ما رواه اسماعيل بن صبيح عن يحيى بن المساور العابدي عن اسماعيل بن زياد قال: ان عليا (عليه السلام) قال للبرآء بن عازب ذات يوم: يا براء يقتل ابني الحسين (عليه السلام) وأنت حي لا تنصره؟.

فلما قتل الحسين (عليه السلام) كان البراء بن عازب يقول: صدق والله علي بن أبي طالب (عليه السلام) قتل الحسين (عليه السلام) ولم أنصره، ثم أظهر الحسرة على ذلك والندم، وهذا ايضا لاحق بما قد منا ذكره من الانباء بالغيوب والاعلام القاهرة للقلوب.

ومن ذلك ما رواه عثمان بن عيسى العامري عن جابر بن الحر عن جويرية بن مسهر العبدى قال: لما توجهنا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى صفين فبلغنا طفوف كربلاء، وقف ناحية من المعسكر، ثم نظر يمينا وشمالا واستعبر، ثم قال: هذا والله مناخ ركابهم، وموضع منيتهم، فقيل له: يا أمير المؤمنين ما هذا الموضع؟ فقال: هذه كربلاء يقتل فيه قوم يدخلون الجنة بغير حساب، ثم سار وكان الناس لا يعرفون تأويل ما قال، حتى كان من أمر الحسين بن علي (عليه السلام) وأصحابه بالطف ما كان، فعرف حينئذ من سمع كلامه مصداق الخبر فيما انبأهم به.

وكان ذلك من علم الغيب والخبر بالكائن قال كونه وهو المعجز الظاهر والعلم.

.