في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من حياة الكثيرين خصوصاً الشباب والطلاب والرياضيين. فهي يتم تسويقها على أنها وسيلة سريعة لزيادة التركيز والطاقة لكنها تمنح نشاطاً مؤقتاً قد يعقبه شعور بالإرهاق بعد فترة قصيرة.
تحتوي هذه المشروبات على مزيج من المنبهات أبرزها الكافيين بكميات مرتفعة قد تعادل عدة أكواب من القهوة، إضافةً إلى السكريات العالية وبعض المركبات مثل التورين والجينسنغ والغوارانا. هذه المكونات تجعل الجسم في حالة نشاط زائف إذ ترفع معدل ضربات القلب وضغط الدم مؤقتاً وتمنح إحساساً باليقظة والطاقة لكنه سرعان ما يزول.
مع الاستخدام المتكرر قد تظهر أضرار على المدى الطويل. فقد يؤدي الاستهلاك المزمن لمشروبات الطاقة إلى زيادة مقاومة الإنسولين وارتفاع الالتهابات في الجسم أي أن الضرر لا يرتبط فقط بنسبة السكر بل أيضاً بمفعول المنبهات القوية الموجودة داخل هذه المشروبات.
أما عند الأطفال والمراهقين فالأمر أشد خطراً حيث يمكن أن يؤدي الاستهلاك المنتظم إلى قلة النوم وضعف الشهية ويؤثر على النمو وصحة القلب.
ورغم كل ذلك لا يمكن إنكار أن مشروبات الطاقة قد تمنح انتباهاً ونشاطاً مؤقتاً لكن الفوائد محدودة جداً مقارنةً بالأضرار المحتملة. الحل لا يكمن في المنع الكامل بل في الاستخدام المسؤول والوعي. فبدلاً من الاعتماد على عبوة مليئة بالمنبهات يمكننا الحصول على طاقتنا من النوم الكافي وشرب الماء وتناول غذاء متوازن غني بالفواكه والحبوب الكاملة أو كوب من القهوة أو الشاي الأخضر باعتدال لمنح دفعة طبيعية دون آثار سلبية.
في النهاية مشروبات الطاقة ليست عدواً ظاهراً لكنها ليست صديقاً موثوقاً أيضاً. فهي تمنح نشاطاً لحظياً على حساب صحة القلب والأيض والجهاز العصبي. الطاقة الحقيقية لا تُباع في عبوة معدنية بل تُبنى على أسس من الراحة والتغذية السليمة ونمط حياة متوازن.







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN