نفذ منتسبو أقسام العتبة العباسية المقدسة بكوادرها العراقية العديد من المشاريع الكبيرة والمتوسطة في بناها التحتية، وما زالوا، وتم شراء العديد من المعدات الهندسية والتصنيعية والعلمية والخدمية والسيارات المتنوعة، وذلك لرفد أقسام العتبة بما تحتاجه، لخدمتها ولتطويرها، ولراحة زائريها، وذلك ضمن خطة طموحة وضعتها إدارة العتبة المقدسة للنهوض الشامل بها، وبخطوات متسارعة، وهو ما انتهجته بعد 9/4/2003م.
هذا ما صرح به لموقع (الكفيل) أمين عام العتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي وأضاف تمت هذه الأعمال من المشاريع والشراء بتمويل من ديوان الوقف الشيعي التابع لمجلس الوزراء العراقي، وبنسبة 90% ، بينما تم تمويل النسبة الباقية - أي 10% - من الأموال الواردة إلى شبابيك الأضرحة المقدسة من الزائرين، وقسم الهدايا والنذور في العتبة المقدسة، والتي ترد فيهما أموال من العراقيين في الداخل والخارج، ومن العرب والأجانب.
وكان ممثل المرجعية الدينية العليا العلامة السيد أحمد الصافي قد بيّن في خطبة الجمعة الماضية من العتبة الحسينية المقدسة، 10 ذو الحجة 1430 الموافق الجمعة 27 تشرين الثاني 2009 م حقيقة دعم المشاريع التي تتبناها العتبات المقدسة، وقال أود أن أبين حقيقة مهمة، وهي اننا نـُسأل كثيراً في هذه الأيام عن المشاريع في العتبات.. فنقول والحمد لله ، إن المشاريع في العتبات المقدسة تُدار بأيدي الإخوة الأعزاء في العتبات المقدسة التي هي تابعة قانوناً الى رئاسة ديوان الوقف الشيعي، والذي يدعم هذه المشاريع في العتبات، وهي المشاريع التي تخدم الزائرين، وان كل الدعم المالي يحصل من قبل ديوان الوقف الشيعي مباشرة، ما خلا بعض التبرعات من أشخاص من هنا وهناك، وان العراقيين هم المسؤولين على تلك المشاريع التي تقام في العتبات المقدسة.
يذكر أن الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية أمام مسؤولية كبيرة تتمثل في خدمة هذه البقاع، وحمايتها أمنياً، وتطويرها في جميع النواحي، خاصة أنها الأكثر جذباً للزوار في العالم، حيث يبلغ عددهم سنوياً بعد سقوط الديكتاتورية المقيتة، أكثر من (50) مليون زائر، من العراق وأكثر من 30بلداً، وفق آخر الإحصائيات، وقد كانت كل العتبات المقدسة في زمن الديكتاتورية تعاني من الإهمال الشديد، ولا توجد فيها أبسط الخدمات المقدمة حالياً، كما أنها لم تكن تحتوي أي قسمٍ مما هو موجود حالياً مع تفرعاته من الشـُعب والوحدات.
وإن العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية كان فيها مثلاً 90 منتسباً فقط من الإخوة السادة الخدم، يقومون بأعمال التطهير والتنظيف وفرش سجاد الحرم، وتزوير جنائز المؤمنين.
 وكانت أعمال التطوير والبناء - على قلتها - تنفذ بمقاولات من خارج العتبة من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الملغاة، بينما هناك الآن في العتبتين المقدستين بالإضافة للسادة الخدم الذين خضعوا في انتقائهم لضوابط الإدارة الشرعية الجديدة، أكثر من (5000) منتسباً كلهم من العراقيين، موزعين على أكثر من (38) قسماً في العتبتين المقدستين، تتفرع منها أكثر من (120)شعبة هندسية وثقافية وإعلامية وخدمية ودينية وإرشادية وتنظيمية ومالية وإدارية وغيرها، كلها مستحدثة مؤخراً، لتأسيس البنية التحتية المنعدمة في معظم مفاصل خدمة العتبات، وتطوير البنى الأخرى التي كانت بسيطة، مع إنجاز العشرات من المشاريع في مختلف المجالات، والتي حولت هذه البقاع الطاهرة بعد 9/4/2003م إلى مراكز إشعاع حضاري وديني، فضلاً عما تقدمه للزائرين والأحرار في العالم أجمع، من العطاء الروحي والثوري والديني.