليها فتنجلي عنّي الغموم والأحزان بنظرتي إليها »[2].
ولقد كانت حريصة كلّ الحرص في القيام بمهام الزوجية ، وما خرجت فاطمة ( عليها السّلام ) من بيتها يوما بدون إذن زوجها ، وما أسخطته يوما وما كذبت في بيته وما خانته وما عصت له أمرا ، وقابلها الإمام عليّ ( عليه السّلام ) بنفس الاحترام والودّ وهو يعلم مقامها ومنزلتها الرفيعة ، حتى قال : « فو اللّه ما أغضبتها ولا أكربتها من بعد ذلك حتى قبضها اللّه إليه ، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمرا »[3].
وذكر الإمام ( عليه السّلام ) ذلك في لحظات عمر الزهراء ( عليها السّلام ) الأخيرة حين أرادت أن توصيه : « يا ابن عمّ ! ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ، ولا خالفتك منذ عاشرتني » ؟ فقال ( عليه السّلام ) : « معاذ اللّه ، أنت أعلم باللّه وأبرّ وأتقى وأكرم وأشدّ خوفا منه ، واللّه جدّدت عليّ مصيبة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وقد عظمت وفاتك وفقدك ، فإنّا للّه وإنّا اليه راجعون »[4].
وعن أبي سعيد الخدري قال : أصبح عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ذات يوم ساغبا فقال : « يا فاطمة هل عندك شيء تغذينيه ؟ » قالت : « لا ، والذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمك بالوصيّة ما أصبح الغداة عندي شيء وما كان شيء اطعمناه مذ يومين إلّا شيء كنت اؤثرك به على نفسي وعلى ابنيّ هذين ( الحسن والحسين ) فقال عليّ ( عليه السّلام ) : « يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئا ؟ » فقالت : « يا أبا الحسن إنّي لأستحي من إلهي أن أكلّف نفسك ما لا تقدر عليه »[5].
هكذا عاش هذان الزوجان النموذجيان في الإسلام ، وأدّيا واجباتهما ، وضربا المثل الأعلى للأخلاق الإسلامية السامية ، كيف لا ؟ وقد قال النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) في ليلة الزفاف لعليّ ( عليه السّلام ) : « يا عليّ ، نعم الزوجة زوجتك » وقال لفاطمة ( عليها السّلام ) : « يا فاطمة نعم البعل بعلك »[6].
وقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « لولا عليّ لم يكن لفاطمة كفؤ »[7].
[1] وسائل الشيعة : 20 / 221 طبعة مؤسسة آل البيت ( عليهم السّلام ) .
[2] المناقب للخوارزمي : 353 ، طبعة مؤسسة النشر الاسلامي .
[4] روضة الواعظين : 1 / 151 .
[5] بحار الأنوار : 43 / 59 .
[6] المصدر السابق : 43 / 117 ، 132 .
[7] كشف الغمة : 1 / 472 .
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة