في أحد أحيّاء غزّة، وفي خضم الصّراع اليوميّ من أجل البقاء، تواجه حنان تحديًا شخصيًّا فريدًا، بعدما تعرّض منزلها للقصف وتدمير كامل محتوياته، فقدت حنان محمود عبد المعطي، الباحثة المثابرة، نسختها الوحيدة من رسالتها العلميّة، وقد كان هذا العمل الأكاديميّ ثمرة سنوات من الجهد والتّفاني، والآن بات ضائعًا في خضم الركام. بإصرار لا يُقهر، بدأت حنان رحلة بحث مضنية عَبرَ الإنترنت، في محاولة قد تكون يائسة بالنسبة لها للعثور على أي أثر لرسالتها العلميّة. بصيص أمل بعد أيَّام من بحث حنان المتواصل عَبرَ شبكة الإنترنت، ظهر بصيص أمل في أحد المواقع الإلكترونيّة التابعة للعتبة العبّاسيّة المقدّسة، حنان وجدت عنوان رسالتها محفوظًا في مكتبة العتبة المقدّسة ضمن مشروع مركز المعلومات الرقميّة التّابع لقسم الشؤون الفكريّة، والّذي يضمّ مئات الآلاف من المصادر العلميّة، فهل يمكن أن يكون هذا هو الخيط الذي يعيد لحنان جهد سنواتها الضائعة؟ طوق النّجاة مكتبة العتبة العبّاسيّة المقدّسة، التي تحتضن نتاجات الباحثين من مختلف أنحاء العالم العربي، تُعرف بمشروعها الرائد لحفظ النتاج العلميّ العراقيّ والعربيّ على وسائط تخزين طويلة الأمد تصل إلى 100 عام. ترى حنان في هذا المشروع طوق النّجاة الّذي يمكن أن يعيد لها ثمرة اجتهادها، لذا تواصلت حنان مع المكتبة برسالة ملؤها الأمل، شارحة فيها ظروفها القاسية وحاجتها الماسّة إلى نسخة إلكترونيّة من رسالتها. وما كان على ملاكات المكتبة والعاملين فيها إلّا أن يستجيبوا بسرعة وكرم لتلك النداءات في موقف يجسّد التضامن الإنسانيّ والعلميّ، إذ قامت المكتبة بالتواصل مع حنان وأرسلت لها نسخة إلكترونيّة من رسالتها. الأمل ينبعث من بين الأنقاض لحظة استلام حنان لرسالتها كانت مليئة بالدّموع والفرح، في تلك اللحظة، شعرت بأنّ جهد سنواتها لم يذهب سدى، وأنّ الأمل يمكن أن ينبعث حتى من بين الأنقاض. بالنسبة لحنان هذه الرسالة ليست مجرّد وثيقة علميّة، بل هي جزء من حياتها العلميّة، واستعادتها يعيد لها الأمل والقوة للاستمرار في رفد رصيد البحث العلميّ العالميّ. قصّة حنان والعتبة العبّاسيّة المقدّسة ليست مجرّد قصّة استعادة وثيقة، بل هي حكاية عن الإنسانيّة والتضامن والأمل في أحلك الظروف. مركز المعلومات الرقميّة يقدّم المركز خدماته المتطوّرة لتلبية احتياجات المستفيدين من الباحثين والمهتمين بالتراث الإسلامي والتاريخي، عَبرَ شكلين رئيسيين هما الخدمة الحضوريّة والخدمة الإلكترونيّة عن بعد، ما يسهم في توسيع نطاق الإفادة من المعلومات القيّمة التي يزخر بها. فالخدمة الحضوريّة تتيح للمستفيدين زيارة المركز شخصيًّا للإفادة من المصادر والمعلومات المتاحة، إذ يوفر المركز بيئة ملائمة للبحث والدّراسة، إضافةً إلى وجود موظفين مختصين لتقديم الدعم والمساعدة في البحث عن المعلومات. أمّا الخدمة الإلكترونيّة توفّر بوابة إلكترونيّة تُمكّن المستخدمين من الوصول إلى قاعدة بيانات شاملة تتضمّن الكتب، المخطوطات، الوثائق التاريخية، والصور الرقمية والبحوث والرسائل والأطاريح، كما يمكن للمستفيدين تحميل الوثائق المطلوبة بصيغ رقميّة والحصول على الدعم الفني عَبرَ البريد الإلكتروني. ويأتي هذا التطور في إطار سعي المركز لتعزيز الوصول إلى التراث الإسلامي والمحافظة على المخزون الثقافي والتاريخي الغني، إضافةً إلى دعم الباحثين في إجراء دراساتهم وأبحاثهم بكل يسر وسهولة. و يُعدّ مركز المعلومات الرقميّة في العتبة العبّاسيّة المقدّسة مؤسّسة رائدة في جمع المعلومات الرقمية وتصنيفها وحفظها، ويهدف إلى توفير قاعدة بيانات شاملة ومتكاملة لدعم الدراسات والبحوث في مختلف المجالات.
(250.000) مصدر رقميّ لخدمة الباحثين أكّد قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسيّة المقدّسة، أنّ مركز المعلومات الرقميّة يقدّم (250,000) مصدر رقميّ لخدمة الباحثين. وقال مدير المركز السّيد عمّار جواد: إنّ "المركز يعمل على توفير جميع احتياجات الباحثين في الاختصاصات العلميّة والإنسانيّة كافّة، إذ بلغ عدد المصادر الرقميّة (250,000) مصدر منها، الدينيّة والسّياسيّة والأدبيّة والعلوم، لتصبح بذلك محل ارتياد الباحثين والقرّاء وطلاب العلم"