بشاعة الربا والتطفيف
قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 275].
وقال تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطفّفين: 1 - 6].
ما أشدّ تهاون المجتمعات بأكل الربا والتطفيف مع شدّة حرمتهما وبشاعتهما وأضرارهما على البشريّة جمعاء!
إنّ الربا والتطفيف حرب صريحة على ميزان العدالة الذي به تقوم السماوات والأرض.
الربا ليس مجرّد معاملة ماليّة فاسدة، بل جريمة أخلاقيّة تُغذِّي الظلم، وتُعمِّق الفجوة بين الغني والفقير، وتحوّل المجتمع إلى غابةٍ يأكل فيها القويُّ الضعيفَ.
والتطفيف، وإن بدا صغيرًا في أعين الناس، فهو إعلان خيانةٍ للأمانة، وكسرٌ لظهر الثقة، وفسادٌ يتسرّب في أوصال الحياة اليوميّة حتّى يصبح الغشّ ثقافة.
وما كان تشبيه آكل الربا بمن يتخبّطه الشيطان إلّا تصويرًا لهول الأثر على الروح والعقل والقيم، وكأنّ الإنسان يفقد توازنه الإنسانيّ قبل أن يفقد بركة ماله ومعنى حياته.
فإذا استهان الناس بهاتين الآفتين، فلا عجب أن تضيق الأرزاق، وتفسد المعاملات، وتغيب الطمأنينة.
1
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)