المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

المدخل الشرطي أو الموقفي
3-5-2016
خلايا الوقود الحيوي Biochemical Fuel Cells
19-7-2017
التعريف باستجواب المتهم
20-3-2018
شهادة الزور، اليمين الكاذب ، خلف الوعد
3-10-2016
دعاء الندبة
2023-03-05
A Model for Enzyme Movement Is Suggested by the Crystal Structure
5-5-2021


انتفاضة الاخيار ضد المنافقين  
  
3377   01:23 مساءً   التاريخ: 20-01-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص197-199.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

روي في كتاب (روضة الواعظين) وغيره بأسانيد كثيرة عن ابي سعيد الخدري وأبي عمرو قالا : كنا جلوسا عند رسول الله (صلى الله عليه واله) اذ دخل سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الاسود وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وأبو الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو الطفيل عامر بن واثلة، فجلسوا بين يديه، والحزن ظاهر في وجوههم، وقالوا : فديناك بالآباء والامهات يا رسول الله، ما نسمع من قوم في أخيك وابن عمك يحزننا، وانا نستاذنك في الرد عليه.

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : وما عساهم يقولون في أخي وابن عمي علي بن ابي طالب؟.

فقالوا : أي فضل لعلي (عليه السلام) في سبقه الى الاسلام، وانما ادرك الاسلام طفلا، ونحو هذا القول.

فقال (صلى الله عليه واله) : فهذا يحزنكم؟ قالوا : إي والله.

فقال : بالله اسالكم، هل علمتم من الكتب السالفة ان ابراهيم (عليه السلام) هرب به ابوه من الملك الطاغي، فوضعت به امه بين اتلال بشاطئ نهر يتدفق بين غروب الشمس واقبال الليل، فلما وضعته واستقر على وجه الارض قام من تحتها يمسح وجهه ورأسه ويكثر من شهادة ان لا اله الا الله، ثم أخذ ثوبا فاتشح به، وامه تراه، فذرعت منه ذرعا شديدا، ثم مضى يهرول بين يديها مادا عينيه الى السماء، وكان منه ما قال الله عز وجل : {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 75 - 78] وعلمتم ان موسى بن عمران (عليه السلام) كان فرعون في طلبه يبثر بطون النساء الحوامل، ويذبح الاطفال ليقتل موسى (عليه السلام) ، فلما ولدته امه امرت ان تاخذه من تحتها وتقذفه في التابوت وتلقي التابوت في اليم، فبقيت حيرانه حتى كلمها موسى (عليه السلام) وقال : يا ام، اقذفيني في التابوت وتلقي التابوت في اليم، فقالت : وي  ذعرة من كلامه  يا بني، اني اخاف عليك من الغرق، فقال لها : لا تحزني ان الله رادني اليك، ففعلت ما امرت به، فبقي في التابوت الى ان قذفه في الساحل.

روي ان المدة  كانت سبعين يوما، وروي سبعة اشهر، وقال الله تعالى في حال طفوليته : {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ } [طه: 39، 40] .                         

 وهذا عيسى بن مريم (عليه السلام) قال الله عز وجل فيه : {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا} [مريم: 24، 26,25] ، فكلم امه وقت مولده وقال حين اشارت اليه : { قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا } [مريم: 29، 30] فتكلم وقت ولادته وأعطي الكتاب والنبوة، وأوصي بالصلاة والزكاة في ثلاث ايام مولده، وكلمهم في اليوم الثاني من مولده .

قد علمتم ان الله عز وجل خلقني وعليا من نور واحد، وانا كنا في صلب آدم نسبح الله تعالى، ثم نقلنا الى اصلاب الرجال وارحام النساء، يسمع تسبيحنا في الظهور والبطون في كل عهد وعصر الى عبدالمطلب، وأن نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا وأمهاتنا حتى تبين اسماؤنا مخطوطة بالنور على جباههم.

ثم افترق نورنا فصال نصفه الاول في عبدالله، ونصفه الثاني في ابي طالب عمي، وكان يسمع تسبيحنا من ظهورهما، وكان أبي وعمي اذا جلسا في الملا من قريش وقد تبين نوري من صلب أبي ونور علي من صلبي أبيه الى ان خرجنا من أصلاب ابوينا وبطون امهاتنا، ولقد هبط حبيبي جبرئيل (عليه السلام) في وقت ولادة علي (عليه السلام) ، قال لي : يا حبيب الله، الله يقرئك السلام ويهنئك بولادة اخيك علي (عليه السلام) ويقول : هذا أوان ظهور نبوتك وإعلان وحيك وكشف رسالتك اذا ايدتك بأخيك ووزيرك وصنوك وخليفتك، ومن شددت به أزرك، وأعنت به ذكرك فقمت مبادرا، فوجدت فاطمة بنت أسد أم علي (عليه السلام) ، وقد جاءها المخاض وهو بين النساء والقوابل حواليها، فقال حبيبي جبرئيل : اذا وضعت عليا فتلقه، ففعلت ما أمرت به، ثم قال لي : امدد يدك يا محمد، فانه صاحبك اليمين، فمددت يدي نحو أمه، فاذا بعلي ماثلا على يدي واضعا يده في أذنه اليمنى وهو يؤذن ويقيم بالحنيفية ويشهد بوحدانية الله عز وجل وبرسالتي.

ثم قال لي : يا رسول الله، اقرأ، قلت : اقرأ! فو الذي نفس محمد بيده لقد ابتدأ بالصحف التي انزلها الله عز وجل على آدم (عليه السلام) ، فقام بها شيث، فتلاها من أول حرف فيها الى اخر حرف منها، حتى لو حضره شيث لأقر له انه احفظ لها منه، ثم قرأ توراة موسى حتى لو حضر موسى (عليه السلام) لأقر بانه احفظ لها منه، ثم قرأ زبور داود حتى لو حضر داود لأقر بانه احفظ له منه، ثم قرأ انجيل عيسى (عليه السلام) حتى لو حضر عيسى لأقر بانه احفظ له منه، ثم قرأ القران الذي أنزله الله تعالى من أوله الى آخره، فوجدته يحفظ كحفظي له الساعة من غير أن اسمع منه، ثم خاطبني وخاطبته بما يخاطب الانبياء والاوصياء، ثم عاد الى حال طفوليته، فلم تحزنون، وماذا عليكم من قول اهل الشك والشرك بالله تعالى.

هل تعلمون اني افضل النبيين، وان وصيي افضل الوصيين، وان أبي دام لما راى اسمي واسم علي واسم ابنتي فاطمة والحسن والحسين وأسماء أولادهم مكتوبا على ساق العرش بالنور قال : الهي وسيدي، هل خلقت خلقا هو أكرم عليك مني؟.

فقال : يا ادم، لو لا هذه الاسماء ما خلقت سماء مبنية، ولا أرضا مدحية، ولا ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا، ولما خلقتك يا ادم، فلما عصى ادم ربه سأله بحقنا ان يقبل توبته ويغفر خطيئته، فأجابه، وكنا الكلمات التي تلقاها آدم من ربه عز وجل، وافتخر على الملائكة، وان هذا من فضلنا وفضل الله علينا، فقام سلمان ومن معه وهم يقولون : نحن الفائزون، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه واله) : أنتم الفائزون، ولكم خلقت الجنة، ولأعدائنا واعدائكم خلقت النار.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.