ناقشت وزارةُ الموارد المائيّة وبالتعاون مع شركة نور الكفيل للاستثمارات العامّة التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة الواقع المائيّ الذي يعيشه البلد، وذلك من خلال ندوةٍ إرشاديّة موسّعة طُرحت فيها أسبابُ الشحّة المائيّة والطرق والآليات المعتمدة لمعالجتها، وبحضور الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدّسة المهندس محمد الأشيقر (دام تأييده) ووزير الموارد المائيّة الدكتور حسن الجنابي وجمعٍ كبير من المهتمّين والمختصّين بهذا المجال وممثّلين عن مديريّة ماء كربلاء فضلاً عن عددٍ من المزارعين.
الندوة التي أُقيمت صباح اليوم السبت (6ذي الحجّة 1439هـ) الموافق لـ(18 آب 2018م) في مجمّع الشيخ الكليني(قدّس سرّه) التابع للعتبة المقدّسة، جاءت من أجل المساهمة في وضع حلولٍ ناجعة للأزمة المائيّة الراهنة التي تعصف بالبلد، وبهذا الخصوص تحدّث الأمينُ العام للعتبة العبّاسية المقدّسة في كلمةٍ له قائلاً: "نجتمع هذا اليوم في ظلال أبي الفضل(عليه السلام) الذي من أسمائه -سيد الماء-، لنسلّط الضوء من جديدٍ على قضيّةٍ مهمّة ومشكلةٍ تؤرّق كلّ النفوس الطيّبة في هذا البلد ألا وهي مشكلة المياه وشحّتها وأهمّية المحافظة عليها، هذه الثروة الوطنيّة التي تعتبر من أهمّ الثروات، فإنّ بلدنا كما تعلمون يشهد شحّةً في المياه بخطرٍ كبيرٍ محدقٍ بنا جميعاً يستدعي منّا شحذ الهمم وتهيئة الإمكانيّات وبحث ومناقشة الأفكار الجيّدة والعمل بها من أجل حلّ هذه المشكلة بشكلٍ عاجل، وإنّ مشكلة شحّة المياه تفاقمت حتّى وصلت الى شحّة مياه الشرب فضلاً عن شحّة مياه الغسل والاستخدامات الضروريّة الأخرى".
مبيّناً: "نغتنم فرصة انعقاد هذه الندوة لكي نهيب بكافة الجهات المعنيّة وأصحاب القرار وكلّ الخبرات وكلّ الطاقات المخلصة من أجل العمل الجيّد وبهمّة عالية لإزالة خطر هذه المشكلة التي تأثّر منها سلباً أبناء هذا الوطن الكريم وخاصّةً مناطق الوسط والجنوب، وإيجاد حلولٍ سريعة بتنفيذ مشاريع استراتيجيّة لتحسين مصادر المياه الحاليّة والبحث عن مصادر المياه البديلة، ومدّ شبكات المياه وإيصالها لجميع المناطق السكنيّة للمواطنين، وتوفير قنوات السقي المعالجة بطرقٍ علميّة للحفاظ على هذه القنوات من الهدر والتلوّث كالتبطين، وإزالة التجاوزات بكافّة أنواعها وغيرها من الوسائل التي لا حصر لها، ونأمل من هذه الندوة أن تكون أحد الأسباب التي تُساهم في معالجة شحّة المياه".
وتضمّنت الندوة كذلك تقديم شرحٍ توضيحيّ قام به وزيرُ الموارد المائيّة الدكتور حسن الجنابي، وتطرّق من خلاله الى محاور عديدة أهمّها:
- الشحّة والجفاف.
- الموارد المائيّة وأسباب الشحّة.
- الاستخدامات الرئيسيّة للمياه.
- الضغوطات والإشاعات حول موضوع شحّة المياه.
- معدّلات الإيرادات للعراق من المياه بالنسبة لنهري دجلة والفرات.
- بعض الأسئلة الشائعة حول شحّة المياه وسبل معالجتها.
كذلك كان هناك تقديم لشروحات تفصيليّة توضيحيّة لعددٍ من الأساتذة المسؤولين في وزارة الموارد المائيّة والتي كانت برئاسة الأستاذ ظافر عبد الله، وكانت على محورين:
المحور الأوّل: الموقف المائي الحالي، قدّمه رئيسُ المهندسين في المركز الوطني لإدارة الموارد المائيّة المهندس حاتم حميد حسن.
المحور الثاني: إجراءات الوزارة بخصوص شحّة المياه، قدّمه الأستاذ علي راضي ثامر مدير عام الهيئة العامّة لتشغيل مشاريع الريّ والبزل.
مشروعُ الساقي للمياه البديلة في العتبة العبّاسية المقدّسة كان حاضراً في المحاور النقاشيّة لهذه الندوة باعتباره واحداً من المشاريع الرائدة التي تسهم في خلق بدائل للمياه، حيث قدّم الأستاذ علاء عمار مديرُ المشروع شرحاً وافياً عن أهداف وغاية هذا المشروع ومراحله الحالية والمستقبليّة، مبيّناً أنّ فكرة المشروع تمثّلت بحفر آبار لاستخراج المياه وتحليلها واستخدامها لسدّ حاجة محافظة كربلاء من مياه الشرب، لتكون بديلةً عن نهر الفرات في حال التعرّض لشحّة مائيّة حقيقيّة.
وشملت الندوة كذلك عروضاً وشروحات توضيحيّة لأعمال الهيئة العامّة للسدود والخزانات، وتقديم دراسة توضيحيّة حول موضوع استراتيجيّة الموارد المائيّة والأراضي في العراق قدّمها الأستاذ مناضل فاضل المهداوي عضو الهيئة الاستشاريّة في الوزارة، إضافةً الى عرضٍ تفصيليّ حول الأهوار في ظروف الشحّة.
وشهدت الندوة في ختامها إقامة جلسة حواريّة مفتوحة تمّ الاستماع من خلالها الى طروحاتٍ واستفساراتٍ من قبل الحاضرين تمّت الإجابة عنها من قِبل المختصّين.
وأُقيم على هامش الندوة معرضٌ صوريّ وآخر للأعمال اليدويّة التراثية اشتركت فيه عددٌ من المؤسّسات.