على هامش فعاليّات مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ بنسخته الثالثة عشرة، أُقيم صباح اليوم الجمعة (8شعبان 1438هـ) الموافق لـ(5آيار 2017م) على قاعة سيّد الأوصياء(عليه السلام) في العتبة الحسينيّة المقدّسة حفلُ ختام معرض كربلاء الدوليّ للكتاب وتكريم دور النشر المشاركة فيه، الذي أُقيم تحت شعار: (لنقرأ معاً) واستمرّ على مدى اسبوعين بمشاركة دور نشرٍ محليّة وعربيّة وأجنبيّة.
استُهِلَّ حفلُ الختام بتلاوة آياتٍ بيّناتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار، جاءت بعدها كلمةُ اللّجنة التحضيريّة للمهرجان التي ألقاها السيد أفضل الشامي رئيسُ اللّجنة ومعاون الأمين العام للعتبة الحسينيّة المقدّسة، والتي استهلّها بتقديم الشكر والتقدير لجميع دور النشر المشاركة في معرض الكتاب على استجابتها للدعوة الموجّهة اليها.
وأضاف: "في هذا العام كما شهد حضراتكم حضور ممثّلين من عدّة دول، ولعلّ الإخوة أوضحوا أنّ هناك نحو (35) جنسيّة اشتركت في هذا المهرجان من مختلف القارات، إنّ هذه المهرجانات إنّما تُقام لإحياء ذكرى الأئمّة الأطهار والاستنارة بسيرتهم، وكذلك للتواصل مع أبناء هذه المعمورة، لأنّ الله تعالى خلق الناس قبائل وشعوباً ليتعارفوا، وهذا التعارف حقيقةً فيه فائدة كبيرة لجميع الأطراف، ما أحببت طرحه هو نقطتان، النقطة الأولى: نأمل من الإخوة الأعزّاء الذين وفدوا الى مدينة كربلاء المقدّسة وعايشوا أبناء هذا المجتمع أن ينقلوا الصورة الواقعيّة التي شاهدوها في هذه المدينة، أهمّ قضيّة يُعاني منها مجتمعُنا العربيّ في هذه الفترة -للأسف الشديد- هي حالة التطرّف الفكريّ والدينيّ، وبالتأكيد الكثير منهم دخل الى العتبات المقدّسة وأدّى الصلاة كما هي عليها، ولا أظنّ أنّ هناك أحداً التفت اليه كيف يصلّي.
أمّا النقطة الثانية التي أحببنا توضحيها: كما شهدت سوريا والعراق وليبيا وغيرها من الدول العربيّة، تحطيم هذه البلدان كما قلنا بهذا المبرّر، لذلك مسؤولية جميع المثقّفين في البلدان العربيّة والإسلاميّة أن يفضحوا الفكر التكفيريّ والغايات التي يُقاتل من أجلها".
لتأتي بعدها كلمةُ وزارة الثقافة المصريّة التي ألقاها وكيل الوزارة الدكتور محمد الفيروز والتي شكر فيها العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية على رعايتها الفعاليّات والمهرجانات الثقافيّة، مبيّناً: "إنّ هذا الأمر إن دلّ على شيء إنّما يدلّ على رؤيةٍ متفتّحة ومعاصرة، وإنّ الإسلام دينٌ ودنيا، وإنّ العلم والثقافة تحمي مجتمعاتنا من الانزلاق الى كهوف الجهل والتخلّف، وقد وجدنا قناعةً راسخةً بأنّ العراق أعزّ وأقوى بتلاحم طوائفه، وإنّ الطائفيّة لا وجود لها في وجدان الشعب العراقيّ، فكلّ الشكر والتقدير لكتيبة العاملين في العتبتين المقدّستين الذين تفانوا في خدمة الضيوف بكلّ صدق".
جاءت بعدها كلمةُ دور النشر المشاركة في المعرض التي ألقاها عنهم الأستاذ صلاح التلّاوي عضو اتّحاد الناشرين الأردنيّين، والتي بيّن فيها: "إنّه من الواجب على كلّ الناشرين العرب والمسلمين محاربة التطرّف لما آلت اليه الأمور في كلّ عالمنا العربيّ، وهذا واجبٌ مقدّس على كلّ ناشر أينما كان، بالإضافة الى أنّ هذا الصرح الكبير -معرض كربلاء الدوليّ للكتاب- هو أيضاً يُقارب بين جميع الأديان والطوائف والمذاهب، وهذا شرفٌ لنا أن نشارك في هذا المهرجان المبارك".
كما كانت هناك كلمةٌ لمدير معرض كربلاء الدوليّ للكتاب السيّد ميسّر الحكيم جاء فيها: "معرض كربلاء الدوليّ للكتاب بدورته الثالثة عشرة حلّ علينا في أرض كربلاء الشهادة والثقافة مع إخوة أعزّاء وناشرين جُدُد وعناوين متميّزة وإصدارات لأوّل مرّة، وهذ المعرض هو بصمة ثقافيّة من فعاليّات مهرجان ربيع الشهادة لتثبيت شيء، هو أنّ العتبات المقدّسة في العراق تهتمّ بشأن النشر والدعم الثقافيّ، فالثقافة أساس الشعوب وهي مصدر الأمن والسلام، ونشر الثقافة واجبٌ من واجبات الناشر والجهات الساندة له الحكوميّة والمؤسّسات المجتمعيّة، لذلك كانت هنالك حركات مكّوكية ومخطّط لمعرض كربلاء من خلال زيارة جمهورية مصر العربيّة واللّقاء مع الإخوة المسؤولين في وزارة الثقافة والهيئة العامّة المصريّة للكتاب، وإطلاعهم على كلّ تفاصيل المهرجان والمعرض، وكذلك التعاون المباشر مع اتّحاد الناشرين اللبنانيّين والأردنيّين، لذلك نتمنّى في هذا العام كما في الأعوام السابقة أن نخرج بمحصّلة لما قمنا به جميعا".
وبتكريم دور النشر المشاركة (المحليّة والعربيّة والأجنبيّة) في المعرض اختُتِمَ الحفل.