المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

فوائد الاعلان على الصعيد الاجتماعي
22-2-2021
خلايا النحل
5-6-2016
العمليات الفيزياضوئية Photophysical processes
2024-09-14
وصفُ مصحف أُبَيّ بن كعب
16-10-2014
أبرز التفاسير التي تعتمد منهج تفسير القرآن بالقرآن
2024-09-15
هل ترفع قاعدة الجب العقاب الأخرويّ
2024-07-27


بعض الأمور التي تدل على بطلان الجبر  
  
823   11:00 صباحاً   التاريخ: 11-4-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج2 ، 135- 137
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الجبر و التفويض /

أولا: قالت الشيعة الإمامية الاثنى عشرية في مقام الردّ على من قال بالجبر لو كان اللّه تعالى يجبر بعض العباد على الإيمان والخير والهدى، وتجبر الآخرين على الكفر والشر والضلال، وكان البعض منهم مكرها على الطاعة، والآخر مرغما على العصيان لبطل التكليف وألغيت كل التعاليم والأوامر الصادرة منه تعالى إلى المكلفين لأن من شروط التكليف أن يقع الفعل من الفاعل بمحض اختياره وإرادته، أما إذا كان المكلف مرغما والمأمور مجبرا على تنفيذ الأمر، وكان المكلف (بكسر اللام) قد خلق الفعل في الفاعل وأوجده فيه دون أن يكون له اختيار وإرادة في خلق الفعل ولا قوة له ولا قدرة على مخالفته والامتناع من حدوثه لم يتم الفعل تكليفا لأن المكلف به محقق الوجود، وما كلف به العبد تحصيل حاصل ولا معنى لتكليف العبد بفعل حاصل بقدرة المكلف بكسر اللام وإرادته لأنه متمم الوقوع إن شاء العبد ذلك أو لم يشأ إرادة العبد أم لم يرده لأنه مسلوب الإرادة والاختيار.

ثانيا: إذا كان المؤمن مجبرا على الإيمان والكافر على الكفر بإرادة اللّه وقدرته ومشيئته، كان الكافر والمؤمن متساوين في الطاعة، لأن الكافر لم يختر الكفر بإرادته والمؤمن لم يرد الإيمان باختياره، ووجب على اللّه تعالى أن يعامل المؤمن والكافر معاملة واحدة فيعاقبهما معا أو يثيبهما معا لأنهما لم يختار الكفر والإيمان لنفسهما، وإنما تم الاختيار بإرادة اللّه ومشيئته لهما، وعلى هذا الزعم يبطل الحساب والعقاب والجنة والنار والوعد والوعيد، ويكون الظالم الشريد والخير العادل والمؤمن والكافر في حكم واحد ووجب أن يشطب من تعاليم اللّه تعالى كلمة الطاعة والمعصية والكفر والإيمان.

ثالثا: لو كان الكافر مجبرا على الكفر والظالم مكرها على فعل الظلم لكان للكافر والظالم الحجة على اللّه إذا أدخلهما النار وعاقبهما على فعلهما لأنه هو الخالق‏ فيهما الكفر والظلم وهذا يخالف ما جاء في القرآن الكريم : {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنعام: 149].

رابعا: إذا كان اللّه تعالى هو خالق الشر والكفر والضلال في الإنسان ولا إرادة للإنسان ولا قدرة على مخالفته، وإذا كان اللّه يجبر بعض العباد على الإيمان وبعض الآخر على الكفر، كانت الشرائع والأديان والكتب المنزلة من عنده على أنبيائه ورسله عبثا، وكانت دعوة الأنبياء الناس إلى الإيمان باللّه وفعل الخير والتجنب من الشر والفساد باطلة، ولا أثر للشرائع والأديان في توجيه الإنسان ولا يترتب عليها شي‏ء من أفعال الإنسان ولا تلزم الناس أحكامها لأنهم جميعهم مسيّرون بإرادة اللّه الذي خلق فيهم أفعالهم من خير وشر وكفر وإيمان ولا قدرة لهم على مخالفة ما أراده اللّه لهم، وكانت دعوات الأنبياء للناس: آمنوا باللّه، اقيموا العدل اجتنبوا الفحشاء، لا أثر لها في نفوس العباد لأن الذي خلق اللّه فيه الكفر لا يقدر على الإيمان ومن خلق فيه الايمان لا يقدر على الكفر كما يقول الأشاعرة والمجبرة والجهمية وغيرهم.

خامسا: لو صح ما ذهب إليه الأشاعرة ورفاقهم من أن الإنسان لا إرادة له ولا اختيار فيما يفعل من خير وشر، وإن القدرة والمقدورة واقعان بقدرة اللّه تعالى وليس للعبد قدرة وإرادة واختيار لكانت القوانين الشرعية والوضعية الخاصة بالعقاب والتأديب غير ملزمة للإنسان، وأنها مهما وصفت بالعدل كانت ظالمة للإنسان الذي يرتكب الشر ويقترف الجرائم بفعل غيره فهو إذ يقتل يقتل لا بإرادته وهو إذ يسرق لا يسرق باختياره، وإنما يفعل ذلك مجبورا ومكرها ومرغما على فعل القتل والسرقة ، لا سبيل له غير تنفيذ إرادة من قهره وأجبره فأخذ القاتل بالقتل وقطع يد السارق ومعاقبة أي مجرم في ذلك ظلم لا يتفق مع العدل وترك القاتل يقتل والمفسد يفسد في الأرض لا يتفق والمحافظة على الكيان البشري ولا يقول به أي إنسان لأن في العقاب سلامة المجتمع وأمنه ، وفي القصاص من القاتل حياة الإنسان وبقاءه، كما في قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 179].

سادسا: على زعم المجبرة واتباعهم لا يوجد في الدنيا من هو أظلم من اللّه تعالى اللّه عما يقول الجاهلون: وأي ظلم أعظم وأفظع من ظلم اللّه تعالى للإنسان والعياذ باللّه لأنه على زعم المجبرة يجبر الإنسان على فعل الشر ويكرهه عليه ثم يعاقبه في الدنيا بحكم ما شرعه من الأحكام الموجبة للعقاب، وفي الآخرة يأخذه ويدخله النار ويخلده في عذاب أليم جزاء لما ارتكبه من فعل الشر المرغم عليه إن فلت من عقاب الدنيا.

ولنا أن نسأل المجبرة إذا كان اللّه تعالى أجبر بعض عباده على الإيمان وأكره بعض الآخر على الكفر، فما وجه السؤال في {وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 93].

أيسألهم عن فعل خلقه هو فيهم وأجبرهم بقدرته وقوته على عمله.

والجواب لا يخرج من وجهين إما أن يكون السؤال عن عملهم الذي عملوه باختيارهم فيبطل بذلك الجبر ويثبت الاختيار، وإما أن يكون السؤال عن أفعال أرادها لهم، وأجبرهم على القيام بها. فعلى هذا لا وجه للسؤال إذ هو العالم بكل شي‏ء والفاعل لكل شي‏ء، فلا العالم بالشي‏ء يحتاج أن يسأل عنه، ولا الفاعل للشي‏ء يحتاج إلى من يعلمه فعله الذي تم على يده، ثم أليس هو الفاعل والعامل والخالق لأفعال عباده من خير وشر وحسن وقبيح، والعباد مجبرون على تنفيذ ما أراده اللّه لهم، فما هو الشي‏ء الذي يترتب على سؤال العباد من المسئولية التي نفاها اللّه تعالى عن المكره والمرغم على فعل الشي‏ء بقوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ } [النحل: 106].

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.