المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أبو الوليد الباجي  
  
2936   01:50 مساءً   التاريخ: 20-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص631-634
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 2928
التاريخ: 30-12-2015 2443
التاريخ: 22-06-2015 3060
التاريخ: 28-6-2021 5072

 

هو أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيّوب بن وارث المالكيّ الأندلسيّ التجيبيّ الباجيّ، أصل أهله من بطليوس ثمّ انتقل جدّه إلى باجة التي هي قرب إشبيلية، و فيها ولد أبو الوليد، في النصف من ذي القعدة من سنة 4٠٣ هـ (٢٨/٣/١٠١٣ م) .

نشأ أبو الوليد الباجيّ في باجة في أسرة معدمة ثمّ انتقل إلى قرطبة فبدأ تلقّي العلوم فيها و هو يعيش عيشة مجهدة. و في سنة 4٢6 ه‍ (1035 م) رحل إلى المشرق للأخذ عن علمائه و ليتثقّف في الحديث و الفقه و الأدب. و قد مكث في المشرق ثلاث عشرة سنة: ثلاثا منها في مكّة ثمّ ثلاثا في بغداد و سنة في الموصل. و مكث حينا في الشام. و في أثناء رحلته هذه مال إلى المذهب الأشعريّ. و كذلك كانت حياة أبي الوليد الباجيّ في المشرق مضنية فقد اضطرّ إلى العمل في حراسة الدروب حتّى يكسب عيشه.

و في سنة 4٣٩ هـ ‍(1047 م) عاد أبو الوليد الباجيّ إلى الأندلس فأراد نشر المذهب الأشعريّ فيها. و اتّفق بعد عودته بمدّة يسيرة أن دعاه ابن رشيق والي جزيرة ميورقة فلقي هنالك ابن حزم الظاهريّ فتناظرا في مجلس محمّد بن سعيد المالكيّ مناظرة عنيفة و لكن لا نعرف شيئا من آثارها العملية.

و بعد ذلك بدأت الدنيا تقبل على أبي الوليد الباجي فتولّى القضاء في عدد من المدن في شرقيّ الأندلس، و لكنّ كلّ تلك المدن كانت تصغر عن قدره. غير أنه نال حظوة كبيرة عند المقتدر بن هود صاحب سرقسطة (4٣٨-4٧4 ه‍) .

و كانت وفاة أبي الوليد الباجيّ في المريّة، في ١٩ رجب من سنة 4٧4 (٢٣/١٢/١٠٨١ م) .

كان أبو الوليد الباجيّ أحد الأئمّة في الفقه، كما كان محدّثا متكلّما و أديبا شاعرا. على أن شهرته تقوم على مصنّفاته التي يدور معظمها على علوم القرآن و علوم الفقه. فمن كتبه: تفسير القرآن-الناسخ و المنسوخ-المعاني (في شرح الموطّأ، في عشرين جزءا) -الاستيفاء (شرح الموطّأ) -المنتقى (مختصر من الاستيفاء) -الإيماء (مختصر من المنتقى) -اختلاف الموطّآت-التعديل و التجريح لمن خرج عن البخاريّ في الصحيح-التسديد إلى معرفة التوحيد-إحكام الفصول في أحكام الأصول-حدود؟ ؟ ؟ في الأصول-الإشارة في الأصول-المقتبس في علم مالك بن أنس-المهذّب (في اختصار المدوّنة) -مختصر المختصر (في مسائل المدوّنة) -فرق الفقهاء-التبيين لمسائل المهتدين (اختصار فرق الفقهاء) -السراج في ترتيب الحجاج (في المناظرة و الجدال) -سنن المنهاج و ترتيب الحجاج-السنن في الدقائق و الزهد (في النصيحة لولديه) .

مختارات من شعره :

- قال في حال الناس:

مضى زمن المكارم و الكرام ...  سقاه اللّه من صوب الغمام!

و كان البرّ فعلا دون قول ... فصار البرّ نطقا بالكلام

و زال النطق حتى لست تلقى ...  فتى يسخو بردّ للسلام

و زاد الأمر حتى ليس إلاّ...  سخيّ بالأذى أو بالملام!

- قال أبو الوليد الباجي في الدنيا و العمل فيها:

إذا كنت أعلم علم اليقين ... بأنّ جميع حياتي كساعه

فلم لا أكون ضنينا بها ... فأجعلها في صلاح و طاعه!

- و قال في لذّة الوداع:

ليس عندي شخص النّوى بعظيم ...  فيه غمّ و فيه كشف غموم

إنّ فيه اعتناقة لوداع ... و انتظار اعتناقة لقدوم

- و مات له ولدان فأكثر من رثائهما؛ من ذلك قوله في رثاء ابنه محمّد:

أ محمّد، إن كنت بعدك صابرا...  صبر السليم لما به لا يسلم (1)

و رزئت قبلك بالنبيّ محمّد ... و لرزؤه أدهى لديّ و أعظم (2)

فلقد علمت بأنّني بك لاحق ... من بعد ظنّي أنّني متقدّم (3)

للّه ذكر، لا يزال بخاطري ... متصرّف في صبره متحكّم

فإذا نظرت فشخصه متخيّل ... و إذا أصخت فصوته متوهّم (4)

و بكلّ أرض لي من أجلك لوعة ... و بكلّ قبر وقفة و تلوّم (5)

فإذا دعوت سواك حاد عن اسمه ... و دعاه باسمك، مقول بك مغرم (6)

_____________________

١) السليم كناية عن الذي لدغته الحيّة (سمّي سليما تفاؤلا بأن يسلم) - و إن كان المعروف أنه لا يسلم.

٢) الرزء: المصيبة الكبيرة. أدهى (أشدّ) .

٣) كنت ظننت، و أنا أبوك، أن أموت (كما جرت العادة) قبلك.

4) أصاخ: استمع.

5) التلوّم: الانتظار (الوقوف في مكان من غير أن يدرى ما ذا يريد- إنّ الذي يطيل الوقوف على قبر لا ينتفع بوقوفه و لا ينفع الميت) .

6) المقول: اللسان. -إذا أردت أن أنادي أحدا سبق لساني إلى اسمك فناديته باسمك أنت.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.