المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



أزمة التخطيط الإعلامي الموجه للأطفال  
  
2009   11:55 صباحاً   التاريخ: 21-12-2017
المؤلف : عمار سالم الخزرجي
الكتاب أو المصدر : الطفل مع الاعلام والتلفزيون
الجزء والصفحة : ص26ـ29
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-19 1176
التاريخ: 15-1-2016 2335
التاريخ: 21-12-2017 7599
التاريخ: 28-1-2021 2063

إنه في الوقت الذي اكتشفت فيه في المؤسسات الإعلامية الناجحة هذه الخطط وبدأت تدرك مكانته الإعلامية، وأصبحت تستعين به في أنشطتها المختلفة بدءاً من النصف الثاني من القرن العشرين، إلا أننا إذا أستعرضنا حال أجهزة الإعلام في العالم الإسلامي سوف يتأكد لنا أن غياب التخطيط العلمي كان وراء فشل كثير من برامج الأطفال، وفقدانها القدرة على التأثير وتحقيق الفاعلية المطلوبة مع الطفل المتلقي.

ويقوم التخطيط الإعلامي لبرامج الأطفال على مجموعة من المرتكزات نجملها فيما يلي:

1ـ تخطيط برامج إعلامية للآباء والمربين، والمعنيين بالطفولة لتعريفهم بأساليب التنشئة الاجتماعية السليمة.

2ـ تخطيط برامج تربوية مرنة لسن ما قبل المدرسة تعبر عن مناشط متنوعة لأطفال دور الحضانة ورياض الأطفال، مناشط تعكس صورة مجتمع الطفولة في هذه المؤسسات.

3ـ تخطيط برامج لإعداد وتدريب الإعلاميين العاملين في مجالات الطفولة في وسائل الاتصال المختلفة.

وفي الحقيقة انه إذا تم وضع خطة علمية سليمة، وإعداد حملات إعلامية متكاملة الأبعاد، ومتناسقة التخطيط ، تخاطب عقل الطفل ووجدانه، فإن استراتيجية إعلام الطفل المسلم سوف تحقق الغايات المنشودة من ورائها.

وهذه العملية في حاجة الى إعادة نظر في كل ما يكتب أو يذاع عن الأطفال في أجهزة الإعلام المختلفة، وتوضيح الحقائق او تصحيحها او تعديلها، وإعداد الأعمال الجيدة لتكون جاهزة لكل الأطفال في كل مكان وبمختلف اللغات.

ولتحقيق هذه الأهداف لا بد من الاهتمام بالتخطيط لبرامج إعلامية متخصصة طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى تأخذ في اعتبارها جميع المتغيرات، وتعمل على تهيئة المناخ الصحي لوضعها موضع التطبيق العملي، ومتابعتها في مختلف المراحل، لجذب اهتمام الأطفال، وإنشاء جسور من الثقة والتعاون المتبادل معهم.

وفي الحقيقة أنه إذا توافرت الرغبة الأكيدة، والنوايا الصادقة، والاستعداد الفعلي لذلك، فإن أجهزة الإعلام في الدول الإسلامية يمكن أن تنطلق لقرع آذان الأطفال، وتفتيح أعينهم لعرض الصورة الصادقة والأمينة لرسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، لأن صوت الإسلام الموجه للطفل يجب ان يكون قويا ومؤثرا. وهذا يتطلب ضرورة التنسيق بين الأجهزة الإعلامية وغيرها من المؤسسات الأخرى العاملة في حقل الطفولة لتحديد الأهداف، ورسم الاستراتيجية، ووضع الخطط الكفيلة بإنتاج برامج مناسبة لأبناء المسلمين، من أجل تثقيفهم، وتربيتهم، والأخذ بيدهم، باعتبارهم أمل الامة في مستقبل أفضل.

وبناء على ما تقدم نستطيع ان نقرر أن فهم الأطفال للقضايا الإسلامية يتوقف على مدى النجاح في إعداد الخطة الإعلامية التي تتوافق مع طبيعتهم، واختيار الوسائل التي تناسبهم والموضوعات التي تتوافق مع طبيعتهم، مع مراعاة الظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة بينهم، ويتم ذلك من خلال ثلاث مراحل، وذلك على النحو التالي:

المرحلة الأولى:

وتبدأ بدراسة استكشافية لمعرفة طبيعة هؤلاء الأطفال الذين تستهدفهم الخطة ومستوياتهم الفكرية، وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، ونوعية المعارف السائدة بنيهم، وذلك من خلال طاقات بشرية متمكنة، وإمكانات فنية عالية.

المرحلة الثانية:

يتم فيها وضع هذه الخطة موضع التطبيق العملي، مع الأخذ في الاعتبار كافة المتغيرات التي تكفل الوصول لجمهور الأطفال المستهدف، وتزويدهم بالحقائق، ومتابعة كل جديد يطرأ على أوضاعهم، واختيار الأسلوب الذي يصلح لمخاطبة كل شريحة من الشرائح المستهدفة.

المرحلة الثالثة:

ويتم فيها تقويم ما تم إنجازه من أهداف الخطة، وما أسفرت عنه مرحلة التنفيذ من نتائج، مستهدفين من وراء ذلك وضع النقاط على الحروف في كل مرحلة، وتقديم المقترحات التي تعالج مختلف جوانب الخلل، ودفع عجلة العمل الإيجابي في هذا المجال، لتحقيق استمرارية النشاط الإعلامي الفعال، واستثمار الإيجابيات، وتلافي السلبيات التي تنجم أثناء التطبيق العملي للخطة. وتلعب البحوث العلمية دورا كبيرا في نجاح الخطط الإعلامية الموجهة للأطفال؛ حتى لا تنبني هذه الخطط على غير أساس وتعمل ضد اتجاهات الأطفال واهتماماتهم. ومن هنا جاءت أهمية هذه البحوث في نجاح الخطة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.