المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

افتتح الله القرآن بالعدل واختتم به
6-12-2015
حقيقة الرجاء
2/10/2022
Covering Maps and the Monodromy Theorem-Path Lifting and the Monodromy Theorem
21-6-2017
منحني تكراري تراكمي Cumulative Frequency Curre
20-12-2015
تركيب السجاد الغرز - التنفيذ
2023-08-15
Francesco Gerbaldi
22-2-2017


سعيد بن عبد ربَّه  
  
2657   11:30 صباحاً   التاريخ: 28-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص235-237
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-6-2017 4449
التاريخ: 4-6-2017 14003
التاريخ: 30-12-2015 3376
التاريخ: 14-08-2015 2401

 

هو أبو عثمان سعيد بن إبراهيم (عبد الرحمن) بن محمّد بن عبد ربّه بن حبيب ابن محمّد بن سالم، و سالم هذا مولى الأمير هشام الرضيّ بن عبد الرحمن الداخل. ثم هو ابن أخي ابن عبد ربّه (ت ٣٢٨) صاحب كتاب «العقد» . تكسّب بالطبّ و عمي في أواخر أيامه. و كانت وفاته سنة 342(953-954 م) .

كان سعيد بن عبد ربّه من أهل العلم و الأدب و شاعرا محسنا. غير أنّه شغل بالطبّ و الفلك. و من آثاره: أرجوزة في الطبّ-كتاب في الأقراباذين (الأدوية) - و تعاليق مجرّبات (في الطبّ) .

مختارات من شعره:

- بعث سعيد بن عبد ربّه يوما إلى عمّه أحمد (صاحب كتاب «العقد») يدعوه إلى أن يحضر إليه ليؤانسه. فلم يجبه عمّه فكتب إليه يقول معاتبا:

لمّا عدمت مؤانسا و جليسا... نادمت بقراطا و جالينوسا (1)

و جعلت كتبهما شفاء تفرّدي... و هما الشفاء لكلّ جرح يوسى (2)

و وجدت علمهما إذا حصّلته... يذكي و يحيي للجسوم نفوسا (3)

- و قال في أواخر عمره:

أ من بعد غوصي في علوم الحقائق... و طول انبساطي في مواهب خالقي (4)

و في حين إشرافي على ملكوته... أرى طالبا رزقا إلى غير خالقي (5)

و أيام عمر المرء متعة ساعة... تجيء حثيثا مثل لمحة بارق (6)

و قد آذنت نفسي بتقويض. رحلها... و أسرع-في سوقي إلى الموت-سائقي (7)

و إنّي و إن أوغلت، أو سرت هارباً... من الموت في الآفاق فالموت لاحقي (8)

______________________

١) بقراط أو أبقراط (ت 365 ق. م.) طبيب يوناني قديم مشهور بالبراعة في المداواة. و جالينوس (ت نحو ٢٠٠ م) طبيب يوناني متأخّر في الزمن و لكن بارع في التشريح و التطبيب.

٢) يوسى-يؤسى (المجهول من يأسو) : يداوى.

٣) أذكى فلان النار: أوقدها. و الشاعر يقصد هنا أنّ قراءة كتب بقراط و جالينوس تذكي الإنسان (تجعله ذكيّا) .

4 و 5) في هذين البيتين نزعة إلى التصوّف.

6) متعة: استفادة، سرور. ساعة: وقت قصير. الحثيث: المستمر (السريع) .

7) آذنت بالمدّ: قاربت. تقويض الرحل: نزع الخيمة من مكانها (استعدادا للرحيل) ؛ كناية عن قرب الموت.

8) أوغل الرجل في الغابة: سار فيها بعيدا. في الآفاق: أطراف البلاد (الأماكن البعيدة عن الحضر المناطق المعمورة و المناطق المهجورة: سيلحق بي الموت أينما ذهبت.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.