احتفت الأمانةُ العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة بالتعاون مع مؤسّسة السجناء السياسيّين، بالشهيد الحي (فراس سالم جليل النجار) وهو ابنُ الشهيد سالم جليل النجار، ووالدتُه الشهيدة من ضحايا جرائم البعث المقبور الذين فُقِدوا بعد استشهادهم، فبعد أربعين عاماً اجتمع شملُ السيد فراس مع عائلته التي تعرّضت للظلم والاضطهاد والمأساة في تلك الحقبة.

الاحتفاء أُجري صباح هذا اليوم (25 ربيع الأوّل 1442هـ) الموافق لـ(12 تشرين الثاني 2020م) على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة، وبحضور عددٍ من أعضاء مجلس إدارة العتبة المقدّسة ورئيس مؤسّسة السجناء السياسيّين وعائلة المُحتفى به وجمعٍ من المدعوّين.

وبعد تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق والاستماع للنشيد الوطنيّ وأنشودة العتبة المقدّسة (لحن الإباء)، كانت هناك كلمةٌ للأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة، ألقاها بالنيابة عضو مجلس إدارتها الأستاذ الدكتور عباس رشيد الموسوي، واستهلّها بالترحيب ونقل تحيات وسلام المتولّي الشرعيّ للعتبة المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه).. لمتابعة الكلمة ews/index?id=11925 target=_blank>اضغط هنا.
جاءت بعد ذلك كلمةٌ لرئيس مؤسّسة السجناء السياسيّين الأستاذ حسين خليل السلطاني، وقدّم فيها شكره للعتبة العبّاسية المقدّسة لرعايتها هذه الاحتفاليّة، ولكلّ من أسهم في إقامتها مرحّباً بالحاضرين، مبيّناً كذلك: "نبارك العودة الكريمة للأخ فراس ونسأل الله أن يرحم شهداء هذه العائلة، وإنّ هذا الاحتفال هو تعبيرٌ عن مشاركتنا لفرحة فراس وعائلته المضحّية، ويأتي كذلك تكريماً لتضحياتها ومواقفها، وإنّ قصّة فراس وأخويه السيد أحمد والسيد حيدر موضوعٌ في غاية الأهمّية، ومن الضروريّ أن يحظى باهتمامٍ خاصّ من جميع المؤسّسات الثقافيّة والإعلاميّة ومنظّمات الدفاع عن حقوق الإنسان، فهي تختصر مأساةً وانتهاكاً لحقوق شعبٍ بأسره من بطشٍ ارتكبه نظامُ صدام المقبور".
بعدها تحدّثت إحدى ضحايا النظام البائد السيدة سورية حسين، عمّا تعرّضت له وما عانته خلال فترة سجنها وتعذيبها في تلك الفترة، راويةً قِصصاً ممّا شاهدته بأمّ عينها في تلك الحقبة المظلمة.
عُرِض بعدها فيلمٌ وثائقيّ جسّد قصّة فراس النجّار حتّى لقائه بأخيه بعد غيابٍ دام أربعين سنة، كذلك كانت لعائلته كلمةٌ ألقاها عنهم عمّه، وقدّم من خلالها شكره وتقديره للعتبة العبّاسية المقدّسة ولمؤسّسة السجناء السياسيّين على هذا الاحتفاء، واستعرض كذلك ما تعرّضت له هذه العائلة خلال تلك الحقبة الزمنيّة المظلمة سيّئة الصيت، التي لابُدّ من أن تُسلّط الأضواء عليها، لتُصبح قضيّةً محلّيةً وإقليميّة بل عالميّة، لنُبرهن للعالم من هم البعثيّون وما هي جرائمهم.