تتشكل غالبية مزيج توليد الكهرباء في الجزائر من الغاز الطبيعي؛ كون البلاد منتجًا رئيسًا لهذا الوقود، وتمتلك احتياطيات ضخمة منه، لكن الطاقة المتجددة بدأت تتحسس خطاها بهذا القطاع خلال السنوات القليلة الماضية. 
ورغم أن الجزائر منتجًا عالميًا للغاز الطبيعي الذي يعدّ الأقل انبعاثًا من بين أنواع الوقود الأحفوري، فإن اعتماد البلاد على عنصر واحد يهدد أمن الطاقة مع ارتفاع استهلاك الكهرباء، لأسباب متعددة، منها درجات الحرارة القياسية.
ودفع هذا الأمر الحكومة إلى اتخاذ خطوات لتعزيز دور مصادر الطاقة المتجددة بمزيج توليد الكهرباء في الجزائر، لتظهر الطاقة الشمسية والرياح والمائية في الصورة، لكن بنِسب ضعيفة للغاية حاليًا، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
مصادر توليد الكهرباء في الجزائر
تستعرض وحدة أبحاث الطاقة، اعتمادًا على أحدث البيانات لديها، مزيج توليد الكهرباء في الجزائر، مع إنتاج إجمالي بلغ نحو 77.53 تيراواط/ساعة عام 2021.
وتاريخيًا، ظل مزيج الكهرباء في الجزائر يعتمد بشكل شبه كلّي على الغاز، لتظل نسبته في توليد الكهرباء تتراوح بين مستويات 96% و98% حتى الآن.
وتراجعت نسبة الغاز في مزيج توليد الكهرباء في الجزائر -وفق أحدث بيانات- خلال عام 2021 إلى 98.5%، بعد ارتفاعها في عام 2020 عند 98.67%، مقابل 97.71% في 2019.
وبحسب بيانات أويل آند غاز جورنال، تمتلك الجزائر احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي تبلغ 159.05 تريليون قدم مكعبة (4.5 تريليون متر مكعب)، في حين بلغ الإنتاج 136 مليار متر مكعب بنهاية 2023، وفق بيانات حكومية.

وفي المقابل، غلب على نسبة النفط بمزيج توليد الكهرباء في الجزائر التراجع منذ عام 2000، ليهبط في ذلك العام من 3.06% إلى 0.32% عام 2021، حسب البيانات الصادرة عن مركز الأبحاث إمبر "Ember".
وبدأت الجزائر منذ عام 2015 في إدخال الطاقة الشمسية ضمن مزيج توليد الكهرباء، لتصعد نسبتها من 0.09% إلى 1.05% تقريبًا في عام 2021.
وفي العام نفسه، بدأ كذلك استعمال طاقة الرياح، لكن بنسبة طفيفة للغاية، لا تتجاوز 0.01% في عام 2021، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتمثّل الطاقة المائية 0.12% من مزيج توليد الكهرباء في الجزائر، مع تراجع حصتها بصورة كبيرة خلال العقد الماضي، وسط زيادة استهلاك الغاز الطبيعي.
خطط الجزائر لتنويع مصادر التوليد
تلقّت خطة الجزائر لزيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء دعمًا ملحوظًا مؤخرًا، بعد عوائق عديدة شهدتها الأعوام الماضية، خصوصًا المشروع المعروف "سولار 1000"، بهدف إنتاج 15 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية.
وخلال 2023، بدأ قطاع الطاقة المتجددة في الجزائر تنفيذ مراحل العملية الأولى لبرنامج الطاقات المتجددة، التي انقسمت إلى مشروعين، الأول بقدرة 2000 ميغاواط، والآخر بقدرة 1000 ميغاواط، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويأتي المشروعان ضمن برنامج طموح لإنتاج 15 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية في مشروع "سولار 1000"، إذ إنه بإتمام الخطوات الإجرائية، من المقرر انطلاق الأعمال التنفيذية خلال الربع الأول من 2024.
وكان من بين العوائق التي واجهها مشروع سولار 1000، التأخيرات الكثيرة في تنفيذه، التي تسببت في حل الشركة المسؤولة عن تنفيذه، وهي "شمس للطاقات المتجددة".
ومن بين خطوات الطاقة المتجددة في البلاد، إطلاق مناقصة وطنية ودولية لتنفيذ 15 محطة طاقة شمسية موزعة على 11 ولاية، بطاقة إجمالية تبلغ 2000 ميغاواط.
والمشروع عبارة عن محطة في ولاية بشار بطاقة 50 ميغاواط، وأخرى في ولاية ورقلة بقدرة 100 ميغاواط، ومحطة في ولاية توقرت بسعة 250 ميغاواط، ومحطة رابعة في ولاية الأغواط بسعة 300 ميغاواط، والأخيرة في ولاية الوادي بقدرة 300 ميغاواط.