المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

ما يتعوذ به لتيسير الولادة
29-8-2021
تكون الاضطرابات الأولية في البروتينات الشحمية البلازمية (حالات خلل البروتين الشحمي في الدم) وراثية
14-9-2021
العقل الحسي والعقل التجريدي
12-4-2016
Hippocrates of Chios
19-10-2015
Caspases
4-10-2017
Bulk material
3-3-2021


ذكر وقت وفاته (عليه السلام)  
  
3350   01:36 مساءً   التاريخ: 19-01-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص309-311.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

 قبض ليلة الجمعة لتسع بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلاً شهيداً ، قتله عبدالرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله - وقد خرج لصلاة الفجر ليلة تسعة عشر من شهر رمضان وهو ينادي الصلاة الصلاة في المسجد الأعظم بالكوفة، فضربه بالسيف على أمّ رأسه ، وقد كان ارتصده من أول الليل لذلك ، وكان سيفه مسموماً .

فمكث (عليه السلام )يوم التاسع عشر وليلة العشرين ويومها وليلة الحادي والعشرين إلى نحو الثلث من الليل ثمّ قضى نحبه (عليه السلام ) ،وقد كان يعلم ذلك قبل أوانه ويخبر به الناس قبل اوانه.

فقد اشتهر في الرواية : أنّه (عليه السلام )كان لما دخل شهر رمضان يتعشّى ليلة عند الحسن (عليه السلام )، وليلة عند الحسين (عليه السلام )، وليلة عند عبداللهّ بن العبّاس ، والأصحّ عبدالله بن جعفر، وكان لا يزيد على ثلاث لقم ، فقيل له في ذلك فقال : يأتيني أمر ربي وأنا خميص ، إنما هي ليلة أو ليلتان  ، فأصيب (عليه السلام )في آخر تلك الليلة  .

وروى أصبغ بن نباتة قال : خطبنا أمير المؤمنين (عليه السلام )في الشهر الذي قتل فيه فقال : «أتاكم شهر رمضان ، وهو سيّد الشهور وأوّل السنة ، وفيه تدور رحى السلطان ، ألا وإنّكم حاجّوا العام صفّاً واحداً ، واية ذلك أنّي لست فيكم.

 قال : فهو ينعى نفسه (عليه السلام )ونحن لا ندري  .

 وروى عنه جماعة أنّه كان يقول على المنبر: ما يمنع أشقاها أني خضبها من فوقها بدم ويضع يده على شيبته (عليه السلام ).

وروي : أنه كان يقول : واللهّ ليخضبنَ هذه من هذه  ويضع يده على رأسه ولحيته (عليه السلام).

وروي عن أبي صالح الحنفيّ قال : سمعت عليّاً (عليه السلام )يقول :«رأيت النبي (صلّى اللهّ عليه وآله) في منامي فشكوت إليه ما لقيت من أمّته من الأود واللدد وبكيت فقال : لا تبك يا عليّ، والتفت فالتفتّ فإذا رجلان مصفدان ، وإذا جلاميد  ، ترضخ بها روسهما .

قال أبو صالح : فغدوت إليه من الغد فلقيت الناس يقولون : قُتل أمير المؤمنين (عليه السلام) . وروى الحسن البصري قال : سهر أمير المؤمنين (عليه السلام )في الليلة التي قتل في صبيحتها ولم يخرج إلى المسجد لصلاة الليل على عادته ، فقالت له ابنته أمّ كلثوم : ما هذا الذي قد أسهرك ؟ فقال : إنّي مقتول لو قد أصبحت.

وأتاه ابن النباح فآذنه بالصلاة، فمشى غير بعيد ثمّ رجع فقالت له أم كلثوم : مر جعدة فليصلّ بالناس ،قال : نعم مروا جعدة ليصلّي ، ثم قال : لا مفرّ من الأجل  فخرج إلى المسجد، فإذا هو بالرجل قد سهر ليلته كلها يرصده ، فلقا برد السحر نام ، فحركه أمير المؤمنين (عليه السلام)برجله وقال له : الصلاة ، فقام إليه فضربه.

وروي في حديث آخر: أنه (عليه السلام )سهر في تلك الليلة، وكان يكثر الخروج والنظر إلى السماء وهو يقول : والله ما كذبت ولا كذبت وإنها الليلة التي وعدت بها ثمّ يعاود مضجعه ، فلما طلع الفجر شد إزاره وخرج وهو يقول :

اشدد حيازيمك للموت  * فإن الموت آتيك

ولا تجزع من الموت   * إذا حل بواديك

فلما خرج إلى صحن الدار استقبلنه الإوزّ فصحن في وجهه ، فجعلوا يطردونهن ، فقال : دعوهن فأنهن صوائح تتبعها نوائح  ثمّ خرج فأصيب (عليه السلام ).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.