ترى هل ثمة فرق بين أن يتحدث الإنسان مع نفسه ؟ أو الى نفسه ؟
حينما تغادر مكان العمل وأنت متعب ومرهق وقد واجهت بعض المتاعب مع أحد الزملاء أو مديرك ستجد نفسك تحدثك وتحدثها؛ أي أنك مع نفسك في حديث !
ولكن حينما تقرأ مقولة فيها حكمة وعمق ستتوجه الى نفسك لتكتشف مدى ما يتعلق من مضمونها مع ذاتك أو علاقاتك؛ أي أنك تتحدث الى نفسك عما يطورها ويزكيها ؟
إذن أنت تتحدث الى نفسك ؟
فالحديث مع النفس قد يسبب تعكر المزاج وسيطرة القلق على المشاعر؛ لأنها قد تكون وسوسة منها.
بينما في التحدث الى النفس ستشعر بالانفتاح على ذاتك وتتكلم مع نفسك كما يتكلم الصديق الى صديقه مرشدا وواعظا وناصحا ومذكرا وهي تصغي لما تقوله!
وقد يجد البعض أن في هذا شيئا من السخرية إذ قد يراه الآخرون فيتهموه بالجنون ؟؟ !!
وحتى تشعر بالأمان من أولئك الذين لاهم لهم سوى الانتقاد الهدام افعل ذلك في مكان خال وضع أمامك دفترا خاصا تسجل به ما تود الحديث به الى نفسك كأنما لديك شريك تود تصفية الحساب معه !
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه، فيعلم من أين مطعمه ؟ ومن أين مشربه ؟ ومن أين ملبسه ؟ أمن حل ذلك أم من حرام ؟
إذن التحدث الى النفس فيه فوائد وثمرات للدنيا والآخرة، وفيه تقييم وتقويم للنفس وتزكية، وفرصة للتخطيط للمستقبل والتعديل عليه ،
قال " كارنجي" طلبت من أستاذ معروف نصيحة يقدمها للشباب المتلهف للنجاح ، فقال: قل لهم أن يتحدثوا كل يوم الى أنفسهم ففي هذا تدريب ذهني، ويحفز على العمل ويشحذ الهمم.