المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



معجزاته أخباره اخبار الغيب  
  
3318   03:35 مساءً   التاريخ: 5-01-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص228-229.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

بالجملة انّ معاجزه (عليه السلام) قد بلغت من الوضوح مبلغا بحيث لا يمكن لأحد إنكارها.

نعم يا ابا الحسن يا أمير المؤمنين بأبي أنت و أمي، أنت الذي سعى الأعداء في اطفاء نورك و محو فضائلك و ترك المحبون ذكرها خوفا و تقيّة، و مع ذلك نرى كثرة فضائلك و مناقبك المنتشرة بين الناس قد ملات الشرق و الغرب، و قد صار الصديق و العدو بذكر مناقبك رطب اللسان حلو البيان‏

شهد الأنام بفضله حتى العدى‏             و الفضل ما شهدت به الأعداء

و قال ابن شهرآشوب انّ أعرابية رئيت في مسجد الكوفة تقول : يا مشهورا في السماوات و يا مشهورا في الأرضين، و يا مشهورا في الآخرة، جهدت الجبابرة و الملوك على إطفاء نورك و إخماد ذكرك فأبى اللّه لذكرك الّا علوا و لنورك الّا ضياء و نماء و لو كره المشركون.

قيل: لمن تصفين؟ قالت: ذاك أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم غابت.

وروي عن الشعبي بروايات مستفيضة قال : لقد كنت أسمع خطباء بني أميّة يسبّون عليّا على منابرهم فكأنّما يشال بضبعه‏  الى السماء و كنت أسمعهم يمدحون أسلافهم فانّما يكشفون عن جيفة .

وهذه أيضا معجزة بيّنة و خرق للعادة، و الّا فمن المفروض مع هذا الوضع أن تندرس فضائله (عليه السلام) و تمحى من صفحة الوجود و يطفى نوره، و لا بد أن تنتشر المثالب الموضوعة والمختلقة عليه بدل المناقب، لكن نرى انّ فضائله و مناقبه (عليه السلام) قد ملأت أقطار السماوات و الأرض من شرقها الى غربها و قد مدحه الصدّيق و الزنديق، قال تعالى:{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32]‏.

ومن هذه المعاجز كثرة نسله و ذراريه و أولاده (عليه السلام) و لقد كان همّ خلفاء الجور و جبابرة الدهر و همتهم في قتل ولده، و محو آثارهم، فكم من علويّ استشهد على ايديهم، و كم لاقوا من العذاب و الصعوبات، فقد قتل بعضهم بالسيف و مات بعضهم جوعا و عطشا، و وضع جمع كثير منهم داخل الأسطوانات و في الجدران و في أساس البناء و هم أحياء، فاستشهدوا و هم‏ على تلك الحالة.

وقد حبس كثير منهم وقيّد في السجون، و النزر القليل الذي خلص منهم و نجا هجر بلده و وطنه و مأواه، و ذهب الى المواضع النائية البعيدة و الصحاري القفرة، و ابتعد الناس عنهم أيضا امّا خوفا و أمّا تقرّبا لجبابرة الزمان.

و مع كل هذه الضغوط نرى اليوم بحمد اللّه كثرتهم في البلاد و تواجدهم في المجالس بحيث لا يمكن عدّهم و إحصاؤهم و قد كثرت ذراريهم و أولادهم بحيث صاروا أكثر من ذراري سائر الأنبياء و الأولياء بل صاروا أكثر من ذراري جميع الناس و هذه معجزة أخرى له (عليه السلام)‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.