أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-01-2015
3517
التاريخ: 9-5-2016
3921
التاريخ: 7-01-2015
3215
التاريخ: 19-01-2015
3335
|
ان ابن ملجم فقد كان يسمع كرة بعد كرّة انّه يقتل أمير المؤمنين أشقى الناس وكان يقول لقطام أخاف أن أكون ذلك الرجل و لا أصل الى امنيتي.
فبات تلك الليلة بهذه الأفكار و الوساوس، يفكر بهذا الامر العظيم، لكن غلبته شقوته و عزم على قتل أمير المؤمنين (عليه السلام).
فلمّا أيقظه (عليه السلام) نهض مسرعا و أقبل يمشي حتى وقف بازاء الاسطوانة التي كانت الى جانب المحراب و اختفى كل من وردان و شبيب في زاوية المسجد، فلمّا رفع أمير المؤمنين (عليه السلام) رأسه من السجود في الركعة الاولى، تقدم شبيب بن بحرة قائلا:
للّه الحكم يا عليّ لا لك و لا لأصحابك، فسلّ سيفه و أراد ضرب الامام الّا و ان السيف اصطدم بطاق المسجد فاخطأه، فتقدّم ابن ملجم مسرعا فهزّ سيفه و قال تلك المقولة ثم ضربه على رأسه الشريف فوقعت الضربة على موضع ضربة عمرو بن عبد ود ثم و وصلت الضربة من مفرق رأسه الى موضع السجود .
فقال (عليه السلام) : «بسم اللّه و باللّه و على ملّة رسول اللّه فزت و ربّ الكعبة».
ثم صاح و قال: قتلني ابن ملجم قتلني اللعين ابن اليهوديّة، أيها الناس لا يفوتنّكم ابن ملجم، فثار جميع من في المسجد في طلب الملعون.
ثم أحاطوا بأمير المؤمنين (عليه السلام) و هو في محرابه يشدّ موضع الضربة و يأخذ التراب و يضعه عليها ثم تلا قوله تعالى : {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } [طه: 55] .
ثم قال (عليه السلام) و هو ملطخ بدمائه: جاء امر اللّه و صدق رسول اللّه (صلى الله عليه واله)هذا ما وعدنا اللّه و رسوله.
ثم انّه لمّا ضربه الملعون ارتجت الارض و ماجت البحار و السماوات و اصطفقت أبواب الجامع، و ضجّت الملائكة في السماء بالدعاء و هبّت ريح عاصف سوداء مظلمة و نادى جبرئيل (عليه السلام) بين السماء و الارض بصوت يسمعه كل أحد:
«تهدّمت و اللّه اركان الهدى و انطمست و اللّه اعلام التقى و انفصمت العروة الوثقى، قتل ابن عمّ المصطفى قتل الوصي المجتبى قتل علي المرتضى قتله اشقى الاشقياء».
فلما سمعت أم كلثوم نعي جبرئيل لطمت وجهها و خدّها و شقّت جيبها و صاحت : وا أبتاه وا عليّاه وا محمّداه.
فخرج الحسنان (عليهما السّلام) الى المسجد، فلما وصلا الجامع و دخلا وجدا أبا جعدة بن هبيرة و معه جمع من الناس، و هم يجتهدون أن يقيموا الامام في المحراب ليصلّي بالناس، فلم يطق النهوض عليّ فتأخّر عن الصف و تقدم الحسن (عليه السلام) فصلّى بالناس و أمير المؤمنين (عليه السلام) يصلّي ايماء من جلوس يميل تارة و يسكن اخرى.
فلما فرغ الحسن (عليه السلام) من الصلاة جاء الى ابيه و أخذ برأسه و قال : وا انقطاع ظهراه يعزّ و اللّه عليّ أن أراك هكذا.
ففتح عينه و قال : يا بني لا جزع على أبيك بعد اليوم، هذا جدّك محمد المصطفى و جدتك خديجة الكبرى و أمّك فاطمة الزهراء، و الحور العين محدقون منتظرون قدوم ابيك، فطب نفسا وقرّ عينا و كفّ عن البكاء، فانّ الملائكة قد ارتفعت أصواتهم الى السماء.
ثمّ شدّوا الجرح بردائه و جاءوا به الى المسجد، و شاع الخبر في جوانب الكوفة و انحشر الناس حتى المخدرات خرجن من خدورهنّ الى الجامع ينظرن الى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
فدخل الناس الجامع فوجدوا الحسن و رأس ابيه في حجره، و قد غسل الدم عنه، و شدّ الضربة وهي بعدها تشخب دما، و وجهه قد زاد بياضا بصفرة و هو يرمق السماء بطرفه و لسانه يسبّح اللّه و يوحّده و هو يقول : «الهي أسألك مرافقة الأنبياء و الاوصياء و اعلا درجات جنّة المأوى».
فغشي عليه ساعة، فبكى الحسن بكاء شديدا، فسقط من دموعه قطرات على وجه أمير المؤمنين (عليه السلام)، ففتح عينه و رآه باكيا فقال له : يا بني يا حسن ما هذا البكاء و الجزع، يا بني أتجزع على ابيك، و غدا تقتل بعدي مسموما مظلوما، و يقتل أخوك بالسيف هكذا، و تلحقان بجدّكما و ابيكما و أمّكما.
فقال له الحسن (عليه السلام): يا ابتاه ما عرفنا من قتلك و من فعل بك هذا؟
قال : قتلني ابن اليهودية عبد الرحمن ابن ملجم المرادي وانه سيطلع عليكم من هذا الباب، و أشار بيده الشريفة الى باب كندة.
ولم يزل السمّ يسري في رأسه، فاشتغل الناس بالنظر الى الباب و يرتقبون قدوم الملعون، و قد غصّ المسجد بالعالم ما بين باك و محزون، فما كان الّا ساعة و اذا بالصيحة قد ارتفعت و زمرة من الناس و قد جاءوا بعدوّ اللّه ابن ملجم مكتوفا فأقبلوا باللعين، هذا يلعنه و هذا يضربه و هم ينهشون لحمه بأسنانهم و يقولون له : يا عدوّ اللّه ما فعلت؟ أهلكت أمّة محمد و قتلت خير الناس، و انّه لصامت و كان يزداد غضب الناس ساعة بعد ساعة يريدون الفتك به.
و كان يقوده حذيفة النخعي و بيده سيف مشهور، حتى جاء به الى الامام الحسن (عليه السلام) فلمّا نظر إليه الحسن (عليه السلام) قال له : يا ويلك يا لعين يا عدوّ اللّه أنت قاتل أمير المؤمنين، ومثكلنا امام المسلمين، هذا جزاؤه منك حيث آواك و قرّبك و أدناك و آثرك على غيرك؟ وهل كان بئس الامام لك حتى جازيته هذا الجزاء يا شقيّ؟.
فلم يتكلم الشقيّ فعند ذلك ضجّت الناس بالبكاء و النحيب ثم التفت الحسن (عليه السلام) الى الذي جاء به فقال له : كيف ظفرت بعدوّ اللّه و أين لقيته؟
فقصّ عليه كيفية قبضه على اللعين، ثم قال الحسن (عليه السلام) : الحمد للّه الذي نصر وليّه و خذل عدوّه، فلما أفاق (عليه السلام) من نومه و فتح عينه قال : ارفقوا بي يا ملائكة ربّي.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|