المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17615 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة مؤتة وما بعدها إلى فتح مكة
2024-11-02
من غزوة خيبر إلى غزوة مؤتة
2024-11-02
غزوة خيبر
2024-11-02
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02

نظرة عامة عن التحاليل الطبية
24-1-2017
تأثيرالأسس الهيدروجيني (pH)
20-4-2016
نحل الخشب Carpenter Bees
4-7-2020
تحليل إلى العوامل الأولية Factorization
3-11-2015
بهجة الكتب ذات قَطع الستة عشر
13-12-2021
القوى التي تؤثر في تشكيل سطح الأرض(القوى الداخلية)
11-5-2016


نظرية الإستخلاف  
  
6619   08:08 صباحاً   التاريخ: 5-10-2014
المؤلف : محمد باقر الحكيم
الكتاب أو المصدر : علوم القرآن
الجزء والصفحة : ص 460 -467
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

  صورتان لهذه النظرية :

هنا صورتان لهذه النظرية بينهما كثيرٌ من وجوه الشبه :

الأُولى :

الصورة التي ذكرها السيّد رشيد رضا في تفسيره عن أُستاذه الشيخ محمد عبده: حيث يرى أنّ القصّة وردت مورد التمثيل لغرض تقريبها من تناول أفهام الخلق لها؛ لتحصل لهم الفائدة من معرفة حال النشأة الأُولى.

وعلى هذا الأساس يمكننا أن نفهم كثيراً من جوانب هذه المحاورة والألفاظ التي استُعملت فيها دون أن نتقيّد بالمعنى اللُّغوي العرفي لها:

1 ـ فالله سبحانه أخبر الملائكة بأنّه بصدد أن يجعل في الأرض خليفة عنه، يودع في فطرته الإرادة المطلقة التي تجعله قادراً على التصرّف حسب قدرته ومعلوماته التي لا يمكن أن تصل إلى مرتبة الكمال.

وعلى أساس هذه الإرادة المطلقة وهذا العلم الناقص عرف الملائكة أنّ هذا الخليفة سوف يسفك الدماء ويفسد في الأرض؛ لأنّ ذلك نتيجة طبيعيّة لما يتمتّع به من إرادة مطلقة، يسير بها حسب علمه الذي لا يحيط بجميع جوانب المصالح والمنافع، الأمر الذي قد يوجّه الإرادة إلى خلاف الحكمة والمصلحة فيقع في الفساد.

وحين عرف الملائكة ذلك تعجّبوا من خلق الله لهذا النوع من الخلق الذي يسفك الدماء ويفسد في الأرض فسألوا الله سبحانه (عن طريق النطق، أو الحال، أو غير ذلك) أن يتفضّل عليهم بإعلامهم عن ذلك وبيان الحكمة لهم.

وكان الجواب لهم عن ذلك هو بيان وجوب الخضوع والتسليم لمن هو بكلِّ شيءٍ عليم؛ لأنّ هذا هو موقف جميع المخلوقات تجاهه؛ لأنّه العالم المحيط بكلِّ المصالح والحكم.

2 ـ على أنّ هذا النوع من الخضوع والتسليم الذي ينشأ من معرفة الملائكة بإحاطة الله بكلّ شيءٍ قد لا يُذهب الحيرة ولا يزيل الاضطراب، وإنّما تسكن النفس بإظهار الحكمة والسر الذي يختفي وراء الفعل الذي حصل منه تعجّب الملائكة.

ولذلك تفضّل الله سبحانه على الملائكة بأن أوضح لهم السر، وأكمل علمهم ببيان الحكمة في هذا الخلق، فأودع في نفس آدم وفطرته علم جميع الأشياء من غير تحديد ولا تعيين، الأمر الذي جعل لآدم امتيازاً خاصّاً استحق به الخلافة عن الله في الأرض.

ويظهر هذا الامتياز حين نقارن بين الإنسان وبين المخلوقات لله سبحانه، فقد نطق الوحي ودلّ العيان والاختبار على أنّ الله تعالى خلق العالم أنواعاً مختلفة وخصّ كلَّ نوعٍ منها بقدرات ومواهب، ولكنّ الإنسان مع ذلك يختلف عنها في أنّه لما منحه الله من قدرات ومواهب ليست لها حدود معيّنة لا يتعدّاها على خلاف بقيّة المخلوقات.

فالملائكة ـ الذين لا نتمكّن من معرفة حقيقتهم إلاّ عن طريق الوحي ـ لهم وظائف محدودة ـ كما دلّت الآيات والأحاديث ـ فهم يسبّحون الله ليلاً ونهاراً وهم صافون ويفعلون ما يُؤمرون إلى غير ذلك من الأعمال المحدودة.

3 ـ وما نعرفه بالنظر والاختبار عن حال الحيوان والنبات والجماد، فإنّها بين ما يكون لا علم له ولا عمل كالجماد، أو يكون له عمل معيّن يختصّ به نفسه دون أن يكون له علم وإرادة، ولو فُرض أنّ له علماً أو إرادةً فهما لا أثر لهما في جعل عملهما مبيّناً لحكم الله وسنّته في الخلق ولا وسيلة لبيان أحكامه وتنفيذها.

فكل حيٍّ من الأحياء المحسوسة والغيبيّة ـ عدا الإنسان ـ له استعداد محدود وعلم إلهامي محدود، وما كان كذلك لا يصلح أن يكون خليفةً عن الذي لا حدّ لعلمه وإرادته.

وأمّا الإنسان فقد خلقه الله ضعيفاً وجاهلاً ولكنّه على ضعفه وجهله فهو يتصرّف في الموجودات القويّة، ويعلم جميع الأسماء بما وهبه الله من قدرة على النمو والتطوّر التدريجي في إحساسه ومشاعره وإدراكه، فتكون له السلطة على هذه الكائنات يسخّرها ثمّ يذلّلها بعد ذلك كما تشاء قوّته الغريبة التي يسمّونها العقل ولا يعرفون حقيقتها ولا يدركون كنهها؛ فهذه القوّة نجدها تغني الإنسان عن كلِّ ما وهب الله للحيوان في أصل الفطرة والإلهام من الكساء والغذاء والأعضاء والقوّة.

فالإنسان بهذه القوّة غير محدود الاستعداد ولا محدود الرغائب ولا محدود العلم ولا محدود العمل.

وكما أعطاه الله تعالى هذه المواهب أعطاه أحكاماً وشرائع حدد فيها أعماله وأخلاقه، وهي في الوقت نفسه تساعده على بلوغ كماله لأنّها مرشد للعقل الذي كان له كل تلك المزايا.

وبهذا كلِّه استحقّ الإنسان خلافة الله في الأرض وهو خلق المخلوقات بها، ونحن نشاهد في عصرنا آثار هذه الخلافة بما فعله الإنسان من تطوير وسيطرة وتصرّف في الكون.

وحين أودع الله في فطرة آدم علم الأشياء من غير تحديد، عرض الأشياء على الملائكة وأطلعهم عليها إطلاعاً إجماليّاً، ثمّ طالبهم بمعرفتها والإنباء بها، وإذا بهم يُظهرون التسليم والخضوع والعجز والاعتراف.

وعند ذلك أمر الله آدم أن ينبئهم بالأشياء ففعل، وذلك لتتكشف لهم الحقيقة بأوضح صورها وأشكالها.

وأمّا الصورة الثانية :

فهي التي عرضها العلاّمة الطباطبائي، وهي تختلف عن الصورة السابقة في بعض الجوانب، ونحن نقتصر على ذكر جوانب الخلاف التي سبق أن أشرنا إلى بعضها:

1 ـ إنّ خليفة الله موجود مادّي مركّب من القوى الغضبية والشهوية، والدار دار تزاحم محدودة الجهات، وافرة المزاحمات، لا يمكن أن تتمّ فيها الحياة، إلاّ بإيجاد العلاقات الاجتماعية وما يستتبعها من تصادم وتضاد في المصالح والرغبات، الأمر الذي يؤدّي إلى الفساد وسفك الدماء.

2 ـ إنّ الملائكة حين تعجّبوا كانوا يرون أنّ الغاية من جعل الخلافة هي أن يحكم الخليفة مستخلِفه بتسبيحه بحمده وتقديسه له بوجوده، والأرضية أي الانتماء إلى الأرض وشهواتها لا تدعه يفعل ذلك بل تجره إلى الفساد والشر والغاية من هذا الجعل يمكن أن تتحقق بتسبيحهم بحمد الله وتقديسهم له.

3 ـ إنّ آدم استحقّ الخلافة لقدرته على تحمّل السر الذي هو عبارة عن تعلّم الأسماء التي هي أشياء حيّة عاقلة محجوبة تحت حجاب الغيب محفوظة عند الله.

وقد أنزل الله كلّ اسمٍ في العالم بخيرها وبركتها واشتقّ كلّ ما في السماوات والأرض من نورها وبهائها، وأنّهم على كثرتهم وتعدّدهم لا يتعدّدون تعدّد الأفراد وإنّما يتكاثرون بالمراتب والدرجات.

الموازنة بين الصورتين :

ويحسن بنا أن نوازن بين هاتين الصورتين لنخرج بالصورة الكاملة التي نراها صحيحةً لتصوير هذا المقطع القرآني، ولنأخذ النقاط الثلاث التي خالف فيها العلاّمة الطباطبائي الشيخ محمد عبده .

ففي النقطة الأُولى : قد نجد العلاّمة الطباطبائي على جانب من الحق كما نجد الشيخ محمد عبده على جانبٍ آخر منه؛ ذلك لأنّ العلاّمة الطباطبائي أكّد ما فُطر عليه الإنسان من غرائز وعواطف مختلفة، وهذا شيءٌ صحيح لما لهذه الغرائز من تأثيرٍ كبيرٍ في حصول التزاحم والتنافس في المجتمع الإنساني، الأمر الذي يؤدّي إلى الفساد وسفك الدماء، وأساس هذه الغرائز غريزة حب الذات التي جاءت الأديان السماوية ومنها الإسلام من أجل توجيهها توجيهاً صالحاً يدفعها إلى تجنّب الفساد والسفك للدماء، ولذلك نجد القرآن الكريم يؤكّد دور الهوى في الفساد وسفك الدماء.

والشيخ محمد عبده حين يغفل هذا الجانب ـ في مسألة معرفة الملائكة للفساد وسفك الدماء ـ يؤكّد جانباً آخر له دور كبير أيضاً في الفساد وسفك الدماء ، وهو الإرادة المطلقة والمعرفة الناقصة فلولا هذه الإرادة ولولا هذا النقص في العلم لما كان السفك والفساد.

وعلى هذا الأساس يمكن أن نعتبر كلا الجانبين مؤثراً في معرفة الملائكة لنتيجة هذا الخليفة.

وفي النقطة الثانية : نجد الشيخ محمد عبده يحاول أن يذكر أنّ الشيء الذي أثار السؤال لدى الملائكة هو: قضيّة أنّ هذا المخلوق المريد ذا العلم الناقص لا بُدّ أن يكون مفسداً في الأرض وسافكاً للدماء، ومن ثمّ فلا مبرر لجعله خليفة مع ترتّب هذه الآثار على وجوده.

وأمّا العلاّمة الطباطبائي فهو يحاول أن يذكر في أنّ الشيء الذي أثار السؤال هو أنّ الخليفة لا بُدّ أن يكون حاكياً للمستخلف (الله) بخلاف الملائكة، حيث يمكن أن يحكوا المستخلف من خلال تسبيحهم وحمدهم.

وفي هذه النقطة قد يكون الحق إلى جانب العلاّمة الطباطبائي؛ ذلك لأنّ التفسير الإلهي لهذه الخلافة كان من خلال بيان امتياز هذا الخليفة بالعلم، كما قد يُفهم من الآية، وأشار إليه الشيخ محمد عبده ، مع أنّ هذا التفسير لا ينسجم مع النقطة التي ذكرها الشيخ عبدة؛ لأنّه افترض في أصل إثارة السؤال وجود العلم الناقص إلى جانب الإدارة؛ فكيف يكون هذا العلم ـ بالشكل الذي ذكره الشيخ محمد عبده ، وهو علم ناقص على أيِّ حال ـ جواباً لهذا السؤال؟

نعم لو افترضنا أنّ العلم الذي علّمه الله تعالى لآدم هو الرسالات الإلهيّة الهادية للصلاح والرشاد والحق والكمال ـ كما أشار الشيخ محمد عبده إلى ذلك في النقطة الثالثة ـ فقد يكون جواباً لسؤال الملائكة؛ لأنّ مثل هذا العلم يمكن أن يصلح شأن الإرادة والاختيار الذي أثار المخاوف، ولكن هذا خلاف الظاهر، حيث يُفهم من ذيل هذا المقطع الشريف:

{... فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38] أنّ هذا الهدى الذي هو الرسالات الإلهيّة الهادية جاء بعد هذا التعليم لآدم.

وأمّا لو افترضنا أنّ الذي أثار السؤال لدى الملائكة هو الإرادة والاختيار فقط ـ كما اختاره أُستاذنا الشهيد الصدر (قُدِّس سرّه) ـ أصبح بيان الامتياز بالعلم والمعرفة جواباً للسؤال وتهدئةً للمخاوف التي انثارت لدى الملائكة؛ لأنّ هذا العلم يهدي إلى الله تعالى ويتمكّن هذا الإنسان بفطرته من أن يسير في طريق التكامل.

وأمّا العلاّمة الطباطبائي فقد اعتبر الانتماء إلى الأرض والتزاحم بين المصالح فيها هو الذي يؤدّي إلى الفساد، ويكون العلم بالأسماء طريقاً وعلاجاً لتجنّب هذه الأخطار؛ لأنّ الأسماء بنظره موجودات عاقلة حيّة.

وفي النقطة الثالثة يفترض الشيخ محمد عبده أنّ العلم هو الذي جعل الإنسان مستحقّاً للخلافة، وهذا العلم ذو بُعدين:

أحدهما : العلوم الطبيعية التي يمكن للإنسان أن يحصل عليها من خلال التجارب والبحث، والتي يتمكّن الإنسان بواسطتها من الهيمنة على العالم المادّي الذي يعيش فيه، كما نشاهد ذلك في التاريخ وفي عصرنا الحاضر بشكلٍ خاص.

والآخر: العلم الإلهي المنزل من خلال الشريعة، والذي يمكن للإنسان من خلاله أن يعرف طريقه إلى الكمالات الإلهيّة ويُشخّص المصالح والمفاسد والخير والشر.

وهذا التصور ينسجم مع إطلاق كلمة العلم في الآية الكريمة، ومع فرضيّة أنّ الجواب الإلهي للملائكة إنّما هو تفسير لجعل الإنسان خليفة؛ لأنّ الجواب ذكر خصوصيّة (العلم) كامتيازٍ لآدم على الملائكة.

كما ينسجم هذا التصوّر مع ما أكّده القرآن الكريم في مواضع متعدّدة من دور العقل ومدركاته في حياة الإنسان ومسيرته وتسخير الطبيعة له، وكذلك دور الشريعة في تكامل الإنسان ووصوله إلى أهدافه.

ولكنّ هذا التصوّر نلاحظ عليه ـ ما ذكرنا ـ من أنّ الشريعة قد افترض نزولها في هذا المقطع الشريف بعد هذا الحوار:

{... فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.

كما أنّ الظاهر أنّ الإرادة والاختيار يمثّلان ميزةً أُخرى لآدم والإنسان بشكلٍ عام على الملائكة، وأنّ هذه الخصوصية هي التي أثارت مخاوف الملائكة وسؤالهم، كما نبّهنا عليه وأشار إليه الشيخ محمد عبده .

وبذلك يكون استحقاق آدم للخلافة وجود هاتين الخصوصيتين فيه.

وأما العلاّمة الطباطبائي فهو افترض أنّ هذا الاستحقاق إنّما كان باعتبار العلم بالأسماء، ولكنّه فسّر الأسماء بأنّها موجودات عاقلة لها مراتب من الوجود، حيث يمكن من خلال العلم بها أن يسير الإنسان في طريق التكامل.

ولكن هذا التفسير فيه شيءٌ من الغموض ولعلّه يعتمد على بعض المذاهب الفلسفية التي تؤمن بوجود العقول التي هي واسطة في العلم والخلق والتكامل بين الله تعالى والوجود، ومنه الإنسان.

نعم هناك فرضيّة تُشير إليها بعض الروايات المرويّة عن أهل البيت (عليهم السلام) وهي أنّ الأسماء عبارة عن أسماء العناصر والذوات الإنسانية الموجودة في سلسلة امتداد الجنس البشري من الأنبياء والربّانيّين والأحبار الذين جعلهم الله تعالى شهوداً على البشريّة والإنسانية، واستحفظهم الله تعالى على كتبه ورسالاته (1).

ويكون وجود هذا الخط الإنساني الإلهي الكامل هو الضمان الذي أعدّه الله تعالى لهداية البشرية والسيطرة على الهوى، وتوجيه الإرادة نحو الخير والصلاح والكمال.

ويكون العلم بهذه الأسماء معناه تحقّق وجودها في الخارج باعتبار مطابقة العلم للمعلوم، وتعليم آدم الأسماء إنّما هو إخباره بوجودها.

أو يكون العلم بالأسماء معناه معرفة هذه الكمالات التي يتّصف بها هؤلاء المخلوقون ، وهي صفات وكمالات تمثّل نفحةً من الصفات والكمالات الإلهيّة، خصوصاً إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّ كلمة الأسماء في القرآن تُطلق على الصفات الإلهيّة بنحو من الإطلاق.

والظاهر أنّ هذه الفرضيّة هي التي ذهب إليها أُستاذنا الشهيد الصدر (قُدِّس سرّه).
__________________________

(1)  {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء...}[المائدة: 44].




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .