1
القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

إنَّ الخِلافاتِ التي تَحصُلُ في الحَياةِ الزَّوجِيَّةِ غالبًا ما يكونُ سَبَبُها: إمّا عَدَمُ مَعرِفَةِ الأُسُسِ التي يَقومُ عَليها الزَّواجُ؛ بِحَسبِ نَظَرِ الشَّريعَةِ الإسلاميّةِ، وإمّا بِسَببِ النَّقصِ في التَّربيةِ الدينيّةِ أو قِيامِ أَحَدِ الزَّوجينِ أو كِلَيهِما بأمورٍ تُسَبِّبُ الأذى للشَّريكِ الآخر. لِذا، ينبَغِي على الزَّوجينِ التَّعَرُّفُ على أَهَمِّ المُقَوّماتِ الصَّحِيحَةِ التي تَقومُ عَليها الحَياةُ الزَّوجِيَّةُ، ويُمكِنُ أنْ نُلَخِّصَها على الشَّكلِ التَّالي:
أولاًـ المَوَدَّةُ والمَحَبَّةُ
يَنبَغِي أنْ تَسودَ الحياةَ الزوجيَّةَ رُوحُ المَوَدَّةِ والمَحَبَّةِ والصَّفاءِ، لأنَّ الحَياةَ الخاليةَ مِنَ الحُبِّ لا مَعنى لها. والمَوَدّةَ مِنْ وِجهَةِ نَظَرِ القُرآنِ؛ هِيَ الحُبُّ الفَعَّالُ، لا ذلكَ الحُبَّ الذي يَطفُو على السَّطحِ كالزَّبَدِ. فالحُبُّ المنشُودُ هُوَ الحُبُّ الذي يَضرِبُ بجذورِهِ في الأعماقِ، والذي يظهَرُ مِنَ القَلبِ إلى الحَياةِ بواسِطَةِ الأعمالِ.
ثانياً: التَّعاونُ والتَّفاهُمُ
إنَّ أساسَ الحَياةِ الزَّوجيَّةِ يقومُ على التَّعاونِ، ومُساعَدَةِ كُلٍّ مِنَ الزَّوجينِ للآخر في جَوٍّ مِنَ الدَّعمِ المُتَبادَلِ، وبَذلِ أقصَى الجُّهودِ؛ لأجلِ حَلِّ المشاكِلِ، وتقديمِ الخدماتِ المَطلوبَةِ. وصحيحٌ أنَّ للزوجِ وظِيفَتَهُ المُحَدَّدَةَ، والزَّوجَةَ هِيَ الأُخرى لَدَيها وَظيفَتُها المُحَدَّدَةُ، ولكِنَّ التَّعاونَ والتَّفاهُمَ يُلغِيانِ هذا التَّقسيمَ ويَجعلانِ كُلًا مِنهُما نَصيرًا للآخر وعَوناً لَهُ.
3ـ حُسنُ المُعاشَرَةِ
الزَّواجُ بِدايَةَ مَرحَلَةٍ جَديدَةٍ مِنَ المُعاشَرَةِ تنتَهِي في ظِلالِها عُزلَةُ الرَّجُلِ والمرأةِ، ويَبدأُ عَهدٌ جَديدٌ مِنَ الأُلفَةِ والأُنسِ بينَهُما؛ وعلى إثرِ ذَلكَ يَحصُلُ نَوعٌ مِنَ التَّقارُبِ بينَ أفكارِ الزَّوجينِ ورُؤاهُما، كذلكَ الأمرُ بالنِّسبَةِ لتَوَجُّهاتِهِما والخُطَطِ المُستَقبَليِّةِ لحَياتِهِما المُشتَرَكَةِ.
4ـ المُداراةُ وضَبطُ النَّفسِ
يُؤَدِّي اختلافُ المَشارِبِ والأذواقِ بينَ الزَّوجينِ إلى ظُهورِ الاختلافاتِ والنِّزاعاتِ بينَهُما، بَلْ يُمكِنُنا القَولُ: أنَّ الحياةَ الزَّوجيّةَ التي لا تَشهَدُ نِزاعًا أو تَصادُمًا بينَ الطَّرفَينِ أَمرٌ خَياليٌّ بَعيدٌ عَنِ الحَقيقَةِ.
يُوصِي الإسلامُ في حَالَةِ بُروزِ نِزاعٍ عائليٍّ أنْ يَلجأَ أَحَدُ الطَّرفينِ الى الصَّمتِ، وأنْ يَغُضَّ الطَّرفَ عَنْ أخطاءِ الطَّرَفِ الآخَر، وأنْ يتعامَلَ معَهُ بِما يُرضِي اللهَ تَعالى ورسُولَهُ (صَلَّى اللهُ عَليهِ وآلهِ).
5ـ مُراعَاةُ إمكانيّاتِ الشَّريكِ
على الزَّوجَةِ أنْ تُراعِي إمكانيّاتِ الزَّوجِ في النَّفَقَةِ وغَيرِها، فَلا تُكَلِّفُ الزَّوجَ ما لا يُطيقُهُ مِنْ أمرِ النَّفَقَةِ، فإنَّ رَسولَ اللهِ (صَلَّى اللُه عَليهِ وآلهِ) قَالَ في هذا الصَّدَدِ: (أيُّمَا امرَأةٍ أدخَلَتْ عَلى زَوجِها في أمرِ النَّفَقَةِ وكَلَّفَتهُ ما لا يُطيقُ، لا يَقبَلُ اللهُ مِنها صَرفًا ولا عَدلًا ، إلّا أنْ تَتوبَ وتَرجِعَ وتَطلُبَ مِنهُ طاقَتَهُ).