المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

غريزة الأبوة
12-1-2016
مرض التخطيط في القصب
22-12-2015
الأوراق الحلزونية في الخس
22-11-2020
مركبات الكلورو فلورو كربون
30-10-2021
إخلاص الحب لله
2024-09-16
Möbius Ladder
22-3-2022


رعاية ابو طالب للنبي (صلى الله عليه واله) والاسلام  
  
8444   12:01 مساءاً   التاريخ: 9-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1, ص25-28 .
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015 3240
التاريخ: 12-02-2015 3365
التاريخ: 12-02-2015 3579
التاريخ: 12-02-2015 3397

أبو طالب فهو حامي الإسلام والرصيد الأعظم للدعوة الإسلامية منذ بزوغ نورها فهو القوّة الضاربة التي حمت الإسلام حينما هبّت طغاة قريش وعتاتهم لإطفاء نور الله وإخماد شعلة التوحيد ومن المؤكّد أنّه لو لا حماية أبي طالب للنبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) لما استطاع أن يبلّغ رسالة ربّه ويقف بعزم وشموخ أمام تلك الوحوش الكاسرة مستهينا بها محتقرا لأصنامها ساخرا من تقاليدها وعاداتها ونعرض بإيجاز إلى بعض مواقفه البطولية في نصرة الإسلام والذبّ عن حمى الرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) التي سجّلت له بمداد من النور والفخر ؛ وعنى أبو طالب عناية بالغة بالنبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وقام بجميع خدماته وشئونه وتولّى رعايته منذ نعومة أظفاره فكان المربّي والحارس له فقد علم بما سيكون في مستقبل حياته من السمو والعظمة وأنّه سيملأ الدنيا نورا ووعيا وأنّه رسول ربّ العالمين وخاتم المرسلين وسيّد النبيّين وقد أحاطه الكهّان علما بذلك وحذّروه من فتك اليهود واغتيالهم له يقول الرواة : إنّ أبا طالب سافر للتجارة إلى الشام مع النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فسارع إليه الراهب فقال له : إنّي أنصحك أن ترجع بابن أخيك من مكانك هذا وإن أدّى ذلك إلى ذهاب أموالك وخسارتك في تجارتك فإنّي لا آمن عليه من دسائس الشرك ومكائد اليهود ؛ فإنّهم إن عرفوا الذي عرفته فلا يولّوا حتّى يلحقوا به الأذى بل يغتالونه بكلّ نشاط وقوّة وقفل أبو طالب راجعا إلى مكّة ولم يمض في تجارته إلى الشام حفظا لابن أخيه وبلغ من رعايته له أنّه كان يصحبه معه في فراشه خوفا عليه كما كان ينقله في غلس الليل من مكان إلى مكان ويمضي ليله ساهرا على حراسته لئلا يغتاله أحد.

لمّا أعلن النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) دعوته الخالدة الهادفة لتحرير الإنسان وإنقاذه من ظلمات الجهل وعبادة الأوثان هبّت قريش عن بكرة أبيها فزعة كأشدّ ما يكون الفزع له لإطفاء شعلة التوحيد , لقد أوجدت الدعوة الإسلامية في المجتمع الجاهلي انقلابا فكريا وتحوّلا اجتماعيا مهيبا فقد خافت قريش على مصالحها وتقاليدها وخافت على نسائها وأبنائها من الانجراف بالشعارات والمبادئ التي أعلنها النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) لقد خافوا على آلهتهم وأصنامهم التي سخر منها النبيّ ودعا إلى تحطيمها وتدميرها فورمت آنافهم وانتفخ سحرهم وأجمعوا اكتعين على مناجزته وإطفاء نور رسالته إلاّ أنّ أبا طالب بطل الإسلام وقف سدّا منيعا لحمايته وكان يبعث النشاط والحماس في نفس ابن أخيه لإشاعة مبادئه وقد خاطبه بهذه الأبيات :

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة          وابشر بذاك وقرّ منك عيونا

ودعوتني وعلمت أنّك ناصحي            ولقد صدقت وكنت ثمّ أمينا

ولقد علمت بأنّ دين محمّد                   من خير أديان البريّة دينا

والله لن يصلوا إليك بجمعهم               حتّى أوسّد في التّراب دفينا

وحكت هذه الأبيات إيمانه العميق بالإسلام ووقوفه إلى جانب النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وحمايته لدعوته وأنّ القوى المعادية له مهما بذلت من جهد فإنّها لن تستطيع أن تصدّه عن إشاعة مبادئه وتبليغ رسالة ربّه وقد صمّم أبو طالب على حماية النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) والذبّ عنه بجميع طاقاته وقد خاطب القرشيّين قائلا :

كذبتم وبيت الله نخلي محمّدا               و لمّا نطاعن دونه ونناضل

وننصره حتّى نصرّع حوله                ونذهل عن أبنائنا والحلائل

ومعنى ذلك أنّه لا يخلي عن النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) ولا يترك قريشا تعتدي عليه وسيدافع عنه حتّى يصرع هو وأهل بيته دونه , لقد هام أبو طالب في ولائه للنبيّ وملك عواطفه ومشاعره وهو القائل فيه :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه           ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وقد وقع هذا البيت في نفس النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) موقعا عظيما ويقول الرواة : إنّ أهل المدينة أصابهم قحط شديد فشكوا ذلك إلى رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فصعد المنبر فاستسقى فما لبث أن جاء من المطر ما خشي منه أهل المدينة من الغرق فشكوا ذلك إلى رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فقال : اللهمّ حوالينا ولا علينا فانجاب السحاب عن المدينة وصار حواليها فقال النبيّ : لو أدرك أبو طالب هذا اليوم لسرّه فالتفت الإمام (عليه‌ السلام) إلى النبيّ فقال له : كأنّك أردت قوله :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه           ثمال اليتامى عصمة للأرامل

كما كان لهذا البيت وقع خاصّ عند الاسرة النبوية فقد أنشدته سيّدة نساء العالمين (عليها السلام) في الساعات الأخيرة من حياة أبيها فقال لها أبوها بلطف : هذا قول عمّي أبي طالب وتلا قوله تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144] , وعلى أي حال فقد خفّ جماعة من رؤساء قريش إلى أبي طالب وعرضوا عليه أن يسلّم لهم النبيّ(صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) لتصفيته جسديا ويعطوه عوض ذلك عمارة وهو من أنبل فتيان قريش ومن أصبحهم وجها فسخر منهم أبو طالب وصاح بهم :والله ما أنصفتموني أيّها الحمقى تبّا لكم وسحقا! أتريدون منّي أن اعطيكم روحي وولدي لتقتلوه وتعطوني ابنكم اربّيه لكم! ما لكم كيف تحكمون أترجون منّي أن أستبدل محمّدا بعمارة بن الوليد فو الذي نفسي بيده لو أعطيتموني العالم كلّه لما استبدلته بظفر من رجل محمّد فإليكم عنّي لا تكلّموني وإلاّ علوت رءوسكم بالسيف , وانصرفوا خائبين خاسرين قد خيّب آمالهم وسخر منهم أبو طالب ووقف بصلابة لحماية النبيّ(صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌). لقد وقف أبو طالب مدافعا عن النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) ولو لا حمايته له لما أبقى القرشيّون للنبيّ ولا لدعوته أيّ ظلّ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.