قدّم الباحث الدكتور الشيخ عماد الكاظمي من مكتبة الجوادين العامّة في العتبة الكاظمية المقدّسة، بحثاً حول الإشراقات التربوية في وصيّة الإمام الكاظم (عليه السلام) لهشام بن الحكم. وأُلقِي البحث الذي حمل عنوان (إشراقات تربويّة في وصية الإمام الكاظم عليه السلام لهشام بن الحكم في العقل)، ضمن فعّاليات المؤتمر العلميّ الموسوم بـ (الصادق والكاظم عليهما السلام صادقا آل محمد)، الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، ويشرف عليه قسم شؤون المعارف الإسلامية والانسانية، ومركز الصادقين ومركز الشيخ الطوسي وجمعية العميد العلمية والفكرية، ضمن فعّاليات أسبوع الإمامة الدولي الأوّل. ويقام أسبوع الإمامة الدوليّ الأوّل تحت شعار (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). واستعرض الكاظمي الإشراقات التربوية في وصية الإمام الكاظم(عليه السلام)، لأهمّ تلامذته الذين كان لهم دور كبير في نشر تراث وعلوم الأئمّة(عليهم السلام)، وإرساء قواعدها في مجالات متعدّدة، ويهدف من خلاله إلى ما له علاقة ببناء الفرد والمجتمع من الوصايا المباركة. وبين في بحثه أن "الشريعة الإسلامية المقدّسة أولت تربية الإنسان بصورة عامة والمؤمن بصورةٍ خاصّة عنايةً كبيرة، فالقرآن الكريم قد تضمَّن آيات متعدّدة خاصة بالتربية القائمة على الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى السنّة الشريفة كذلك، فضلاً على أن هذه الوصية تعدّ أهمّ التراث الإسلامي في التربية من ناحية اشتمالها على فقرات كثيرة، تؤكّد مقام الإنسان وفضله، وأهمية تخلُّقه بأخلاقٍ معيّنة".
وأوضح الباحث أن "الوصية من الوصايا التي تحتاج إلى دراسات متعدّدة من جوانب مختلفة، لأنّها تناولت مفردات لعلوم مختلفة ومن أكثرها تأكيدًا ما يتعلّق بالتربية". ودعا خلال بحثه "المؤسّسات التربوية إلى ممارسة دورها في بناء المجتمع، وأهمّية الاطّلاع على المناهج السليمة، التي تغذِّي النفس الإنسانية بتعاليم عظيمة، يمكن من خلالها أن ننطلق نحو التغيير والإصلاح الفرديّ والمجتمعي، عن طريق التعرُّف عليها أولًا، والعمل بها ثانيًا، ثمّ التعريف بها ودعوة الناس إليها ثالثًا".