أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2017
2333
التاريخ: 6-10-2017
2409
التاريخ: 5-10-2017
2362
التاريخ: 5-12-2017
2346
|
كانت تلك اللحظات من أصعب الساعات في حياة السيدة زينب ، من هول قرب الفاجعة والمستقبل المخيف المرعب.
وهل يستطيع القلم واللسان من وصف تلك الدقائق ، وتأثيرها على قلب السيدة زينب (عليها السلام)؟
لقد توجه أخوها إلى ساحة القتال بعد أن قدم أعز أصحابه ، وأشرف شبابه ، وأكرم عشيرته ضحايا في سبيل الله ، ولم يبق له ومعه أحد من الرجال سوى ولده العليل.
ونتيجة الذهاب إلى المعركة معلومة : القتل والشهادة!!
لقد ترك الإمام الحسين (عليه السلام) أغلى ما عنده ، وهم عائلته الذين هم أشرف عائلة على وجه الأرض ، وأكثرها عفافاً وخفارة ، وهن مخدرات الرسالة وعقائل النبوة ، اللاتي كانت حياتهن مشفوعة بالعز والإحترام.
تركهم في وسط البر الأقفر ، قد أحاط بهن سفلة المجتمع ، وأراذل الناس ، من باعة الضمائر ، والهمج الرعاع ، وفاقدي الفضيلة. أولئك الذين سلموا أنفسهم واستسلموا لأقذر سلطة في التاريخ ، وأرجس جهاز حاكم في العالم.
والعائلة المكرمة تعرف إتجاه أولئك الأشرار الأوباش ، ونفسياتهم ، فالمخاوف والأخطار تهاجم قلوب العائلة الشريفة من كل جانب.
فمن ناحية : الإحساس باقتراب الخطر من حياة الإمام الحسين (عليه السلام).
ومن ناحية أخرى : ترقب إستيلاء العدو الشرس المتوحش على سرادق الوحي ومخيمات النبوة.
ومضاعفات هذه الاحتمالات من العواصف والأعاصير التي سوف تجتاح حياة السيدات .. كلها أمور تدعو إلى القلق والخوف والوحشة.
والآن .. نقرأ ما جاء في كتب التاريخ حول ذهاب الإمام الحسين إلى ساحة المعركة :
ولما قتل جميع أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) ورجال أهل بيته ، ولم يبق منهم أحد ، عزم الإمام على لقاء القوم بنفسه ، فدعى ببردة رسول الله (صلى الله عليه واله) فالتحف بها ، وأفرغ عليها درعه الشريف ، وتقلد سيفه ، واستوى على متن جواده ، ثم توجه نحو ميدان الحرب والقتال ، فوقف أمام القوم وجعل يخاطب أهل الكوفة بقوله :
ويلكم علما تقاتلونني؟!
على حق تركته؟!
أم على شريعة بدلتها؟!
أم على سنة غيرتها ؟!
فقالوا : بل نقاتلك بغضاً منا لأبيك ، وما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين.
وجاء في بعض كتب التاريخ : أن الإمام الحسين (عليه السلام) وقف أمام القوم وسيفه مصلت في يده ، آيساً من الحياة ، عازماً على الموت ، وهو يقول :
أنـا ابن علي الطهر من آل هاشم ... كفانـي بهذا مفخـراً حين أفخر
وجـدي رسول الله أكرم من مشى ... ونحن سراج الله في الخلق نزهر
وفـاطم أمي من سلالة أحمـد ... وعمّي يدعى ذا الجناحين جعفر
وفينـا كتـاب الله أنزل صادقاً ... وفينا الهدى والوحي بالخير يذكر
ونحـن أمان الله للنـاس كلهـم ... نسـر بهذا فـي الأنـام ونجهر
ونحن ولاة الحوض نسقي ولاتنا ... بكأس رسول الله مـا ليس ينكر
وشيعتنا في الحشر أكرم شيعـة ... ومبغضنـا يوم القيـامة يخسر
فطـوبى لعبد زارنا بعد موتنـا ... بجنة عدن صفوها لا يكدر
فصاح عمر بن سعد : الويل لكم! أتدرون لمن تقاتلون؟! هذا ابن الأنزع البطين ، هذا ابن قتال العرب ، إحملوا عليه من كل جانب . فحملوا عليه وحمل عليهم كالليث المغضب ، فقتل منهم مقتلةَ عظيمة ، وكانت الرجال تشد عليه فيشد عليها ، فتنكشف عنه كالجراد المنتشر!
فحمل على ميمنة عسكرهم وهو يقول :
الموت أولى من ركوب العار ... والعـار أولى من دخول النار
ثم حمل على ميسرة الجيش وهو يقول :
أنـا الحسين بن علـي ... آليـت أن لا أنـثنـي
أحمـي عيـالات أبي ... أمضي على دين النبي
فجعلوا يرشقونه بالسهام والنبال حتى صار درعه كالقنفذ ، فوقف ليستريح وقد ضعف عن القتال ، فبينما هو واقف إذ أتاه حجر فأصاب جبهته المقدسة ، فسال الدم على وجهه ، فأخذ الثوب ليسمح الدم عن عينه ، فأتاه سهم محدد مسموم له ثلاث شعب ، فوقع السهم على صدره قريباً من قلبه ، فقال الإمام الحسين : بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ، ورفع رأسه إلى السماء وقال : إلهي .. إنك تعلم أنهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن نبي غيره !
ثم أخذ السهم وأخرجه من قفاه فانبعث الدم كالميزاب ، فوضع يده على الجرح فلما امتلأت دماً رمى به إلى السماء ، ثم وضع يده على الجرح ثانياً فلما امتلأت لطخ به رأسه ولحيته ، وقال : هكذا أكون حتى القى جدي رسول الله وأنا مخضوب بدمي وأقول : يا رسول الله قتلني فلان وفلان .
فعند ذلك طعنه صالح بن وهب بالرمح على خاصرته طعنةً ، سقط منها عن فرسه إلى الأرض على خده الأيمن ، وهو يقول : بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ثم جعل يجمع التراب بيده ، فيضع خده عليها ثم يناجي ربه قائلاً : صبراً على قضائك وبلائك ، يا رب لا معبود سواك .
ثم وثب ليقوم للقتال فلم يقدر ، فبكى بكاءً شديداً ونادى : واجداه وامحمداه ، وا أبتاه واعلياه ، واغربتاه ، واقلة ناصراه!!
ءأقتل مظلوماً وجدي محمد المصطفى؟!
ء أذبح عطشاناً وأبي علي المرتضى؟!
ءأترك مهتوكاً وأمي فاطمة الزهراء ؟!
فخرج عبد الله بن الإمام الحسن (عليه السلام) وهو غلام لم يراهق ( في الحادية عشر من عمره ) من عند النساء ، فشد حتى وقف إلى جنب عمه الحسين ، فلحقته زينب بنت علي لتحسبه ، فأبى وامتنع عليها إمتناعاً شديداً وقال : والله لا أفارق عمي وجاء حتى جلس عند الإمام ، وجعل يطلب منه أن ينهض ويرجع إلى المخيم ، وفي هذه الأثناء .. أقبل أبحر بن كعب إلى الحسين والسيف مصلت بيده ، فقال له الغلام : ويلك يا بن الخبيثة اتقتل عمي! فضربه أبحر بالسيف فاتقاه الغلام بيده وأطنها إلى الجلد فإذا هي معلقة ، ونادى الغلام : يا عماه ، فأخذه الإمام الحسين وضمه إليه وقال : يا بن أخي إصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الأجر ، فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين ، فرماه حرملة بسهم فذبحه في حجر عمه الحسين.
وبقي الإمام الحسين (عليه السلام) مطروحاً على الأرض .. والشمس تصهر عليه ، فنادى شمر بالعسكر : ما وقوفكم؟! إحملوا عليه.
فحملوا عليه من كل جانب ، وضربه زرعة بن شرؤيك بالسيف على كتفه ، وطعنه الحصين بن نمير بالرمح في صدره.
فصاح عمر بن سعد : ويلكم أنزلوا وحزروا رأسه! وقال لرجل : ويلك إنزل إلى الحسين وأرحه!
فأقبل عمرو بن الحجاج ليقتل الحسين ، فلما دنى ونظر إلى عينيه ولى راجعاً مدبراً ، فسألوه عن سبب رجوعه؟ قال : نظرت إلى عينيه كأنهما عينا رسول الله!!
وأقبل شبث بن ربعي فارتعدت يده ورمى السيف هارباً ...
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|