صدر عن مؤسسة نهج البلاغة التابعة للعتبة الحسينية المقدسة دراسة علمية حملت عنوان (الامن الفكري في نهج البلاغة) استندت الى علوم القرآن الكريم والسنة النبوية وعلم الانثربولوجيا في مواجهة الارهاب والتطرف.
ويشير المؤلف السيد (نبيل الحسني) في حديث خص به الموقع الرسمي "ان احوج ما يحتاج له الانسان بعد دين الله هو الامن، ولاسيما الامن الفكري اكثر من الامن الاجتماعي والاسري والشخصي اذ ان استقامة الفكر وسلامته يحقق بقية انواع الامن وصنوفه"، مبينا ان الفكر الخاطئ يدفع الانسان الى الانتحار وتهديم الاسرة ونشر الفساد الذي لن يتوقف عند حدود الاسرة بل يمتد ليشمل المجتمع والمؤسسات الحكومية والخاصة".
واضاف ان الحكومات المتطرفة لجأت الى تحريف الافكار عن طريق مفهوم (طاعة ولاة الامر) للحفاظ على مكانتها وهيبتها وتسخير دور الافتاء لتطريف الافكار من خلال طرح عناوين تحت مسميات عدة من بينها مسمى حفظ ثوابت العقيدة والذي حمل عنوان (الاعتصام بالكتاب والسنة) وسعيها لمنع الثقافة البديلة لثقافة المجتمع تحت عنوان (لزوم الجماعة)، فضلا عن سعيها لحصر الدين وفهمه في السلف الصالح لقطع الطريق امام معرفة المذاهب الاسلامية الاخرى، مشيرا ان هذه الثوابت التي تناولتها الدراسات المعاصرة حول الامن الفكري وصبت عليها جل اهتمامها هي في الواقع نفسها التي استند اليها رموز التطرف منذ القرن الاول للهجرة النبوية.
وتابع الحسني حديثه ان الفكر لم يخلص من تلك القيود التي اخذت بعقول المتطرفين الى الدمار والخراب فحسب بل ان الغريب في الامر ان كثيرا منهم ممن ينادي اليوم بالأمن الفكري ويقيم المؤتمرات والندوات والمحافل لحفظ المشتركات مع المجاميع المتطرفة فضلا عن تمويلها بالمال والسلاح، موضحا ان تلك الدراسات لم تسخر لإنقاذ ارواح الناس من الارهاب ولم تهتم لحفظ اطفالهم ونسائهم وممتلكاتهم ومستقبلهم واوطانهم بقدر حرصها على الرئاسة والامارة وارباب السلطة واهل الافتاء.
واردف في حديثه ان الوصول الى الاسس والثوابت الصحيحة لتحقيق الامن الفكري يتحقق عن طريق الامام علي عليه السلام، مبينا ان تلك الحقيقة اوجزها في كتابه الموسوم (الامن الفكري في نهج البلاغة) .
واختتم الحسني حديثه ان الكتاب الذي يعد ضمن سلسلة الكتب الصادرة عن مؤسسة نهج البلاغة يتألف من فصلين يضم الفصل الاول ثلاث مباحث في حين تناول الفصل الثاني اصول الامن الفكري عند امير المؤمنين عليه السلام (الوسائل والتطبيقات).