دعا المتولّي الشرعيّ للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي، إلى الخوض في المرتكزات والأُسُس التي تُبنى عليها الحكومة المهدويّة. جاء ذلك عبر مداخلته على البحوث العلمية المشاركة في المؤتمر العلمي السابع، الذي حمل عنوان (الإمام المهدي العدالة الإلهية الموعودة)، والمندرج ضمن فعّاليات أسبوع الإمامة الدولي الأوّل الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة. وفي مداخلته مع الأستاذ الدكتور عمار عبودي، الذي قدّم بحثاً بعنوان (صورة الحكومة المهدوية المنتظرة في التراث الفكري للشيعة الإمامية)، قال سماحة السيد الصافي إن "صورة الحكومة المهدوية لها مرتكزات وأسس تُبنى عليها، وإنّ ذلك لم يُناقش خلال استعراض أهمّ ما في البحث ولم يُذكر لنا، مع ذلك فإنّه قد يكون في ثنايا البحث موجود". وأضاف أن "التركيز في البحث انصبّ على استبعاد موضوع الإرهاب أكثر من الإبحار في ماهيّة عنوان البحث"، لافتاً إلى أن "صورة الحكومة إذا كانت موجودة في البحث فكان الأحرى بالباحث أن يقدّم ذلك ويعطيه الأولويّة".
وتحدّث سماحته في مداخلته مع الدكتورة نور الساعدي التي قدّمت بحثاً بعنوان (المهدويّة في سورة الأنبياء بين الإشارة والتصريح.. دراسة تحليلية)، عن ذكرها أن المهدوية قدّمت الوصف دون الاسم، مشيراً إلى أنّه يعتقد أن من الأفضل لو لم تفعل ذلك، وأبقت الإمام المهدي(عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، لأنّ المهدوية تنحصر في شخصٍ واحد. وأضاف "أمّا إذا كان هدف الباحثة التحدّث عن المهدوية كمفهومٍ كلّي -كما يقول المَناطقة- ليس له إصدار إلّا واحد، فهنا نوافقها الرأي في مفهوم واجب الوجود، مع الإشارة إلى أنّ واجب الوجود كمفهومٍ كلّي لا ينطبق إلّا على الله تعالى، ومن المهمّ معرفة أنْ ‏لا وجود لمهدويّةٍ بهذه الكثرة، وأنّها تتمثّل بالإمام المهدي وهو ابن الحسن (عليه السلام) فقط". أمّا في حديثه مع الأستاذ منيف فياض الذي قدّم ورقةً بحثية بعنوان (ولادة الإمام الحجّة "عجّل الله تعالى فرجه الشريف" وطـول عمره الشريف في ضوء كتب التاريخ، والسيـر، والأنساب، والآثار)، فقد ذهب سماحته إلى تصحيح قضيّةٍ برهانيّةٍ وهي الاستدلال على عمر الإمام المهدي(عجّل الله فرجه الشريف) بعمر الأنبياء البقية"، مشيراً إلى أن هذه الطريقة في الإسلام غير صحيحة. وتابع أن "عمر النبي نوح(عليه السلام) 2500 سنة، في حين أنّ الإمام المهديّ(عجّل الله فرجه الشريف) ولد في سنه 255 ويبقى ما شاء الله، وإنّ ربط النبيّ نوح بالإمام المهدي لا ينبغي أن يكون بهذه الطريقة".