1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

التاريخ : التاريخ الاسلامي : الدولة الاموية : الدولة الاموية * :

فتنة بني امية

المؤلف:  حسن المصطفوي

المصدر:  الحقائق في تاريخ الإسلام والفتن والاحداث

الجزء والصفحة:  ص469- 477

1-11-2018

4251

« بني أمية »

مستدرك الحاكم : عن أبي ذرّ ، قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : اذا بلغت بنو امية اربعين اتخذوا عباد الله خولا ومال الله نحلا وكتاب الله دغلا (1) .

أقول : الخول بفتحتين العبيد والاماء . والنحل بالضم بمعنى العطية . والدغل كالدخل لفظا ومعنى .

ويروى : لما بايع معاوية لابنه يزيد ، قال مروان : سنة أبي بكر وعمر فقال عبدالرحمن بن أبي بكر : سنة هِرَقل وقَيصر ، فقال : انزل الله فيك ـ والذي قال لوالديه افّ لكما . قال ، فبلغ عائشة ، فقالت : كذب والله ما هو به ، ولكنّ رسول الله « صلى الله عليه وآله » لعن أبا مروان ومروان في صلبه ، فمروان فضض من لعنة الله عزوجل . قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (2) .

أقول : معاوية هو ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . فأبو سفيان وعفان والحكم بنو أعمام .

ويروى : عن الخدري ، قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : انّ أهل بيتي سيَلقون من بعدي قتلا وتشريدا ، وان أشد قومنا لنا بغضا بنو امية وبنو المغيرة وبنو مخزوم (3) .

الفائق: كتب معاوية الى مروان ليبايع الناس ليزيد بن معاوية، فقال عبد الرحمن: أجئتم بها هِرَقليّة قوقيّة تُبايعون لأبنائكم! فقال مروان: أيها الناس : هذا الذي قال الله عزوجل : والذي قال لوالديه اف لكما ... الآية . فغضبت عائشة فقالت : والله ما هو به ، ولو شئت ان اسميه لسميته ، ولكنّ الله لعن أباك وأنت في صلبه ، فأنت فضض من لعنة الله ولعنة رسوله . وروى فضيض وفُظاظة (4) .

قال الزمخشري : هِرَقل بالكسر فالفتح كان من ملوك الروم وكذلك قوق ، يريد أن البيعة للأولاد من عادتهم . والفضضْ بفتحين بمعنى الكسر والفضيض : الماء الغريض . والفظاطة بالضم : الماء المعتصر .

الاستيعاب : عن الحسن أن أبا سفيان دخل على عثمان حين صارت الخلافة اليه ، فقال : قد صارت اليك بعد تيم وعديّ ، فأدِرها كالكُرة ، واجعل أوتادها بني أمية ، فإنما هو الملك ، ولا أدري ماجنة ولا نار . فصاح به عثمان : قم عني فعل الله بك وفعل (5) .

وله اخبار من نحو هذا رديّة ذكرها اهل الأخبار لم أذكرها .

عقد الفريد : ولما مات الحسن بن عليّ حج معاوية ، فدخل المدينة وأراد أن يلعن عليا على منبر رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، فقيل له : انّ هاهنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا فابعث اليه وخذ رأيه ، فأرسل اليه وذكر له ذلك ، فقال : انّ فعلت لأخرجنّ من المسجد ثم لا أعود اليه . فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد ، فلما مات لعنه على المنبر ، وكتب الى عماله أن يلعنوه على المنابر ، ففعلوا . فكتب ام سلمة زوج النبي « صلى الله عليه وآله » الى معاوية : انكم تلعنون الله ورسوله على منابركم ، وذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه ، وأنا أشهد أنّ الله أحبّه ورسوله . فلم يلتفت الى كلامها (6) .

ويروى أيضا : وكان جميع من قتل يوم الحَرة من قريش والأنصار ثلاثمائة رجل وستة رجال ، ومن الموالي وغيرهم أضعاف هؤلاء وبعث مسلم بن عقبة برؤوس اهل المدينة الى يزيد ، فلما القيت بين يديه جعل يتمثّل بقول ابن الزبعرّى يوم أحد :

ليت أشياخي ببدر شهدوا لأهلوا واستهلّوا فرحا ... جزع الخزرج من وقع الأسل ولقالوا ليزيد لا فشل

فقال له رجل من اصحاب رسول الله « صلى الله عليه وآله » : ارتددت عن الاسلام يا امير المؤمنين قال : بلى ، استغفر الله . قال : والله لا ساكنتك ارضا أبدا ، وخرج عنه (7) .

تهذيب ابن عساكر : عن جنيد قال : أتيت من حوران الى دمشق لأخذ عطائي ، فصلّيت الجمعة ثم خرجت من باب الدرج فاذا عليه شيخ يقال له ابو شيبة القاصّ يقصّ على الناس ، فرغّب فرغبنا وخوّف فبكينا ، فلما انقضى حديثه قال : اختموا مجلسنا بلغن أبي تراب فلعنوا أبا تراب عليه السلام ، فالتفتّ الى من على يميني ، فقلت له : فمن أبو تراب ؟ فقال عليّ بن أبي طالب ابن عم رسول الله وزوج ابنته وأول الناس اسلاما وأبو الحسن والحسين ، فقلت : ما أصاب هذا القاصّ . فقمت اليه وكان ذا وفرة فأخذت وفرته بيدي وجعلت ألطم وجهه وأبطح برأسه الحائط ، فصاح فاجتمع أعوان المسجد فوضعوا ردائي في رقبتي وساقوني حتى أدخلوني على هشام بن عبدالملك ، وابو شيبة يقدمني فصاح يا امير المؤمنين قاصّك وقاصّ آبائك وأجدادك أتى اليه اليوم امر عظيم ، قال : من فعل بك ؟ فقال : هذا ، فالتفت اليّ هشام وعنده أشراف الناس فقال : يا أبا يحيى متى قدمت ؟ فقلت : آمن ، وانا على المصير الى اميرا لمؤمنين فأدركتني صلاة الجمعة فصليت وخرجت الى باب الدرج ، فاذا هذا الشيخ قائما يقصّ فجلست اليه فقرأ فسمعنا فرغّب من رغّب وخوّف من خوّف ودعا فأمنّا . وقال في آخر كلامه : اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب ، فسألت : من أبو تراب ؟ فقيل : عليّ بن أبي طالب اول الناس اسلاما وابن عمّ رسول الله وأبو الحسن والحسين وزوج بنت رسول الله ، فوالله يا امير المؤمنين لو ذكر هذا قرابة لك بمثل هذا الذكر ولعنه بمثل هذا اللعن لأحللت به الذي احللت ، فكيف لا اغضب لصهر رسول الله وزوج ابنته . فقال هشام : بئس ما صنع ، ثم عقد لي على السِّند ، ثم قال لبعض جلسائه مثل هذا لا يجاروني هاهنا فيُفسد علينا البلد ، فباعدته الى السِّند ، فلم يزل بها الى ان مات (8) .

أقول : يستفاد من هذه الكلمات امور :

1 ـ أخبر رسول الله « صلى الله عليه وآله » بأن بني أمية اذا بلغوا اربعين رجلا اتخذوا عباد الله عبيدا وكتاب الله دخلا .

2 ـ قالت عائشة ان رسول الله « صلى الله عليه وآله » لعن أبا مروان ومروان في صلبه فمروان فَضَض من لعنة الله تعالى .

3 ـ قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » ان أشد قومنا لنا بغضنا بنو امية .

4 ـ قال أبو سفيان لعثمان : واجعل أوتادها بني أمية فإنما هو الملك ولا أدري ما جنة ولا نار .

5 ـ كتب معاوية بن أبي سفيان الى عماله : أن يلعنوا عليا على المنابر ، ففعلوا ، وكتبت امّ سلمة أنا اشهد انّ الله أحبّه ورسوله .

6 ـ وكان جميع من قتل يوم الحرة من قريش والأنصار ثلثمائة وستة رجال ، ومن الموالي وغيرهم أضعاف ذلك .

7 ـ كان يزيد يتمثّل بالشعر : ليت أشياخي ببدر شهدوا ، فقال صحابيّ . ارتددت عن الاسلام .

8 ـ كان القاصّ بدمشق يقول : اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب ، فغضب رجل عليه ، فساقوه الى هشام ، فعقد له على السند .

فتنة« بني العاص »

مستدرك الحاكم : عن أبي ذرّ ، قال رسول الله « ص » : اذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا وعباد الله خولا ودين الله دغلا (9) .

ويروى : نظيره عن أبي سعيد الخدري وغيره .

ويروى : عن عبدالرحمن بن عوف ، قال : كان لا يولد لاحد مولود الا أتى به النبي « صلى الله عليه وآله » فدعا له ، فأدخل عليه مروان بن الحكم ، فقال : هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون (10) .

ويروى : عن أبي هريرة ، قال رسول الله « صلى الله عليه وآله» : إني اُريت في منامي كأنّ بني الحكم بن ابي العاص ينزون على منبري كما تنزء القردة (11) .

اقول : في حياة الحيوان ـ وفي الصحيحين : إن النبي « صلى الله عليه وآله » امر بقتل الوزغ وسماه فويسقا ، وقال : كان ينفخ النار الى ابراهيم ونزأ عليه : وثب .

وأما مروان فهو ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . فهو ابن عم عثمان بن عفان بن أبي العاص .

ويروى : لما بايع معاوية لابنه يزيد ، قال مروان : سنّة أبي بكر وعمر ، فقال عبدالرحمن بن أبي بكر : سنة هِرَقل وقيصر ... مر الحديث في بني أمية (12) .

ويروى أيضا : إن الحكم استأذن على النبي « صلى الله عليه وآله » فعرف النبي « صلى الله عليه وآله » صوته وكلامه ، فقال : ائذنوا له عليه لعنة الله وعلى من يخرج من صلبه الا المؤمن منهم ، وقليل ما هم ، يشرفون في الدنيا ويضعون في الآخرة ذوو مكر وخديعة ، يُعطَون في الدنيا ومالهم في الآخرة من خلاق .

قال الحاكم : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يُخرجاه .

ويروى أيضا : عن عبدالله بن الزبير : إن النبي « صلى الله عليه وآله » لعن الحكم ووُلده .

قال الحاكم : ليعلم طالب العلم ان هذا باب لم أذكر فيه ثُلث ما روى وان اول الفتن ي هذه الأمة فتنتهم ولم يسعني فيما بيني وبين الله تعالى أن اُخلّي من ذكرهم .

الفائق : ابو هريرة : اذا بلغ بنو العاص ثلاثين كان دين الله دخلا ومال الله نُحلا وعباد الله خولا (13) .

قال الزمخشري الدّخل ( بفتحين ) هو الغش والفساد ، وحقيقته ان تدخل في الأمر ما ليس منه ، أي يُدخلون في الدين امورا لم تجر بها السنة . والنّحل ( بالضم ) من العطاء ما كان ابتداءا من غير عوض والمراد انهم يُعطون بغير استحقاق . الخول ( بفتحتين ) الخدم : جمع خائل .

أقول : الدغل كالدخل لفظا ومعنى . ثم ان الحكم بن ابي العاص عم عثمان وابن عم أبي سفيان ، وهومن مسلمة الفتح ، وأخرجه رسول الله « صلى الله عليه وآله » من المدينة وطرده منها ، فنزل الطائف فلم يزل بها الى ان وُلّى عثمان ، فردّه الى المدينة .

البيان والتعريف : ويل لامتي من هذا ووُلد هذا . أخرجه ابن عساكر عن ضميره ، سببه : أتي رسول الله « صلى الله عليه وآله » بمروان بن الحكم وهو مولود ليُحنّكه فلم يفعل ، وقال : ويل لامتي ... الخ . وأخرج عن نافع قال : كنا مع النبي « صلى الله عليه وآله » فمرّ الحكم بن العاص ، فقال النبي « صلى الله عليه وآله » : ويل لأمتي ... الخ . وأخرج عن نافع قال : كنا مع النبي « صلى الله عليه وآله » فمرّ الحكم بن العاص ، فقال النبي « صلى الله عليه وآله » : ويل لأمتي مما في صلب هذا . رواه السيوطي في الجامع الكبير (14) .

الاستيعاب : فقيل في سبب نفي رسول الله « صلى الله عليه وآله » اياه : انه كان يتحيّل ويستخفي ويتسمّع ما يسره رسول الله « صلى الله عليه وآله » الى كبار الصحابة في مشركي قريش وسائر الكفار والمنافقين ، فكان يفشي ذلك عليه ، وكان يحكيه في مشيته وبعض حركاته الى امور غيرها كرهت ذكرها (15) .

أقول : يستفاد من هذه الروايات امور :

1 ـ إن الحكم كان ممن يؤذي رسول الله « صلى الله عليه وآله » ولا يبالي ، بل من الجواسيس عليه ، ويستخفي الأخبار الى مشركي قريش .

2 ـ إنه كان طريدا لرسول الله وملعونا على لسانه.

3 ـ أعاذ الدين والمسلمين بالله من شره ومن شر ولده.

4 ـ إن عثمان ردّه الى المدينة وقرّبه منه وأعطاه وولده المال الكثير من بيت مال المسلمين، مع علمه بأن رسول الله « صلى الله عليه وآله » لعنه وطرده ولعن وُلده ، وهذا غاية العجب من عثمان حيث أنه خالف صريح عمل رسول الله « صلى الله عليه وآله » وأحب من يبغضه .

الطبقات : فلما حُصر عثمان كان مروان يقاتل دونه أشدّ القتال ،وارادت عائشة الحج وعثمان محصور ، فأتاها مروان وزيد بن ثابت وعبدالرحمن بن عتّاب فقالوا : يا أم المؤمنين لو أقمت فإن أمير المؤمنين على ما ترين محصور ومقامك مما يدفع الله به عنه ! فقالت : قد حلبت ظهري وعرّيت غرائزي ولست أقدر على المقام ... فقالت عائشة ( في جواب مروان ) : وددت والله انك وصاحبك هذا الذي يعنيك امره في رِجلِ كل واحد منكما رحا وانكما في البحر ، وخرجت الى مكة (16) .

أقول : وهذه عائشة تقول علنا ما تقول في عثمان وفي مروان ، ثم تراها بعد أيام قليلة تصاحب مروان وتمشي في البراري طلبا لدم عثمان ، كل ذلك خلاها لأهل البيت وبغضا لعلي بن أبي طالب .

الاستيعاب : ان عائشة قالت لمروان أما أنت يا مروان : فأشد أن رسول الله « صلى الله عليه وآله » لعن أباك وأنت في صلبه (17) .

تاريخ الخلفاء : والأصح ما قال الذهبي : إن مروان لا يُعد في امراء المؤمنين بل هو باغ خارج على ابن الزبير ، ولا عهده الى ابنه بصحيح (18) .

ويروى : أسلم يهوديّ اسمه يوسف وكان قرأ الكتب ، فمرّ بدار مروان فقال : ويل لامة محمد من أهل هذه الدار ، فقلت له : الى متى ؟ قال حتى تجيء رايات سود من قبل خراسان ، وكان صديقا لعبد الملك بن مروان ، فضرب يوما على منكبه وقال : اتّق الله في امة محمد اذا ملكتهم . فقال : دعني ويحك ما شأني وشأن ذلك (19) .

مستدرك الحاكم : ان رفاعة بن صامت قام قائما في وسط دار امير المؤمنين عثمان بن عفان ، فقال : إني سمعت رسول الله « صلى الله عليه وآله » يقول سيلي اموركم من بعدي رجال يعرّفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون ، فلا طاعة لمن عصى الله ، فلا تعتبوا أنفسكم فوالذي نفسي بيده إن معاوية من اولئك ، فما راجعه عثمان حرفا (20) .

تاريخ الخلفاء : وجهّز يزيد جيشا الى اهل مكة ، فقال : أعوذ بالله أيبعث الى حرم الله ؟ فضرب يوسف ( وهو من قرأ الكتب السافلة ) منكبه وقال : جيشك اليهم أعظم (21) .

ويروى : ومن وصية عبدالملك : يا وليد اتق الله فميا أخلفك فيه ، وانظر الحجاج فأكرمه فإنه هو الذي وطّأ لكم المنابر ، وهو سيفك يا وليد ويدك على من ناواك ، فلا تسمعنّ فيه قول أحد ، وأنت اليه احوج منه اليك ، وادع الناس اذا متّ الى البيعة فمن قال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا (22) .

ويقول : قلت : لولم يكن من مساوي عبدالملك الا الحجاج وتوليته اياه على المسلمين وعلى الصحابة رضي الله عنهم يُهينهم ويُذلهم قتلا وضربا وشتما وحبسا ، وقد قتل من الصحابة وأكابر التابعين مالا يُحصى فضلا عن غيرهم ، وختم في عنق أنس وغيره من الصحابة ختما يريد بذلك ذلهم ، فلا رحمه الله ولا عفا عنه (23) .

ويروى : قال ابن عائشة : اُفضى الأمر الى عبدالملك والمصحف في حجره ، فأطبقه وقال : هذا آخر العهد بك (24) .

مستدرك الحاكم : عن سعيد ، عن سعد قال : جاء الحارث بن البرصاء وهو في السوق فقال له : يا أبا اسحاق اني سمعت مروان يزعم أن مال الله ماله ! من شاء أعطاه ومن شاء منعه ، فقال له : أنت سمعته يقول ذلك ؟ قال : نعم ، قال سعيد : فأخذ بيدي سعيد وبيد الحارث حتى دخل على مروان فقال : يا مروان أنت تزعم انّ مال الله مالك من شئت أعطيته ومن شئت منعته ؟ قال : نعم ، قال : فأدعو ؟ ورفع سعد يديه ، فوثب اليه مروان وقال : أنشدك الله أن تدعو هو مال الله من شاء أعطاه ومن شاء منعه (25) .

ويروي بسند آخر ما يقرب منه .

البدء والتاريخ : ذكر مروان بن الحكم وأخذ بيعة أهل الشام له : بويع له بالاردن سنة أربع وستين ، وهو أول من أخذ الخلافة بالسيف ، وكان يلقّب خيط باطل لطوال قامته واضطراب خلقه . وفيه يقول الشاعر :

لحى الله قوما أمّروا خيط باطل *** على الناس يُعطي من يشاء ويمنع (26)

ويروى : ومات الحجاج في ولاية الوليد بن عبدالملك بن مروان ، وقد بلغ من السن ثلاثا وخمسين سنة ، وولى الحجاز والعراق عشرين سنة ، وكان قتل من الأشراف والرؤساء مائة الف وعشرين الفا سوى عوام الناس ومن قُتل في معارك الحروب ، وكان مات في حبسه خمسون ألف رجل وثلاثون الف امرأة . وقالت امرأة الحجّاج :

الا يا أيها الجسد المُسجّى وكنت قرين شيطان رجيم ... لقد قرّت بمصرعك العيون فلما مُتّ سلّمك القرين (27)

_______________

(1) مستدرك الحاكم ج 4 ص 479 .

(2) نفس المصدر ص 481 .

(3) نفس المصدر ص 487 .

(4) الفائق ج 3 ص 203 .

(5) الاستيعاب ج 4 ص 1679 .

(6) عقد الفريد ج 4 ص 366 .

(7) نفس المصدر السابق ص 390 .

(8) تهذيب ابن عساكر ج 3 ص 407 .

(9) مستدرك الحاكم ج 4 ص 480 .

(10) نفس المصدر ص 479 .

(11) نفس المصدر 480 .

(12) نفس المصدر ص 481 .

(13) الفائق ج 1 ص 393 .

(14) البيان والتعريف ج 2 ص 266 .

(15) الاستيعاب ج 1 ص 359 .

(16) الطبقات ج 5 ص 36 .

(17) الاستيعاب ج 1 ص 360 .

(18) تاريخ الخلفاء ص 82 .

(19) تاريخ الخلفاء ص 84 .

(20) مستدرك الحاكم ج 3 ص 357 .

(21) تاريخ الخلفاء ص 84 .

(22) نفس المصدر ص 85 .

(23) نفس المصدر السابق ص 86 .

(24) نفس المصدر ص 84 .

(25) مستدرك الحاكم ج 3 ص 500 .

(26) البدء والتاريخ ج 6 ص 19 .

(27) نفس المصدر السابق ص 40 .