المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أهمية الدعاء وشروط الإستجابة
23-10-2014
مصادر مياه الأنهار
12-5-2016
Glycogen
8-12-2019
المبادئ الأساسية للتخطيط – الإلزام
2023-03-14
العائلة الباذنجانية
تحديد حالات الربح والخسارة في الأجل القصير لسوق المنافسة التامة
24-10-2018


ضربة اللعين لأمير المؤمنين (عليه السلام)  
  
4527   01:35 مساءً   التاريخ: 19-01-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص244-247.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

ان ابن ملجم فقد كان يسمع كرة بعد كرّة انّه يقتل أمير المؤمنين أشقى الناس وكان يقول لقطام أخاف أن أكون ذلك الرجل و لا أصل الى امنيتي.

فبات تلك الليلة بهذه الأفكار و الوساوس، يفكر بهذا الامر العظيم، لكن غلبته شقوته و عزم على قتل أمير المؤمنين (عليه السلام).

فلمّا أيقظه (عليه السلام) نهض مسرعا و أقبل يمشي حتى وقف بازاء الاسطوانة التي كانت الى جانب المحراب و اختفى كل من وردان و شبيب في زاوية المسجد، فلمّا رفع أمير المؤمنين (عليه السلام) رأسه من السجود في الركعة الاولى، تقدم شبيب بن بحرة قائلا:

للّه الحكم يا عليّ لا لك و لا لأصحابك، فسلّ سيفه و أراد ضرب الامام الّا و ان السيف اصطدم بطاق المسجد فاخطأه، فتقدّم ابن ملجم مسرعا فهزّ سيفه و قال تلك المقولة ثم ضربه على رأسه الشريف فوقعت الضربة على موضع ضربة عمرو بن عبد ود ثم و وصلت الضربة من مفرق رأسه الى موضع السجود .

فقال (عليه السلام) : «بسم اللّه و باللّه و على ملّة رسول اللّه فزت و ربّ الكعبة».

ثم صاح و قال: قتلني ابن ملجم قتلني اللعين ابن اليهوديّة، أيها الناس لا يفوتنّكم ابن ملجم، فثار جميع من في المسجد في طلب الملعون.

ثم أحاطوا بأمير المؤمنين (عليه السلام) و هو في محرابه يشدّ موضع الضربة و يأخذ التراب و يضعه عليها ثم تلا قوله تعالى : {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } [طه: 55] ‏ .

ثم قال (عليه السلام) و هو ملطخ بدمائه: جاء امر اللّه و صدق رسول اللّه (صلى الله عليه واله)هذا ما وعدنا اللّه و رسوله.

ثم انّه لمّا ضربه الملعون ارتجت الارض و ماجت البحار و السماوات و اصطفقت أبواب الجامع، و ضجّت الملائكة في السماء بالدعاء و هبّت ريح عاصف سوداء مظلمة و نادى جبرئيل (عليه السلام) بين السماء و الارض بصوت يسمعه كل أحد:

«تهدّمت و اللّه اركان الهدى و انطمست و اللّه اعلام التقى و انفصمت العروة الوثقى، قتل ابن عمّ المصطفى قتل الوصي المجتبى قتل علي المرتضى قتله اشقى الاشقياء».

فلما سمعت أم كلثوم نعي جبرئيل لطمت وجهها و خدّها و شقّت جيبها و صاحت : وا أبتاه وا عليّاه وا محمّداه.

فخرج الحسنان (عليهما السّلام) الى المسجد، فلما وصلا الجامع و دخلا وجدا أبا جعدة بن هبيرة و معه جمع من الناس، و هم يجتهدون أن يقيموا الامام في المحراب ليصلّي بالناس، فلم يطق النهوض عليّ فتأخّر عن الصف و تقدم الحسن (عليه السلام) فصلّى بالناس و أمير المؤمنين (عليه السلام) يصلّي‏ ايماء من جلوس يميل تارة و يسكن اخرى.

فلما فرغ الحسن (عليه السلام) من الصلاة جاء الى ابيه و أخذ برأسه و قال : وا انقطاع ظهراه يعزّ و اللّه عليّ أن أراك هكذا.

ففتح عينه و قال : يا بني لا جزع على أبيك بعد اليوم، هذا جدّك محمد المصطفى و جدتك خديجة الكبرى و أمّك فاطمة الزهراء، و الحور العين محدقون منتظرون قدوم ابيك، فطب نفسا وقرّ عينا و كفّ عن البكاء، فانّ الملائكة قد ارتفعت أصواتهم الى السماء.

ثمّ شدّوا الجرح بردائه و جاءوا به الى المسجد، و شاع الخبر في جوانب الكوفة و انحشر الناس حتى المخدرات خرجن من خدورهنّ الى الجامع ينظرن الى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).

فدخل الناس الجامع فوجدوا الحسن و رأس ابيه في حجره، و قد غسل الدم عنه، و شدّ الضربة وهي بعدها تشخب دما، و وجهه قد زاد بياضا بصفرة و هو يرمق السماء بطرفه و لسانه يسبّح اللّه و يوحّده و هو يقول : «الهي أسألك مرافقة الأنبياء و الاوصياء و اعلا درجات جنّة المأوى».

فغشي عليه ساعة، فبكى الحسن بكاء شديدا، فسقط من دموعه قطرات على وجه أمير المؤمنين (عليه السلام)، ففتح عينه و رآه باكيا فقال له : يا بني يا حسن ما هذا البكاء و الجزع، يا بني أتجزع على ابيك، و غدا تقتل بعدي مسموما مظلوما، و يقتل أخوك بالسيف هكذا، و تلحقان بجدّكما و ابيكما و أمّكما.

فقال له الحسن (عليه السلام): يا ابتاه ما عرفنا من قتلك و من فعل بك هذا؟

قال : قتلني ابن اليهودية عبد الرحمن ابن ملجم المرادي  وانه سيطلع عليكم من هذا الباب، و أشار بيده الشريفة الى باب كندة.

ولم يزل السمّ يسري في رأسه، فاشتغل الناس بالنظر الى الباب و يرتقبون قدوم الملعون، و قد غصّ المسجد بالعالم ما بين باك و محزون، فما كان الّا ساعة و اذا بالصيحة قد ارتفعت‏ و زمرة من الناس و قد جاءوا بعدوّ اللّه ابن ملجم مكتوفا فأقبلوا باللعين، هذا يلعنه و هذا يضربه و هم ينهشون لحمه بأسنانهم و يقولون له : يا عدوّ اللّه ما فعلت؟ أهلكت أمّة محمد و قتلت خير الناس، و انّه لصامت و كان يزداد غضب الناس ساعة بعد ساعة يريدون الفتك به.

و كان يقوده حذيفة النخعي و بيده سيف مشهور، حتى جاء به الى الامام الحسن (عليه السلام) فلمّا نظر إليه الحسن (عليه السلام) قال له : يا ويلك يا لعين يا عدوّ اللّه أنت قاتل أمير المؤمنين، ومثكلنا امام المسلمين، هذا جزاؤه منك حيث آواك و قرّبك و أدناك و آثرك على غيرك؟ وهل كان بئس الامام لك حتى جازيته هذا الجزاء يا شقيّ؟.

فلم يتكلم الشقيّ فعند ذلك ضجّت الناس بالبكاء و النحيب ثم التفت الحسن (عليه السلام) الى الذي جاء به فقال له : كيف ظفرت بعدوّ اللّه و أين لقيته؟

فقصّ عليه كيفية قبضه على اللعين، ثم قال الحسن (عليه السلام) : الحمد للّه الذي نصر وليّه و خذل عدوّه، فلما أفاق (عليه السلام) من نومه و فتح عينه قال : ارفقوا بي يا ملائكة ربّي.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.