صاعد بن الحسن بن عيسى
المؤلف:
ياقوت الحموي
المصدر:
معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة:
ج3، ص415-418
26-06-2015
2752
الرَّبعي،
الموصلي الأصل البغدادي اللغوي الأديب أبو العلاء، أخذ عن السيرافي وأبي علي
والخطابي وغيرهم، وكان عارفا باللغة وفنون الأدب والأخبار، سريع الجواب حسن الشعر
طيب المعاشرة ممتع المجالسة دخل الأندلس واتصل بالمنصور بن أبي عامر فأكرمه وأفرط
في الإحسان إليه والإقبال عليه ثم استوزره. وألف للمنصور كتبا منها: كتاب سماه
الفصوص على نحو كتاب النوادر لأبي علي القالي. واتفق لهذا الكتاب حادثة غريبة وهي:
أن أبا العلاء لما أتمه دفعه لغلام له يحمله بين يديه وعبر نهر قرطبة فزلت قدم
الغلام فسقط في النهر هو والكتاب فقال في ذلك ابن العريف وكان بينه وبين أبي
العلاء شحناء ومناظرات: [السريع]
(قد غاص في البحر كتاب الفصوص ... وهكذا كل ثقيل
يغوص)
فضحك المنصور والحاضرون فلم يرع ذلك صاعدا وقال
على البديهة مجيبا لابن العريف: [السريع]
(عاد إلى معدنه إنما ... توجد في قعر البحار الفصوص)
وصنف له أيضا كتاب الجواس بن قعطل المذحجي مع
ابنة عمه عفراء، وهو كتاب لطيف ممتع جدا، انخرم في الفتن التي كانت بالأندلس فسقطت
منه أوراق لم توجد بعد، وكان كثير الشغف بهذا الكتاب حتى رتب له من يقرؤه بحضرته
كل ليلة وصنف له أيضا كتاب الهجفجف بن غيدقان بن يثربي مع الخنوت بنت محرمة بن
أنيف وهو على طراز كتاب أبي السري سهل بن أبي غالب الخزرجي. ولم يحضر صاعد بعد موت
المنصور مجلس أحد ممن ولي الأمر بعده، وإلى ذلك يشير في قصيدته التي قالها للمظفر
بن المنصور الذي ولي بعد أبيه وأولها: [الوافر]
(إليك حدوت ناجية الركاب ... محملة أماني كالهضاب)
(وبعت ملوك أهل الشرق طرا ... بواحدها وسيدها اللباب)
ومنها
يشير إلى مرض لحق بساقه فمنعه من حضور مجالسه وهو وجع ادعاه فقال:
(إلى الله الشكية من شكاة ... رمت ساقي فجل بها مصابي)
(وأقصتني عن الملك المرجى ... وكنت أرم حالي باقترابي)
ومنها:
(حسبت المنعمين على البرايا ... فألفيت اسمه صدر
الحساب)
(وما
قدمته إلا كأني ... أقدم تاليا أم الكتاب)
وأنشد هذه القصيدة بين يدي المظفر في عيد الفطر
سنة ست وتسعين وثلاثمائة. ولصاعد مع المنصور أخبار ولطائف يطول ذكرها توفي بصقلية
سنة سبع عشرة وأربعمائة.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة