عزيزي المربي الفاضل
ايها الابوان الكريمان :
لعلكم تودون ان توجهوا رسالة تنبيه لأبنائكم ، ولكن لا ترغبون ان يكون اسلوبكم يتسم بالعنف معهم ، حسنا فعلتم
فإليكم هذه الطريقة التي تساعدكم في اشعارهم بالخطأ الذي ارتكبوه
دونما ان تلجئوا الى الضرب او التخويف
وهذه الطريقة علمها الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام لاحد اصحابه وقد سأله طريقة في التأديب ناجحة فقال له :
لا تضربه، واهجره ، ولا تطل.
وهي قاعدة ارتكزت على :
اولا : النهي عن الضرب
الثاني : الامر بهجرانه كعقاب بديل عن الضرب
و الهجران مقيد بعدم الاطالة وتحديد مدته متروك لتقديركم مع ملاحظة نوع الخطأ الذي ارتكبه الطفل و عمره ومستواه الادراكي وهذه الطريقة تثير مشاعر الطفل واحاسيسه النفسية اكثر من الضرب الذي مساوئه اكثر وليس له أي تأثير إيجابي، وقد أثبتت الدراسات أن العقاب الجسدي مثل الضرب له تأثير سيئ وسلبي على الطفل على المدى البعيد.
واكتشفت الدراسات أن الأطفال الذين تعرضوا لعقاب جسدي، يكون احترامهم لذاتهم أقل ولا يشعرون بقيمتهم، وقد يؤدون أداء سيئا في الدراسة وفي الحياة الاجتماعية،بينما هجرانك له سيثيره ويدفعه الى التفكير بما فعله ويحاول ان يحاسب نفسه ويدرك قيمتك في حياته فيحاول ان يرضيك او يتعرف على سبب عدم حديثك معه او اهتمامك به او انك غير مكترث بوجوده ..
وبعد ان تلمح منه التغير في سلوكه عاود الى عناقه وضمه اليك واشبعه حنانا وافهمه ضرورة الالتزام بما تمليه عليه من الآداب والتوجيهات
لأنك تحبه وتريد له السعادة والهناء.