المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلّى بن أسد العَمّي
2-5-2017
الإتكال على لطف الله
3-4-2016
خضيب بن عبد الرحمن الوابشي
30-7-2017
بين المبرد وثعلب
12-08-2015
التوقف المشروع عن العمل الوظيفي
3-4-2017
[الاخوة الخاصة والعامة في الإسلام]
22-11-2015


تغيّر الطينة  
  
2651   09:57 صباحاً   التاريخ: 1-4-2018
المؤلف : الشيخ حبيب الكاظمي
الكتاب أو المصدر : نحو أسرة سعيدة
الجزء والصفحة : ص29
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11/9/2022 1255
التاريخ: 1-1-2022 2067
التاريخ: 6-11-2017 2848
التاريخ: 13-6-2020 2414

قد لا تثمر الجهود في تربية الولد أحياناً ، كما حدث مع ابن نوح (عليه السلام) ، وبعض أولاد الأئمة (عليهم السلام) ، وبعض أولاد الصالحين ؛ وذلك لأن الولد لسوء اختياره وسلوكه قد تتغيّر طينته: فالمدمن على النظر الحرام تصبح طينته شهوية ، والذي يحتدّ في الكلام تصبح طينته غضبية.. لذا ، فإن هناك مَن يبذل جهده على ولده الأول ، ولا يرى فيه خيراً ، ويبذل أقل منه على من بعده ، فيكون جهده مباركاً !.. ولكن المؤمن عليه أن يسعى في تهيئة الأجواء الملائمة لتميّز الولد ، ولا ينتظر النتائج الفعلية.. فالأستاذ الذي يؤدي تكليفه كاملاً في الصف الدراسي ، ومع ذلك يفشل الطلاب في اجتياز الامتحان النهائي ؛ فإن تقييم الأستاذ لا يكون بعدم نجاح الطلاب ، وإنما بمدى جهده ومهارته ؛ وكلما كانوا أكثر مشاكسة ، وهو أكثر احترافاً ودقة في العمل ؛ كان أقرب للعطاء والجائزة !..




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.