المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الجغرافية
عدد المواضيع في هذا القسم 12741 موضوعاً
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية البشرية
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



السياحة في المناطق الجبلية - سياحة الجبال  
  
13564   12:22 مساءً   التاريخ: 15-1-2018
المؤلف : محمد مرسي الحريري
الكتاب أو المصدر : جغرافية السياحة
الجزء والصفحة : ص 258- 269
القسم : الجغرافية / الجغرافية البشرية / الجغرافية الاقتصادية / الجغرافية السياحية /

ظاهرات الأرض:

تتخذ الأرض في امتداداتها اتجاهات افقية وراسية شديدة التباين بين انحاء الأماكن المختلفة وقد يجتمع في المكان صغر ام كبر مجموعة من الظاهرات تعطى له تنوعا. وهي في توزيعها قد لا تقتصر على إقليم واحد، وفي نفس الوقت قد نجد بعضها يميز مناطق دون المناطق الأخرى. وطبقا للعوامل البنائية والتشكيلية نجدها تتخذ اشكالا وامتدادات متفاوتة تجعل لكل منها من الوجهة البشرية منظرا قد يكون محببا او منفرا حسب الحالة النفسية الشخصية الفردية او الجماعية. ولا تقتصر وجهة النظر هذه على الجماعة المحلية بل نجدها قد امتدت بالمعرفة او بالدعاية او الاشاعة الى جماعات أخرى اصبح لها وجهة نظرها ازاءها.

وتتكاثف عوامل وجهات النظر لهذه الجماعات والافراد مع مدى توفر الأقطاب الثلاثة الأساسية التي محصلتها السياحة في جعل بعض هذه الظاهرات او أماكن هذه الظاهرات مواردا سياحية للمناطق التي توجد بها. وبذلك نجد ان الظاهرة الواحدة تتباين في وظائفها بين مناطق توزعها ولا يمارس الا بعضها وظيفة الاشباع النفسي والجسمي والعقلي عن طريق السياحة. كما يتباين اثرها من هذا الجانب فيما تلقاه من عناية تبعا لتخصيصها لهذه الوظيفة من تهذيب وتعديل واضافة.

وتشترك ظاهرات الأرض جميعها منفردة او متجمعة في تكوين (المنظر الطبيعي) وفي هذا تشاركها الظاهرات الحيوية أيضا في جذب الناس الى التمتع به. كما ان مفردات ظاهراتها تكون مواردا سياحية تتصل بالجبال وبالبحيرات وبالشواطئ النافورات وغيرها وما يرتبط بها من خصائص طبيعية أخرى خاصة بمناخها مثلا.

ونظرا لان سحط الأرض اصبح حاليا مقسما الى عدد كبير من الوحدات السياسية المنفصلة فان توزيع هذه الظاهرات لم يعد فقط متباينا بتعدد وتنوع ظاهراته بل نجده أيا موزعا في مفرداته بين مختلف الوحدات السياسية التي قد يستأثر بعضها بنوع منها دون الآخر والتي تكون قد عملت على تخصيصه لممارسة الوظيفة الترويحية وبالتالي دعمتها بالتسهيلات التي تعين على استخدامها لهذا الغرض، وكان هذا الوضع أيضا عاملا في ابراز خاصية المورد لمثل هذه الظاهرات الطبيعية التي هي ف يحد ذاتها متماثلة في اغلب مناطق توزيعها.

فالدولة القارية التي لا تملك شواطئ بحرية يتجه سكانها نحو الدولة المجاورة التي تملكها وشارك هذا العامل في اتجاههم أيضا الى استخدام الشواطئ البحيرية بديلا للشواطئ البحرية.

وسكان المناطق السهلية تجذبهم الجبال في أراضيهم وفي خارج دولهم من ذلك اتجاه سكان شمال المانيا الى مناطق بافاريا في الجنوب والى النمسا وسويسرا عبر الحدود السياسية للاستمتاع بالجبال وما تضمه من موارد سياحية متنوعة.

وبذلك نجد ان تباين توزيع الموارد السياحية الأرضية داخل انحاء الدولة الواحدة وبين الدول بعضها والبعض الآخر كان له اثره في الحركة السياحية. فكانت داخلية بين الظاهرات الطبيعية المتباينة، وكانت دولية بين هذه الظاهرات في مناطق توزعها بين الدول.

التضاريس:

يقصد بها اشكال سطح الأرض من حيث الارتفاع والانخفاض والانحدار والاستواء والتموج وما الى ذلك من مظاهر الأرض، وهي تضم ظاهرات مثل الجبال والهضاب والسهول، وتضم في ثنايا توزيعها عديدا من الظاهرات المائية، وتظهر في تكوينها وبنائها الجيولوجي ذات مظاهر متنوعة. كما انها تبرز خصائص مناخية وحيوية قد تكون متميزة. وهي كلها ظاهرات محايدة اتجهت الى الخدمة السياحية بتأثير رغبة الانسان واهتمامه. وبذلك وجدناها تتباين في ممارسة هذه الوظيفة بين المناطق المختلفة.

وترتفع الجبال الى آماد متباينة فوق منسوب الفي قدم، وتمتد على هيئة سلاسل متصلة، وهي قد تكون منعزلة ، وتظهر لها قمم. وتتباين اشكالها في توزيعها المكاني طبقا لعوامل التركيب والبناء الجيولوجي وتأثير عوامل التعرية فيها. ويترتب على الارتفاع ظروف مناخية خاصة من حرارة ورطوبة وتعرض لأشعة الشمس والضوء تختلف في السفوح المواجهة للشمس عنها في السفوح الأخرى. واذا ما زاد الارتفاع تتغطى بالجليد في حدود خط الثلج الدائم الذي يختلف ارتفاعه ما بين حرارة فصول السنة واتجاه السفوح، ونتيجة لتباين الارتفاع وحسب مدى قدم السلاسل الجبلية وكونها تضم ممرات جبلية نشأت بفعل هذه العوامل للتعرية. وبتأثير حركة المياه من سطحية او باطنية في الصخور تظهر تكوينات لها جاذبيتها للبشر. ومن اشهر هذه الظاهرات ما يعرف بالظاهرات الكارستيه وهي توجد بصفة خاصة في مناطق يوغسلافيا وكوبا وبرتوريكو ويوكاتان وفنزويلا وأجزاء من جنوب اسيا, وتتعدد الأغراض التي تستخدم فيها الجبال للسياحة من ذلك المنظر الطبيعي ونقاء الهواء ووجود البحيرات والجبال وانعزالها عن الأماكن المزدحمة وإمكان اشباع هوايات تسلق الجبال او التزحلق على الجليد.

اضف الى ذلك ان الجبال قد تضم عناصر سكانية لها انماطها المعيشية المتميزة بالإضافة الى بعض المواقع التاريخية. وبذلك تجد الجبال مجالا للرحلات وقضاء الاجازات ومواطن جذب للسياح ليس فقط من داخل الدولة الواحدة بل من خارجها أيضا. ورغم ذلك فان وجود هذه الظاهرات التي قد تتشابه فيها الجبال في مناطق توزيعها ليس بالضرورة باحثا على حركة سياحية.

فان جبال الالب في اوربا والروكي في أمريكا الشمالية وان تميزت بقيامها بالوظيفة السياحية الا انها تختلف عن جبال الهيمالايا او الانديز في هذا الجانب حيث لا نجدها تمارس هذه الوظيفة بنفس الطريقة وقد لا نمارسها أصلا. ان جبال الهيمالايا اتخذتها إدارة لاستعمار البريطاني منتجعا صيفيا لها انشات فيه مدنية (سملا) التي كانت تنتقل اليها في فصل الحرارة. ولكن هذه الجبال وهضبة التبت المجاورة نجد ان ارتباطها برجال الدين من البوذيين وغيرهم جعل لها أهمية من هذا الجانب الديني.

وقد ارتبط استخدام الجبال للغرض الترويحي بأنشاء (التلفريك) الذي يساعد على المشاهدة من عال وبمسقط راسي عبر الجبال يكون فهيا الانسان معلقا بين السماء والأرض. وقد مدت خطوطه الى انحاء الكتل الجبلية وفي بعض الأحيان وصلت حتى قمم الجبال.

ويوفر استخدامها مجهود تسلق السفوح الجبلية ومخاطرها كما مدت الطرق الجبلية، وكذلك السكك الحديدية في هذه المناطق لنفس الغرض ولأغراض أخرى كما أضيفت اليها تسهيلات الإقامة والاعاشة بعضها حديث متطور وبعضها الآخر يتلاءم مع نفس أسلوب المعيشة والسكن في مناطقها. وقد وفرت هذه الإمكانات أساسا لتغيير وظيفة بعض المناطق الجبلية الى الجانب الترويحي. ومن اشهر المناطق الجبلية التي أصبحت تمارس هذه الوظيفة وتوفرت لها إمكانات ممارستها جبال الالب وبخاصة في سويسرا والنمسا وكذلك جبال لبنان.

وللجبال مميزات مناخية ونباتية وسكانية واستكشافية وعلمية ورياضية وصحية وتعدينية تجعل منها جزرا سياحيا. والمدن على الجبال مدن معلقة ذات مناظر خلابة تعمل على جذب السياح. ويدفع حب الاستطلاع الكثير الى عالم أوسع واعم لمعرفة خبايا الطبيعة وهناك ارتباط بين عديد من أنواع الرياضات وبين الجبال حيث تمارس رياضة التزحلق على الجليد ورياضة تسلق الجبال وتمتاز الجبال بالهدوء والسكينة والهواء النقي واشعة الشمس تجعلها مناطق استشفاء.

الجبال العالية والوانها الجميلة ومناظرها الرائعة تشجع على ممارسة رياضة تسلق الجبال. وتضم المناطق الجبلية المختلفة عديدا من البحيرات. وهي تكون جزءا من الوضع الطبيعي في مناطقها وتكون جانبا من عناصر الجذب السياحي لها.(1)

وتعد البحيرات ظاهرات سياحية هامة تجتذب العديد من الناس من مناطق متباينة وهي تعد بالنسبة للدول رصيدا احتياطيا يمكن استغلاله سياحيا بعد النهوض بالمناطق الأخرى الرئيسية متمثلة في الآثار والشواطئ. وتعزى الأهمية السياحية للبحيرات الى تعدد أنواع الترويج التي ترتبط بها. ومن ابرز الأنشطة نجد الصيد بنوعيه والاستحمام والتزحلق وركوب القوارب وهي لا زالت هوايات مكلفة لا تناسب الا ذوي الدخول المرتفعة. فأنشطتها الترويحية مرتبطة بمواردها الطبيعية متمثلة في المسطح المائي والمنظر الطبيعي الذي تقع فيه ومواردها من الأسماك.

وقد استغلت بعض البحيرات وكانت تعد من عوامل الجذب لما تتمتع به من جمال طبيعي يقدره عديد من الجماعات. وتعزى شهرة بعض المناطق السياحية الهامة في عديد من الدول السياحية الرئيسية مثل سويسرا، النمسا، فرنسا، الولايات المتحدة، الى وجود بحيرات بها. من ذلك البحيرات العظمى في أمريكا الشمالية وبحيرة سولت ليك في الحوض العظيم في الغرب. ومن اكثر البحيرات شهرة من الناحية السياحية في جبال الالب بحيرات لوسون (13.5قدم) وزيورخ (1240) وجنيف (1230) ونيوشاتل (1427) وكونستانس.

وتعزى شهرة هذه البحيرات من النحية السياحية الى ما تتمتع به من خصائص كثيرة من الناحية السياحية. فهي تقع على ارتفاعات شاهقة وتتغير حالة مياهها بين الشتاء والسيف بما يسمح بتنوع استخدامها بين التزحلق على سطحها الجليدي شتاء والرياضة بالزوارق البخارية والشراعية فوق سطح مائها الهادئ صيفا. كما توجد شلالات عند مخارجها ويحيط معظمها الغابات الكثيفة التي تجعل منظرها مميزا عن غيرها وعما حولها ويسمح بممارسة نوع آخر من الرياضة وهو صيد الحيوان البري الى جانب الصيد من البحيرة.

وتتمتع بحيرات مقاطعة (كيرنتن) النمساوية بشمس الجنوب ومناخ ممتع لذا يطلق عليها (الريفيرا النمساوية) وتجتذب السياح صيفا من الداخل والخارج. وتجتذب البحيرات في مقاطعتي النمسا العليا والنمسا السفلى الكثير من انحاء النمسا ومن خارجها يتمتعوا بالهدوء والاستجمام. وتتميز بحيرة بودنزيه (كونستانس) بامتداد منظر الأفق الساحر عبرها وعبر الحدود بين النمسا وسويسرا وبافاريا.

وقد اجتذبت الجبال فيضا من الناس منذ العصور الوسطى وزاد الاقبال للترويح في العصر الحديث. وكانت مجالا لعديد من الكشوف الجغرافية حيث اتجه المستكشفون الى مناطق القمم واعلاها للتغلب على ارتفاعاتها الشاهقة. وأصبحت رياضة تسلق الجبال احد عوامل الجذب الرئيسية لها وذلك بصورة منظمة في المناطق المتقدمة من العالم وبصورة معيشية كالمناطق الأخرى حيث يختلط اللهو بالعمل بها. وأصبحت تمثل احد عناصر الجذب في المخطط السياحي لليابان. ونظرا للمخاطر التي ترتبط بها فانه يتم تجهيز المناطق الجبلية المستخدمة لهذا الغرض بمراكز للإنقاذ والاسعاف، كما هيئت الطرق الجبلية للصعود والهبوط.

وتمتد جبال الالب في اوربا مسافة نحو الف كيلو متر من مدينة نيس على البحر المتوسط حتى مدينة فيينا عاصمة النمسا وذلك في غرب فرنسا وفي سويسرا والنمسا وهي تتغطى في معظمها بالأشجار وينتشر بها عشرات البحيرات ذات الاشكال والمساحات المختلفة. ويتجاوز ارتفاع هذه السلاسل الجبلية ثلاثة آلاف متر وتصل الى 4600 مترا وتتغطى قممها بالجليد.

وتتعدد الأغراض التي يستفاد بها من الجبال في السياحة مثال ذلك التمتع بالمنظر الطبيعي، نقاء الهواء، وجود البحيرات والشلالات، الهدوء والانعزال، اشباع هوايات تسلق الجبال، التزحلق على الجبال، التمتع بالحياة البحرية النادرة، التعرف على أنماط سكانية متميزة قد تكون تسكن هذه الجبال، وقد تكون لهذه الجبال قيمة تاريخية.

وبذلك تمثل الجبال مناطق متميزة للسياحة والرحلات وقضاء الاجازات وموطن لجذب السائحين ليس فقط من داخل الدولة بل ومن خارجها أيضا.

على انه لا يعني وجود الجبال في احدى الدول ان تكون بالضرورة موظفة لقيام أنشطة سياحية على تلك الجبال. فهناك دول بها جبال ولكنها لا تستخدم في المجال السياحي. وقد يرجع ذلك الى اهمال الحكومة للناحية السياحية في الجبال او قد يكون لتلك الجبال وظيفة عسكرية او قداسة دينية. ومن امثلة ذلك جبال الهيمالايا والانديز في حين قد نجد دول تتوافر لديها الجبال وتوليها أهمية سياحية وتزودها بالتسهيلات اللازمة لكي تصبح منطقة سياحية متكاملة مثل جبال الالب في اوربا والروكي في أمريكا الشمالية وجبال سموكي في الولايات المتحدة.

وتتمثل التسهيلات الممكن اقامتها على سفوح الجبال من اجل جعلها منطقة جذب سياحي في إقامة تليفريك، وتمهيد الطرق وتوفير سبل الانتقال المناسبة الى تلك الجبال وكذلك داخل تلك الجبال أيضا وسن القوانين التي تحافظ على جمال الطبيعة البرية حتى لا يكون العائد على فتحها امام مجال السياحة سببا في تلوثها والقضاء على الحياة الطبيعية. وتوفير سبل الإقامة والمعيشة بها وانشاء مراكز لبيع المعدات اللازمة لأنواع الرياضات التي تتميز بها بالجبال مثل التسلق والتزحلق والصيد والتصوير وإقامة أماكن للراحة والطعام وأماكن أخرى لإقامة المعسكرات وثالثة لسياحة السيارات. العناية بوجود مراكز للإسعاف والإنقاذ والشرطة.

فالجبال تضم حشدا هائلا من الموارد ساعدت على الحركة السياحية وهي موارد سياحية لا تنضب وتمتاز جبال الالب بمناظرها الطبيعية حيث يوجد بها كثير من البحيرات البديعة تحيط بها جبال تكسوها الغابات والمراعي. كما تكثر من انهارها الشلالات وتكسوها في الربيع والصيف حلة جميلة من الازهار. اما في الشتاء فتبدو تلك الجبال ناصعة البياض اذ يكسوها الجليد. ولجمال مناظرها يؤمها السياح من انحاء العالم للاستشفاء والرياضة والتمتع بمناظرها الجميلة.

وتضم فرنسا بقاعا جبلية ذات جمال ساحر لا تقل في بعض الجهات عن سويسرا والمصري بسبب حرمانه من مناظر الجبال في بلاده فيفضل بطبيعة الحال ان يذهب الى إقليم جبال ومن اجمل الأقاليم الجبلية في فرنسا السافوا والسافوا العليا ففي تلك المنطقة يتجلى جمال جبال الالب الفرنسية وتبدو في الأفق سلسلة الجبال البيضاء (مون بلان) يكلل رؤوسها الجليد طوال العام.

ومن الأقاليم الجبلية الأخرى في فرنسا إقليم البيرينية وهي الجبال التي تفصل بين اسبانيا وفرنسا. وهذا الإقليم لا يزال على حالة الفطرة الأولى. لذلك يقصده الذين يميلون الى الحياة في قرى الرعي الصغيرة. والطريق البري من مارسيليا الى باريس ممتلئ بالمناظر الجميلة ففيه الجبال العالية المكسوة بالغابات والأشجار الخضراء والوديان والانهار.

وتعد سويسرا دولة فريدة في نوعها فهي اجمل بلدان اوربا حتى لقد اطلق عليها اسم (المنتزه الأوربي). وقد اختيرت لقعد المؤتمرات الدولية وقالوا في تعليل ذلك ان ما تميزت به من جمال الطبيعة والهدوء والسكون يؤثر في أعصاب المؤتمرين من الساسة الذين يجتمعون على شواطئ بحيراتها وعلى سفوح جبالها. وتصل سلسلة جبال الالب في سويسرا الى ذروة ارتفاعها فتجد بها مجموعة من القمم كللت بالثلج الأبيض الذي لا يخلو عنها صيفا او شتاء. ومن الطائرة التي تحلق فوق سويسرا تشاهد أروع المناظر التي لا يمكن ان تمحى من الذاكرة. حيث منظر سلاسل الجبال الشامخة تبرز فيها القمم العالية من وسطها هنا وهناك وقد ميزتها تلك الوديات السحيقة وتكتسي كلها باللون الأخضر وتشغل منطقة جبال الالب. وهي مصدر جمال سويسرا نحو ثلاثة اخماس مساحة الدولة.

وتشغل منطقة جبال جورا 10% اما الباقي القليل الذي لا يزيد على الثلث فهو الذي يكون الأراضي المنخفضة وتتمثل عناية الحكومة الفيدرالية بالسياحة في: اعداد سيارات متينة تصعد الى اعلى الجبال، ووضعت القطارات الهوائية (الفينكلير) في الجهات التي لا تستطيع السيارات الوصول اليها بحيث يتسنى كل من شاء ان يصل الى القمم العالية دون عناء. وفوق هذه القمم توجد فنادق صغيرة ومطاعم. وهي تستغل صيفا وشتاء. تستقبل هواء رياضات الانزلاق على الثلج من جميع انحاء العالم. وبرزت أهمية سويسرا السياحية منذ منتصف القرن 19 وكانت اول رحلة سياحية نظمت للسفر الى سويسرا تهدف الى تسلق الجبال. ومنذ ذلك الوقت اكتشفت الناس فيها جمال الطبيعة.

وليس كل من يزور سويسرا يقصدها من اجل جبالها فالواقع ان بعض الناس يذهب اليها لأغراض عديدة أخرى ذلك ان السويسريين تمكنوا من إيجاد معابر اجتازوا بها الجبال الشامخة التي تتدرج ارتفاعاتها من الفي وثلاث آلاف متر الى أربعة آلاف متر بما تضمه من حوائط صخرية وقمم ثلجية. وذلك عبر دروب مهدتها سنابك الخيل او طرق جبلية ارتادوها او انفاق حفروها في الجبال للسكك الحديدية وغيرها من وسائل النقل.

والطريق عبر سويسرا ليس هو الطريق المباشر الى الشرق فحسب بل هو في الغالب أيضا اكثر الطرق متعة لمن يسافر عليه سواء من الشمال الى الجنوب او من الغرب الى الشرق وفي مطاري زيورخ وجنيف يجد المسافر ما يساعده على الاستمتاع بالوقت الذي يقضيه فيها انه يجد المطاعم الفاخرة ومحلات بيع الهدايا والمجوهرات والبوتيكات والأسواق الحرة والصيدليات والبنوك ومكاتب البريد ودور الحضانة وجميعها متجاورة. ويفضل كثير من ركاب الطائرات مد فترة بقائهم في سويسرا قبل استئناف رحلاتهم لانهم وجدوا ما يغريهم على البقاء فيها فترة أطول ولعلها الجبال.

وتمتد الجبال الى شمال إيطاليا وهي ذات جمال وسحر غريب يجتذب ملايين السائحين. وتتغطى الجبال العالية بالثلوج وبها إقليم البحيرات الجميل، وهو يعتبر جزءا من سويسرا ويوجد في اليونان عدد من المصايف الجبلية: بورتياء، سراندابنجو، ميجا سبيليون وغيرها من المصايف الجبلية.

وفي السويد والنرويج تمتد في جهاتها الجبال الشاهقة الارتفاع التي تغطي قممها الثلوج البيضاء، كما تنمو الغابات الكثيفة على سفوحها ويمكن للسائح ان يسير أياما في فيوردات النرويج التي تحيط بها مناظر رائعة الجمال لا مثيل لها في أي مكان آخر من العالم كله: ثلوج بيضاء تكلل هامات الجبال طوال العام، مجاري مائية دقيقة تنساب من اعلى الجبال العالية نتيجة لذوبان قمم الثلوج، ومياه زرقاء هادئة لا تدركها أمواج المحيط الصاخبة، واشجار عالية دائمة الخضرة تحت سماء داكنة وسحب تتعلق بأهداب الجبال هنا وهناك.

وتمتد جبال الالب اليابانية الشاهقة فوق جزر اليابان وتتغطى بالثلوج نصف العام. ويوجد على هذه الجبال عديد من البحيرات ويمارس السياح رياضات عديدة مثل تسلق الجبال والتزحلق على الجليد ومشاهدة المنظر الطبيعي الجميل وهي تضم طرقا للوصول وفنادق وأماكن لهو وتعد القمم الثمانية لهذه الجبال 0ياتسو جتايل) اشهر المنتجعات السياحية والترفيهية بها.

وكان للجبال في اليابان قديما نوع من القدسية في نفوس الشعب باعتبارها تجسيدا للآلهة وكانوا يتطلعون الى قممها باعتبارها موطن الآلهة لذلك تسلق رجال الدين الكثير من القمم، ولا يزال هناك كثير م المعابد عند سفوح الجبال وفوق قممها العالية مثل معابد سينجين عند سفح جبل فوجي وأخرى فوق قمته ولم يكن الشعب اليابان يهتم قديما بتسلق الجبال الا انها نمت كرياضة منذ أدخلت في القرن الثامن عشر  وقد زاد حماس اليابانيين لتسلق الجبال وتكونت جمعية الالب اليابانية عام 1905 وعرفت العشرين سنة التالية باسم فترة تعقب القمم وقهرها.

وبعد انتهاء الحرب انتشرت كرياضة شعبية. وأقيمت على الجبال الطرق والجبال والفنادق والاكواخ وتطورت معدات التسلق. ويوجد ثلثي الحدائق الوطنية اليابانية وجملة عددها 23 حديقة في الجبال. ولا يقل عشاق تسلق الجبال في اليابان عن خمسة ملايين يتركز نشاطهم في فترة الصيف.

وفي الولايات المتحدة لا تقل أهمية المصايف الجبلية عن المصايف البحرية ولها محبوها وروادها. ويمارس فيها عديد من الأنشطة مثل تسلق الجبال وممارسة الطيران بالمظلات والاجنحة الطائرة وركوب العربات الكهربائية (التليفرك).

ويمارس على الجبال صيفا أنشطة صيد الحيوانات والطيور وقطف الازهار النادرة. يضاف الى ذلك مشاهدة المناظر الطبيعية والاستمتاع برسمها وتصويرها. وتوجد هذه المصايف على سفوح جبال مكنزي والابلاش وجبال الشمال الغربي بصفة عامة. وتعد منطقة سولت ليك ستي اشهر هذه المناطق وتوجد عدة مراكز ترفيهية على قمم جبال الابلاش ويمارس بها رياضة التزحلق على الجليد شتاء والتمتع بأشعة الشمس.

ـــــــــــــــــــــ

(1)  تغطي البحيرات نحو 1.8% من اجمالي يابس الأرض، وتتميز باختلافات كبيرة فيما بينهما من حيث الشكل والمساحة والعمق والموقع والارتفاع. ومنها بحيرات ساحلية واخدودية كما ان هناك بحيرات من صنع الانسان.




نظام المعلومات الجغرافية هو نظام ذو مرجعية مجالية ويضم الأجهزة ("Materielles Hardware)" والبرامج ("Logiciels Software)" التي تسمح للمستعمل بتفنيد مجموعة من المهام كإدخال المعطيات انطلاقا من مصادر مختلفة.
اذا هو عبارة عن علم لجمع, وإدخال, ومعالجة, وتحليل, وعرض, وإخراج المعلومات الجغرافية والوصفية لأهداف محددة . وهذا التعريف يتضمن مقدرة النظم على إدخال المعلومات الجغرافية (خرائط, صور جوية, مرئيات فضائية) والوصفية (أسماء, جداول), معالجتها (تنقيحها من الأخطاء), تخزينها, استرجاعها, استفسارها, تحليلها (تحليل مكاني وإحصائي), وعرضها على شاشة الحاسوب أو على ورق في شكل خرائط, تقارير, ورسومات بيانية.





هو دراسة وممارسة فن رسم الخرائط. يستخدم لرسم الخرائط تقليدياً القلم والورق، ولكن انتشار الحواسب الآلية طور هذا الفن. أغلب الخرائط التجارية ذات الجودة العالية الحالية ترسم بواسطة برامج كمبيوترية, تطور علم الخرائط تطورا مستمرا بفعل ظهور عدد من البرامج التي نساعد على معالجة الخرائط بشكل دقيق و فعال معتمدة على ما يسمى ب"نظم المعلومات الجغرافية" و من أهم هذه البرامج نذكر MapInfo و ArcGis اللذان يعتبران الرائدان في هذا المجال .
اي انه علم وفن وتقنية صنع الخرائط. العلم في الخرائط ليس علماً تجريبياً كالفيزياء والكيمياء، وإنما علم يستخدم الطرق العلمية في تحليل البيانات والمعطيات الجغرافية من جهة، وقوانين وطرق تمثيل سطح الأرض من جهة أخرى. الفن في الخرائط يعتمد على اختيار الرموز المناسبة لكل ظاهرة، ثم تمثيل المظاهر (رسمها) على شكل رموز، إضافة إلى اختيار الألوان المناسبة أيضاً. أما التقنية في الخرائط، يُقصد بها الوسائل والأجهزة المختلفة كافة والتي تُستخدم في إنشاء الخرائط وإخراجها.





هي علم جغرافي يتكون من الجغرافيا البشرية والجغرافية الطبيعية يدرس مناطق العالم على أشكال مقسمة حسب خصائص معينة.تشمل دراستها كل الظاهرات الجغرافيّة الطبيعية والبشرية معاً في إطار مساحة معينة من سطح الأرض أو وحدة مكانية واحدة من الإقليم.تدرس الجغرافيا الإقليمية الإقليم كجزء من سطح الأرض يتميز بظاهرات مشتركة وبتجانس داخلي يميزه عن باقي الأقاليم، ويتناول الجغرافي المختص -حينذاك- كل الظاهرات الطبيعية والبشرية في هذا الإقليم بقصد فهم شخصيته وعلاقاته مع باقي الأقاليم، والخطوة الأولى لدراسة ذلك هي تحديد الإقليم على أسس واضحة، وقد يكون ذلك على مستوى القارة الواحدة أو الدولة الواحدة أو على مستوى كيان إداري واحد، ويتم تحديد ذلك على أساس عوامل مشتركة في منطقة تلم شمل الإقليم، مثل العوامل الطبيعية المناخية والسكانية والحضارية.وتهدف الجغرافية الإقليمية إلى العديد من الأهداف لأجل تكامل البحث في إقليم ما، ويُظهر ذلك مدى اعتماد الجغرافيا الإقليمية على الجغرافيا الأصولية اعتماداً جوهرياً في الوصول إلى فهم أبعاد كل إقليم ومظاهره، لذلك فمن أهم تلك الأهداف هدفين رئيسيين:
اولا :الربط بين الظاهرات الجغرافية المختلفة لإبراز العلاقات التبادلية بين السكان والطبيعة في إقليم واحد.
وثانيا :وتحديد شخصية الإقليم تهدف كذلك إلى تحديد شخصية الإقليم لإبراز التباين الإقليمي في الوحدة المكانية المختارة، مثال ذلك إقليم البحر المتوسط أو إقليم العالم الإسلامي أو الوطن العربي .