أقام معهدُ الوارث للتطوير الثقافيّ في قضاء الرميثة التابع لمحافظة المثنّى، بالتعاون مع مركز مُلتقى القمر الثقافيّ في العتبة العبّاسية المقدّسة، نشاطاً ثقافيّاً وفكريّاً توسّم بـ(الشباب بين الانتماء والوعي والأزمات)، حضره جمعٌ من أبناء القضاء ونخبةٌ من شخصيّاته الاجتماعيّة.

النشاطُ يُعتبر جزءاً من سلسلة أنشطةِ وفعّاليات المركز، التي عكف على إقامتها في عددٍ من المحافظات العراقيّة ومنها هذه المحافظة، والتي تُقام إمّا بصورةٍ مفردة أو بالتّعاون مع المؤسّسات والجهات الدينيّة والمجتمعيّة، وذلك لأجل المساعدة في بناء الإنسان وإعداده وتأهيله، ليكون قادراً على التعامل مع ذاته ومجتمعه، ولأنّ بناء المجتمع يقوم على حسن بناء الإنسان، فهذا يتطلّب تضافر الجهود لأجل رفد هذه الطبقات بالبرامج التثقيفيّة المتنوّعة.

وقال مديرُ المركز الشيخ حارث الداحي لشبكة الكفيل، إنّ: "نشاطنا في هذا القضاء الذي يمتلك طاقاتٍ ومواهبَ شبابيّةً فاعلة، جاء لتعزيز هذا الدور ولتجذيره، وليكونوا أكثر فاعليةً وتأثيراً في وسطهم المجتمعيّ، وهذه هي أهمّ أهداف المركز، وقد كانت هناك فقراتٌ عديدة توزّعت بين ثلاث محاضرات تناوب عليها محاضرو المركز، وبطروحاتٍ اتّسمت بالحداثة والمفهوميّة والغنيّة بالمادّة الثقافيّة والفكريّة، التي نعتقد أنّهم بحاجة إليها، وهذا ما لمسناه من خلال تفاعلهم وإقبالهم الكبير".

وأضاف: "نأمل أن تُثمر هذه الجهود التي تسعى العتبةُ العبّاسية المقدّسة من خلال قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة فيها، أن تؤتي أُكُلَها كما أثمرت في ما تمّ عقدُهُ من ورشٍ ودوراتٍ وندوات وغيرها من الفعّاليات، وقد لمسنا الحماس الشديد والتفاعل الكبير مع ما يُطرح من مواضيع تَمسّ تفاصيل مهمّة يعيشها الشباب في هذه الأيّام".

يُذكر أنّ مُلتقى القمر الثقافيّ هو ملتقىً تثقيفيّ فكريّ يستهدف طبقاتٍ وفئاتٍ مجتمعيّة عديدة، ويهدف إلى مواجهة التحدّيات الدينيّة والثقافيّة والاجتماعيّة، والمساهمة في مجابهتها باستخدام طرائقَ وآليّاتٍ علميّةٍ حديثة، بعيداً عن التعصّب والتشنّج التي تُفضي إلى نتائج سلبيّة، وتؤدّي إلى الضرر بالمجتمع.