هل يمكن للمعلم أن يتعرف على الطفل الموهوب من خلال صفات معينة؟ وإن كان الأمر كذلك فما هذه الصفات؟
لقد دلت الدراسات والبحوث التي أجريت ـ عند مقارنة الطفل الموهوب بالطفل العادي والضعيف ـ أن هناك صفات مألوفة نتوقع وجودها في الطفل الموهوب وهذه الصفات هي:
أولا: التفوق على الطفل العادي.
ثانيا: قد يكون الطفل الموهوب صغير البنية بالنسبة لسنه.
ثالثا: قد يكون الطفل الموهوب غير اجتماعي.
رابعا: قد يكون الطفل الموهوب غير مستقر عاطفيا.
خامسا: قد يكون ذكاؤه مفتقرا إلى ما يحفزه على النشاط.
قد تكون هذه الصفات منفردة أو مجتمعة أو بعضها في طفل واحد، ولكن يفضل دراسة هذه الصفات من الناحية العامة لمجموعة من الأطفال الموهوبين عوضا عن طفل موهوب واحد، نظرا لعدم تماثل حالات الأطفال الموهوبين وتشابهها.
هناك دراسات أخرى دلت على أن للبيئة دورها في هذا المجال. فالأطفال الذين ينتمون إلى مستوى اجتماعي واقتصادي ـ بشكل عام ـ أعلى من الوسط، بحيث تكون حالات الفقر، والطلاق، والهجر، والانفصال، والمغامرة قليلة أو معدومة ، فهناك أرجحية أن يتواجد الأطفال الموهوبون فيها ويظهرون من خلالها. ومن الجدير ذكره أن بعض الأطفال الموهوبين يمكن أن ينحدر من بيئة ذات مستوى اقتصادي واجتماعي متواضع، وهذا يدل على أن هذه الصفات لا تقتصر فقط على بيئة معينة واحدة، بل على أخرى على الرغم من عمومية وأرجحية الأولى على الثانية.
نجد من الكلمة الأولى التي وضعت قبل الجملة وهي (قد)، لا تدل على مدى التأكد من صحتها، لذلك لا يمكننا القول أن الأطفال الموهوبين بشكل عام هم أصغر بنية أو أقل نضجا من الناحية الجسمية مقارنة بالأطفال العاديين. فلقد دلت البحوث التي أجريت في أكثر من زمان ومكان على أن الأطفال الموهوبين هم كأقرانهم الأطفال العاديين إن لم يتفوقوا عليهم من حيث الطول أو الوزن ومقاومة الأمراض، وبالإجمال يمكننا القول إنهم كغيرهم من الأطفال منهم القوي ومنهم الضعيف ومنهم الحسن ومنهم القبيح.