سلط الأستاذ في جامعة بابل الدكتور عماد حسين المرشدي، الضوء على شخصية الإمام الحسين (عليه السلام)، التي تميزت بسمات فريدة خصّها الله سبحانه وتعالى بها. جاء ذلك على هامش مشاركته في الجلسة البحثية لمؤتمر الإمام الحسين (عليه السلام) العلمي، المنعقد في جامعة العميد ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الثاني الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة، تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (منهاج الأئمة -عليهم السلام- في تربية الفرد والأمة)، للمدة 27/ 6/ 2024م إلى 4/ 7/ 2024م. وذكر المرشدي في ملخص بحثه الموسوم "إشكالية المعرفة في فهم شخصية الإمام الحسين (عليه السلام)"، أنّ "النظر إلى أيّ شخصية من الشخصيات المعروفة أو المشهورة، عادة ما تكون نظرة تجزيئية تعتمد في تقيميها لهذه الشخصية من خلال ذاتها فقط، وهذا النوع من التقييم أو الفهم قد يكون فهمًا خاطئًا وليس شموليًّا لا ينظر إلى الشخصية عبر جميع أبعادها". وأضاف "ومن هنا تأتي إشكالية المعرفة في فهم شخصية الإمام الحسين (عليه السلام)، بمعنى آخر من هو الإمام الحسين (عليه السلام)؟ هل عرفنا سيد الشهداء (عليه السلام) ؟، هل هو ولي من أولياء الله؟، هذه درجة من درجات المعرفة، هل هو إمام مفترض الطاعة على جميع الخلق؟ هذه أيضًا درجة من درجات المعرفة، وهل هو مصلح من المصلحين العظام؟، وهذه درجة من المعرفة، ومن هنا تتفاوت درجات المعرفة لهذه الشخصية العظيمة".
وتابع المرشدي أنّ "شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) فوق ذلك وأعظم من كل ذلك، فالمعرفة لها قيمة كبرى عند الله سبحانه وتعالى، ففي الحديث الشريف يقول (وأفضلكم أفضلكم معرفة)، بمعنى أنّ معرفة حياة العظماء وتجاربهم عبارة عن إضاءات للأفراد ودروس لتغيير برمجة حياتهم والارتقاء بذواتهم في الجوانب الدينية والتربوية والاجتماعية". وأشار الباحث إلى أنّ "شخصية الإمام (عليه السلام) تميزت عن باقي الشخصيات بسمات فريدة خصّها الله سبحانه وتعالى بها، وهذه الخاصّية أعطتها الحياة والبقاء طوال القرون الماضية وإلى يومنا هذا، وجعلت من القيم والمبادئ التي ضحى من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام) بكل ما يملك، مادة متجددة للحياة الإنسانية".