تشهد شوارع وازقة مدينة كربلاء المقدسة وبالخصوص المنطقة المحيطة بالمرقدين الشريفين اعمال يومية لنصب المواكب والتكيات المخصصة لإقامة العزاء وتقديم الاطعام والخدمات المتنوعة احياءً لذكرى حلول موسم احزان اهل البيت عليهم السلام خلال شهري محرم وصفر.
ويؤكد عدد من أصحاب المواكب والهيئات الخدمية ان مدينة كربلاء المقدسة عرفت منذ عقود قديمة ببناء التكيات والمواكب استقبالاً لشهر محرم الحرام لإضفاء صورة للمدينة تختلف عما كانت عليه قبل شهر محرم الحرام .
وعلى صعيد متصل اشار المؤرخ (سعيد رشيد زميزم) مسؤول شعبة التوثيق في العتبة الحسينية المقدسة ان تاريخ (التكيات) يعود الى القرن الثامن او التاسع عشر الميلادي اي بحدود سنة 1800 فما فوق لان في هذا القرن مُنع اهالي كربلاء من اقامة العزاء فأخد ابناء المدينة اقامته في البساتين والسراديب وفي هذه الفترة استبدل الوالي العثماني الذي امر بمنع اقامة المراسيم الحسينية وحل مكانة الوالي العثماني (علي رضا) وكان من اتباع البكتاشية وهي احد فرق الشيعة التي تقطن في البانيا ومقدونيا وكوسوفو ويوغسلافيه والبوسنة والهرسك وتركيا, وتوجه هذه الوالي الى بغداد ليتسلم الحكم فيها وقد شكل الشيعة في النجف والكاظمية وكربلاء وفداً لاستقباله لانهم يعلمون بأنه من اتباع اهل البيت عليهم السلام وابلغوه بمطالبهم المتمثلة بإقامة الشعائر الحسينة فأمر الوالي منذ ذلك الحين بإقامة مراسيم العزاء بالأماكن العامة كما قام الوالي بإهدائهم بعض الثريات، مشيرا الى ان هذا الامر ارخته المصادر التي تحدثت عن تاريخ كربلاء.