أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-01-2015
3565
التاريخ: 7-01-2015
3746
التاريخ: 4-5-2016
3133
التاريخ: 7-01-2015
3848
|
ما رواه أهل السير واشتهر الخبر به في العامة والخاصة حتى نظمه الشعراء وخطب به البلغاء، ورواه الفهماء والعلماء من حديث الراهب بأرض كربلاء والصخرة، وشهرته يغنى عن تكلف ايراد الاسناد له وذلك ان الجماعة روت ان أمير المؤمنين (عليه السلام) لما توجه إلى صفين لحق أصحابه عطش شديد، ونفد ما كان عندهم من الماء، فأخذوا يمينا وشمالا يلتمسون الماء فلم يجدوا له اثرا، فعدل بهم أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الجادة وسار قليلا فلاح لهم دير في وسط البرية، فسار بهم نحوه، حتى إذا صار في فنائه، أمر من نادى ساكنه بالاطلاع اليهم، فنادوه فاطلع فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): هل قرب قائمك هذا من ماء يتغوث به هؤلاء القوم؟.
فقال: هيهات بيني وبين الماء أكثر من فرسخين، وما بالقرب مني شيء من الماء، ولولا اننى اؤتي بماء يكفيني كل شهر على التقتير لتلفت عطشا، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أسمعتم ما قال الراهب؟ قالوا: نعم أفتامرنا بالمسير إلى حيث اومأ اليه لعلنا ندرك الماء وبنا قوة فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا حاجة لكم إلى ذلك ولوى عنق بغلته نحو القبلة وأشار بهم إلى مكان يقرب من الدير فقال لهم: اكشفوا الارض في هذا المكان، فعدل منهم جماعة إلى الموضع فكشفوه بالمساحي، فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع، فقالوا: يا أمير المؤمنين هيهنا صخرة لا تعمل فيها المساحي؟ فقال لهم: ان هذه الصخرة على الماء فان زالت عن موضعها وجدتم الماء فاجتهدوا في قلعها، فاجتمع القوم وراموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا، واستصعبت عليهم، فلما رآهم (عليه السلام) قد اجتمعوا وبذلوا الجهد في قلع الصخرة واستصعبت عليهم، لوي رجله عن سرجه حتى صار على الارض، ثم حسر عن ذراعيه ووضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحركها ثم قلعها بيده ودحى بها أذرعا كثيرة، فلما زالت من مكانها ظهر لهم بياض الماء، وبادروا اليه فشربوا منه فكان أعذب ماء شربوا منه في سفرهم وأبرده وأصفاه، فقال لهم: تزودوا وارتو وفعلوا ذلك، ثم جاء إلى الصخرة فتناولها بيده ووضعها حيث كانت، فأمر أن يعفى أثرها بالتراب والراهب ينظر من فوق ديره، فلما استوفي علم ما جرى نادى: ايها الناس انزلوني انزلوني، فاحتالوا في انزاله فوقف بين يدى أمير المؤمنين فقال له: يا هذا أنت نبي مرسل؟ قال: لا، قال: فملك مقرب؟ قال: لا قال: فمن أنت؟ قال: أنا وصي رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيين (صلى الله عليه واله) قال: ابسط يدك أسلم لله تبارك وتعالى على يديك، فبسط أمير المؤمنين (عليه السلام) يده وقال له: أشهد الشهادتين فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد انك وصي رسول الله واحق الناس بالأمر من بعده، فأخذ أميرالمؤمنين (عليه السلام) عليه شرائط الاسلام، ثم قال له: ما الذي دعاك الآن إلى الاسلام بعد طول مقامك في هذا الدير على الخلاف؟ قال: أخبرك يا أمير المؤمنين ان هذا الدير بني على طلب قالع هذه الصخرة، ومخرج الماء من تحتها، وقد مضى عالم قبلي فلم يدركوا ذلك، وقد رزقنيه الله عزوجل، انا نجد في كتاب من كتبنا ونأثر عن علمائنا ان في هذا الصقع عينا عليها صخرة لا يعرف مكانها إلا نبي أو وصي نبي وانه لابد من ولي لله يدعو إلى الحق، آيته معرفة مكان هذه الصخرة وقدرته على قلعها، وانى لما رأيتك قد فعلت ذلك تحققت ما كنا ننتظره، وبلغت الامنية منه، فأنا اليوم مسلم على يديك ومؤمن بحقك ومولاك، فلما سمع ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) بكى حتى اخضلت لحيته من الدموع، وقال: الحمد لله الذى لم أكن عنده منسيا، الحمد لله الذي كنت في كتبه مذكورا ثم دعى الناس فقال لهم: اسمعوا ما يقول أخوكم المسلم، فسمعوا مقاله وكثر حمدهم لله وشكرهم على النعمة التي أنعم بها عليهم في معرفتهم بحق أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم ساروا والراهب بين يديه في جملة أصحابه حتى لقى أهل الشام وكان الراهب في جملة من استشهد معه، فتولى (عليه السلام) الصلوة عليه ودفنه وأكثر من الاستغفار له وكان إذا ذكره يقول: ذاك مولاي.
وفي هذا الخبر ضروب من المعجز: احداها علم الغيب، والثاني القوة التي خرق العادة بها، وتميز بخصوصيتها من الانام، مع ما فيه من ثبوت البشارة به في كتب الله الاولى، وذلك مصداق قوله تعالى: { ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ} [الفتح: 29].
وفي مثل ذلك يقول السيد اسمعيل بن محمد الحميري رحمة الله في قصيدته البائية المذهبة:
ولقد سرى فيما يسير بليلة * بعد العشاء بكربلاء في موكب
يأتيه ليس بحيث يلقى عامرا * غير الوحوش وغير أصلع أشيب
حتى اتى متبتلا في قائم * ألقى قواعده بقاع مجدب
فدنى فصاح به فأشرف ماثلا * كالنسر فوق شظية من مرقب
هل قرب قائمك الذي بوئته * ماء يصاب؟ فقال: ما من مشرب
الا بغاية فرسخين ومن لنا * بالماء بين نقى وقي سبسب
فثني الا عنة نحو وعث فاجتلى * ملساء تلمع كاللجين المذهب
قال اقلبوها إنكم ان تقلبوا * ترووا ولا تروون ان لم تقلب
فأعصو صبوا في قلعها فتمنعت * منهم تمنع صعبة لم تركب
حتى إذا أعيتهم أهوى لها * كفا متى ترد المغالب تغلب
فكأنها كرة بكف حزور * عبل الذراع دحي بها في ملعب
فسقاهم من تحتها متسلسلا * عذبا يزيد على الالذ الاعزب
حتى إذا شربوا جميعا ردها * ومضى فخلت مكانها لم يقرب
وزاد فيها ابن ميمون قوله:
وأبان راهبها سريرة معجز * فيها وآمن بالوصي المنجب
ومضى شهيدا صادقا في نصره * أكرم به من راهب مترهب.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|