أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015
3240
التاريخ: 12-02-2015
3365
التاريخ: 12-02-2015
3579
التاريخ: 12-02-2015
3397
|
أبو طالب فهو حامي الإسلام والرصيد الأعظم للدعوة الإسلامية منذ بزوغ نورها فهو القوّة الضاربة التي حمت الإسلام حينما هبّت طغاة قريش وعتاتهم لإطفاء نور الله وإخماد شعلة التوحيد ومن المؤكّد أنّه لو لا حماية أبي طالب للنبيّ (صلى الله عليه وآله) لما استطاع أن يبلّغ رسالة ربّه ويقف بعزم وشموخ أمام تلك الوحوش الكاسرة مستهينا بها محتقرا لأصنامها ساخرا من تقاليدها وعاداتها ونعرض بإيجاز إلى بعض مواقفه البطولية في نصرة الإسلام والذبّ عن حمى الرسول (صلى الله عليه وآله) التي سجّلت له بمداد من النور والفخر ؛ وعنى أبو طالب عناية بالغة بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) وقام بجميع خدماته وشئونه وتولّى رعايته منذ نعومة أظفاره فكان المربّي والحارس له فقد علم بما سيكون في مستقبل حياته من السمو والعظمة وأنّه سيملأ الدنيا نورا ووعيا وأنّه رسول ربّ العالمين وخاتم المرسلين وسيّد النبيّين وقد أحاطه الكهّان علما بذلك وحذّروه من فتك اليهود واغتيالهم له يقول الرواة : إنّ أبا طالب سافر للتجارة إلى الشام مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) فسارع إليه الراهب فقال له : إنّي أنصحك أن ترجع بابن أخيك من مكانك هذا وإن أدّى ذلك إلى ذهاب أموالك وخسارتك في تجارتك فإنّي لا آمن عليه من دسائس الشرك ومكائد اليهود ؛ فإنّهم إن عرفوا الذي عرفته فلا يولّوا حتّى يلحقوا به الأذى بل يغتالونه بكلّ نشاط وقوّة وقفل أبو طالب راجعا إلى مكّة ولم يمض في تجارته إلى الشام حفظا لابن أخيه وبلغ من رعايته له أنّه كان يصحبه معه في فراشه خوفا عليه كما كان ينقله في غلس الليل من مكان إلى مكان ويمضي ليله ساهرا على حراسته لئلا يغتاله أحد.
لمّا أعلن النبيّ (صلى الله عليه وآله) دعوته الخالدة الهادفة لتحرير الإنسان وإنقاذه من ظلمات الجهل وعبادة الأوثان هبّت قريش عن بكرة أبيها فزعة كأشدّ ما يكون الفزع له لإطفاء شعلة التوحيد , لقد أوجدت الدعوة الإسلامية في المجتمع الجاهلي انقلابا فكريا وتحوّلا اجتماعيا مهيبا فقد خافت قريش على مصالحها وتقاليدها وخافت على نسائها وأبنائها من الانجراف بالشعارات والمبادئ التي أعلنها النبيّ (صلى الله عليه وآله) لقد خافوا على آلهتهم وأصنامهم التي سخر منها النبيّ ودعا إلى تحطيمها وتدميرها فورمت آنافهم وانتفخ سحرهم وأجمعوا اكتعين على مناجزته وإطفاء نور رسالته إلاّ أنّ أبا طالب بطل الإسلام وقف سدّا منيعا لحمايته وكان يبعث النشاط والحماس في نفس ابن أخيه لإشاعة مبادئه وقد خاطبه بهذه الأبيات :
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة وابشر بذاك وقرّ منك عيونا
ودعوتني وعلمت أنّك ناصحي ولقد صدقت وكنت ثمّ أمينا
ولقد علمت بأنّ دين محمّد من خير أديان البريّة دينا
والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتّى أوسّد في التّراب دفينا
وحكت هذه الأبيات إيمانه العميق بالإسلام ووقوفه إلى جانب النبيّ (صلى الله عليه وآله) وحمايته لدعوته وأنّ القوى المعادية له مهما بذلت من جهد فإنّها لن تستطيع أن تصدّه عن إشاعة مبادئه وتبليغ رسالة ربّه وقد صمّم أبو طالب على حماية النبيّ (صلى الله عليه وآله) والذبّ عنه بجميع طاقاته وقد خاطب القرشيّين قائلا :
كذبتم وبيت الله نخلي محمّدا و لمّا نطاعن دونه ونناضل
وننصره حتّى نصرّع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل
ومعنى ذلك أنّه لا يخلي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ولا يترك قريشا تعتدي عليه وسيدافع عنه حتّى يصرع هو وأهل بيته دونه , لقد هام أبو طالب في ولائه للنبيّ وملك عواطفه ومشاعره وهو القائل فيه :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وقد وقع هذا البيت في نفس النبيّ (صلى الله عليه وآله) موقعا عظيما ويقول الرواة : إنّ أهل المدينة أصابهم قحط شديد فشكوا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصعد المنبر فاستسقى فما لبث أن جاء من المطر ما خشي منه أهل المدينة من الغرق فشكوا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : اللهمّ حوالينا ولا علينا فانجاب السحاب عن المدينة وصار حواليها فقال النبيّ : لو أدرك أبو طالب هذا اليوم لسرّه فالتفت الإمام (عليه السلام) إلى النبيّ فقال له : كأنّك أردت قوله :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
كما كان لهذا البيت وقع خاصّ عند الاسرة النبوية فقد أنشدته سيّدة نساء العالمين (عليها السلام) في الساعات الأخيرة من حياة أبيها فقال لها أبوها بلطف : هذا قول عمّي أبي طالب وتلا قوله تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144] , وعلى أي حال فقد خفّ جماعة من رؤساء قريش إلى أبي طالب وعرضوا عليه أن يسلّم لهم النبيّ(صلى الله عليه وآله) لتصفيته جسديا ويعطوه عوض ذلك عمارة وهو من أنبل فتيان قريش ومن أصبحهم وجها فسخر منهم أبو طالب وصاح بهم :والله ما أنصفتموني أيّها الحمقى تبّا لكم وسحقا! أتريدون منّي أن اعطيكم روحي وولدي لتقتلوه وتعطوني ابنكم اربّيه لكم! ما لكم كيف تحكمون أترجون منّي أن أستبدل محمّدا بعمارة بن الوليد فو الذي نفسي بيده لو أعطيتموني العالم كلّه لما استبدلته بظفر من رجل محمّد فإليكم عنّي لا تكلّموني وإلاّ علوت رءوسكم بالسيف , وانصرفوا خائبين خاسرين قد خيّب آمالهم وسخر منهم أبو طالب ووقف بصلابة لحماية النبيّ(صلى الله عليه وآله). لقد وقف أبو طالب مدافعا عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ولو لا حمايته له لما أبقى القرشيّون للنبيّ ولا لدعوته أيّ ظلّ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|