أُجريتْ في وقتٍ مُتأخّرٍ من مساءِ يومِ أمسِ الأَحدِ، حَملَةٌ مُوَسَّعَةٌ لِغسلِ الحَرَمِ الطَّاهِرِ لمَرقدِ أبي الفضلِ العبّاسِ(عليه السّلامُ) وَصَحْنِهِ الشَّريفِ، إضافةً إلى فَرشِهِما بِطُقمٍ من السجّادِ الفاخر، وتشرّفتْ بهذه الأعمالِ ملاكاتُ شعبةِ رعايةِ الحرمِ وقسمِ الصَّحنِ الشَّريفِ، إضافةً إلى عددٍ من كوادر قسمِ الشؤونِ الخِدْمِيَّةِ والسادةِ الخَدَمِ وجمعٍ من الزائرين الموجودين.

وقال معاونُ رئيس قسم الصّحن الشريف الأستاذ زين العابدين القريشي، إنَّ "الأعمال أُجرِيت بحسب كلّ مقطعٍ من مقاطعِ الصحنِ المُطهَّر، بدءاً من بوّاباته وصولاً إلى الحرم الشريف، وقد شَهِدَت في بادئ الأمر أعمال رفعِ السجّاد المفروش منذ مدّة، من ثَمَّ بُوشِرَ بأعمالِ الغسل والتنظيفِ الَّتي أُجريتْ حَسبَ كُلِّ مقطعٍ من الصَّحنِ الشَّريفِ".

وأضاف "فور الانتهاء من مسح المياه والتنشيف، بوشر بأعمال فرش طقمٍ من السجّاد بقياساتٍ مختلفة على مساحةٍ بلغت ألف مترٍ مربّع، وجاء بألوانه ونسيجه الفاخر متناغماً مع ما فُرِش في الحرم الطاهر من جهة، ومع الزخارف المستوحاة من نقوش وزخارف العتبة العبّاسية المقدّسة، لتُختَتَم الأعمالُ بإعادةِ محتوياتِ الصحنِ كالقواطعِ وحاملاتِ كتبِ الزِّيَارَةِ والأَدعيةِ وغيرها، ليُصبح بحُلّةٍ جديدة شارعاً أبوابه لاستقبال الزائرين".

واتّجهت بوصلةُ العمل بعد ذلك بنفس الهِمّة المُستَمَدّة من صاحب المرقد الشريف، إلى الحرم المقدّس لإجراء الأعمال نفسها، وقال مسؤولُ شعبة الحرم الحاج نزار غني علي لشبكة الكفيل، إنّ "الحرم الطاهر يشهد أعمالاً متواصلة للغسل والإدامة على مدار الساعة، لكن في حال استبدال أطقم السجّاد تكون هناك حملةٌ موسّعةٌ مثل التي قمنا بها مؤخَّراً، وقُبَيلَ المُباشَرَةِ بالأعمالِ تُغلقُ مداخلُ الحرم وتتمّ تأدِيةُ الزِّيَارَةِ لِصَاحبِ المَرقَدِ الطَّاهِرِ بصورةٍ جَمَاعِيَّة، للاستئذانِ بِبدءِ هذهِ الأَعمالِ التي شملت رفعَ السجّادِ القَديمِ والمُبَاشَرَةَ بالتنظيفِ، بِدءاً مِن الشُّبَّاكِ الشَّريفِ والمَسَاحَاتِ المُحَيطِةِ به وُصولاً إلى أَروِقَتِهِ الأَربعةِ أَرضيّةً وجدراناً، لتُختَتمَ الأعمال بفرش 94 سجّادةً ذات قياساتٍ مختلفة ومن النوعيّات الفاخرة كذلك ".

وأضاف "استخدمنا في أعمال التنظيف موادّ خاصّة تساعد في الحفاظِ على بريقِ الحرم الشريف وشبّاكه المقدّس ورونقِه، وإزالةِ أيِّ عوالقَ فيها قد تؤثِّرُ على شَكْلِها، لتُختَتَم الأعمالُ بالتعطيرِ وإعادةِ فرشِهِ بالسجّادِ حَسبَ موقعِ كلِّ سجّادةٍ، وتبعاً للقياساتِ الَّتي أُخِذتْ مُسبَقاً".

يُشار إلى أنّ ما تمّ رفعُهُ من السجّاد المفروش سابقاً رُزِم حسب قياس كلّ قطعة سجّاد، وأُرسِل لمعمل غسل سجّاد العتبة العبّاسية المقدّسة، ليُستفاد منه في مواقع تابعة لها أو يُخزن لاستخدامه مرّةً أخرى مستقبَلاً.

ويُذكر أنَّ الحرمَ المُطَهَّرَ والصحنَ الشَّريفَ لأَبي الفضلِ العبَّاسِ(عليه السَّلامُ)، يَشهَدُ على مدارِ العامِ إجراءَ حملاتٍ للتنظيفِ، لكنَّ هذه الحملات تكونُ أوسعَ وأشملَ وأدقَّ بعدَ اختتامِ كلِّ موسمِ زيارةٍ، ويَشتركُ في هذه الأعمالِ عددٌ من ملاكاتِ الأقسامِ المعنيّةِ إضافةً إلى ملاكاتِ أقسامٍ أُخَر.