المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

استخدامات الكالسيوم
20-4-2018
المبيدات الفطرية (مبيد ايبرودايون Iprodione50% WP %50)
5-10-2016
الدور المشرق للامام الباقر
18-8-2016
الكادميوم Cadmium
29-1-2016
Square Integrable
19-5-2018
إننا لا نقول بالجبر والتشبيه
18-8-2019


اسماعيل بن بدر  
  
3868   10:35 صباحاً   التاريخ: 21-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص250-253
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015 1961
التاريخ: 14-08-2015 2663
التاريخ: 10-04-2015 3138
التاريخ: 13-08-2015 2192

 

هو أبو بكر إسماعيل بن بدر بن اسماعيل بن زياد من أهل قرطبة كان مولى لبني أميّة، سمع الحديث من بقيّ بن مخلد و من محمّد بن عبد السلام الخشني و محمّد بن وضّاح و مطرّف بن قيس و عبد اللّه بن مسرّة و عبيد اللّه بن يحيى. (ابن الفرضي، رقم 216) .

و كان إسماعيل بن بدر متّصلا بعبد الرحمن الناصر (٣٠٠-350 ه‍) فولاّه الناصر الخاصة (إدارة أملاكه الخاصّة) في ربيع الأوّل من سنة ٣٠٠ ه‍ ثمّ ولاّه إشبيلية. و كذلك ولاّه أحكام السوق (الحسبة: المحافظة على الأخلاق في الأسواق و مراقبة البضائع و أسعارها) .

و كانت وفاة إسماعيل بن بدر سنة 351(962 م) و قد عمّر طويلا.

- اشتغل اسماعيل بن بدر بالحديث، و لكنّ الشعر غلب عليه. و كان شاعرا مكثرا مجيدا، له مدح و رثاء و وصف و خمريّات. و في شعره متانة و رقة أيضا.

مختارات من آثاره:

- قال إسماعيل بن بدر يرثي ابنه أحمد، و قد مات صغيرا:

غرست قضيبا زعزعته يد الرّدى... فخلّوا دموع العين تبك على غرسي

و هذا حَمام الأيك يبكي هديله... فما لهديلي لا تذوب له نفسي (1)

- ما حزن يعقوب على يوسفٍ... أشدّ من حزني على أحمدِ

أحمد ملحود و هل نستوي... و ذاك لم يقبر و لم يلحد (2)

و كان يرجوه؛ و هل أرتجي... هذا و قد غمّضته باليد (3)

- و أهدى إلى بعض من يعرفه توتا و كتب معه:

تفاءلت بالتوت التأنّي لزورة... و ذلك فأل-ما علمت-صدوقُ (4)

فأهديته غضّا حكى حدق المها... له منظر بالحسن منه يروق (5)

و بعض حكى الياقوت منه احمراره... و ما مجّه للذائقين رحيق (6)

فذا سبج فيما يرى لاسوداده... و ذا لاحمرار اللون منه عقيق (7)

- قال اسماعيل بن بدر يصف غزوة قام بها عبد الرحمن الناصر إلى بلاد الإسبان و يذكر آثار الخراب الذي أتى على كلّ شيء. لاحظ أنّه يشبّه الجيش بالبحر و يشبّه البيض (السيوف) بالبيض (النساء) :

و ذي لجب كالبحر عبّ عبابه... فضاق به رحب الفضا و التنائف (8)

قريب الخطا نائي المدى مالئ الملا... بجمع تراه واقفا غير واقف (9)

تركنا به أرض العدوّ كأنّها... مجاهل للمرتاد غير معارف (10)

غدت بعد سحب البيض فيها ذيولها... مجرّ ذيول الطامسات العواصف (11)

_______________________

١) الهديل: صوت الحمام. و هو أيضا فرخ الحمام (القاموس 4:6٧، السطر الأخير) .

٢) القبر هو الحفر التي يدفن الميت فيها. و اللحد شقّ يكون في عرض القبر.

٣) اذا مات الانسان جفّ جسمه. من أجل ذلك يسرع أهل الميت بمدّ أعضائه و تغميض عينيه كيلا تظلّ أعضاؤه على غير طبيعتها و كيلا تظلّ مفتوحتين.

4) التأنّي: (لعلّه يقصد: الأمل، الرجاء، انتظار زورة) .

5) الغضّ: الطريّ، المقطوف حديثا. الحدقة: العين. المهاة: نوع من الظباء أبيض اللون، كبير العينين. راق: سرّ الناظر.

6) حكى: شابه. مجّه: أخرجه من فمه. الرحيق: العسل الموجود في قلب الزهرة.

7) السبج: خرز أسود (المعجم الوسيط 4١4؛ تاج العروس، الكويت 6:٢٧) . العقيق: حجر كريم أحمر اللون.

8) ذو لجب: (جيش) ذو أصوات كثيرة (لكثرة عدده و سلاحه) . العباب: كثرة الماء، السيل العظيم، ارتفاع الموج. عبّ عبابه: عظم موجه و تلاطم. الرحب: الواسع. التنوفة: الفلاة (الأرض الواسعة) .

9) قريب الخطى: الجنود يمشون فيه بخطوات قصيرة (لازدحامهم و ضيق المكان بهم) . نائي المدى: بعيد ما بين أوّله و آخره. تراه واقفا غير واقف: هو يملأ بقعة كبيرة جدّا من الأرض فلا تدرك العين أنّه يتحرّك.

10) المجهل: الأرض لا علامات فيها (خراب) . المرتاد: الآتي إلى مكان يطلب شيئا (عشبا، ماء، الخ) . المعرفة: العلامة في الطريق يهتدي بها السائرون.

11) غدت: أصبحت. بعد سحب البيض فيها ذيولها: بعد المعركة-في البيت استعارة جميلة: يقول الشاعر إنّ البيض (السيوف) بعد أن تنزّهت (يشبّه السيوف البيض، المجلوّة، القاطعة، بالنساء البيض الجميلات) ظفرت بسرعة و سهولة كأنّما كانت تتنزّه. جرّرت ذيولها: سارت متأنّية تتبختر (سرن متأنّيات يتبخترن) . مجر ذيول الطامسات العواصف: مكان تمرّ به الرياح السديدة تحمل الرمال و تطمس (تغطّي) بها كلّ أثر.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.