المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02

آثـار الإسـتثـمار الأجـنـبـي المـتعلـقة بالمـستـوى التـكنـولـوجـي
2024-01-18
Solvent Effects on the SN1 Reaction
1-8-2019
Stevedore,s Knot
5-6-2021
أولاد النبي (صلى الله عليه و آله)
22-11-2015
حفار سعف النخيل
15-11-2016
ماهيـة النـقود وتطورهـا
5-12-2018


مقتطف من قصيدة الحاج محمد علي آل كمّونة  
  
11043   01:48 مساءً   التاريخ: 5-12-2017
المؤلف : السيد محمّد كاظم القزويني .
الكتاب أو المصدر : زينب الكبرى (عليها السلام) من المهد الى اللحد
الجزء والصفحة : ص627-632.
القسم : السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب / وفاة السيدة زينب ومدفنها /

للشاعر الحسيني اللامع ، المرحوم الحاج محمد علي آل كمّونة ( رضوان الله عليه ) قصيدة نَقتَطفُ منها الأبيات التالية : 

لـم أنسَ زينبَ بعد الخِدر حاسرةً ... تُبـدي النيـاحة ألحاناً فألحانـا
مَسجـورة القلـب إلا أنّ أعينَهـا ... كالمُعصرات تصُبّ الدمع عقيانا 
تـدعـو أبـاها أميـر المؤمنين ألا ... يـا والدي حَكمَـت فينـا رَعايانا 
وغـابَ عنّـا المُحامي والكفيلُ فمَن ... يَحمي حِمانـا و مَن يُؤوي يَتامانا
إن عَسعَسَ الليل وارى بَـذلَ أوجُهنا ... وإن تَنفّـس وجه الصبـح أبدانا
نـدعـوا فلا أحدٌ يَصبوا لِدَعوتِنا  ... وإن شكَونـا فلا يُصغى لِشَكوانا
قُـم يا عليّ فما هـذا القعود ومـا ... عهدي تَغُضّ علـى الأقذاء أجفانا
عَجّـل لعلّك مِـن أسـرٍ أضَرّ بنـا ... تَفُكّنـا أو تَوَلّـى دفـن قتـلانـا
وتَنثَني تـارةً تـدعـو عشيرتهـا ... مِن شيبة الحمـد أشيـاخـاً وشُبّانا 
قوموا غِضاباً مِن الأجداث وانتَدبوا ... واستَنقِـذوا مِن يَد البَلوى بٌقايانا 
 
وله قصيدة أخرى يقول فيها :
ولَئن نسيتُ فلَسـتُ أنسى زينبـاً ... ودوام مِحنتهـا وطـول عنـائهـا
حَمَلت مِن الأرزاء ما أ عيا الورى    حَمـلَ اليسير النَزر مِـن أعبائهـا
عن كَربها و بَلائها سَـل كربـلا ... سَـل كربلا عـن كربها و بلائهـا
طَـوراً على القتلى تنوح وتـارةً ... تحنـو محافظـة علـى أبـنائهـا
وتطوف حـول حمىً أباد حُماته ... صَرفُ الرَدى وأبـاحَ هَتكَ نسائها
مَـن مُبلغٌ عنّـي سرايـا هاشـم ... خَبَـراً يَـدُكّ الشمّ مـن بَطحائهـا
سُبيَت ، و أعظم ما شَجاني غَيرةً    ... ـ يا غيرة الإسلام ـ سَلبُ رِدائها
و وقوفهـا فـي مجلـسٍ جُلاسُه ... أهوى بهـا الشيطـان في أهوائها

وله ( رضوان الله عليه ) شعرٌ آخَر يُخاطب فيه الإمام الحسين (عليه السلام) بقوله :
وأمسَيـتَ رَهنَ الحادثات و أصبَحت ... نساؤك بعد الصَون بينَ الأجـانب
حَيـارى يُـردِّدنَ النُـواح سَواغبـاً ... عُطاشى فلهفي للعُطاشى النـوادب
ومِن بينها مأوى البَليّات رَبّة الرزيّـ  ... ـات حَلفُ الحُـزن أمّ المصـائب
فَـريسـة أفـواه الحـوادث زينـبٌ ... ومَنهـبُ أنيـاب الرَدى والمَخالبِ
تُنـادي وقـد حَـفّ العـدوّ برحلها ... وتَهتـِف لكن لم تَجد مِن مُجاوبِ
فمَن مُبلغٌ عنّي الرسـول و حيـدرا    ... وفاطمة الزهراء بنـت الأطـائبِ
بأنـّا سُبينـا ، والحسيـنُ عمـادُنا ... غدا موطئـاً للعـاديات الشَوازِب 
ويُسرى بنـا نحو الشام فـلا سَقَت ... معـاهد أرض الشام جونُ السحائب
ونُهدى إلى الطاغي يزيد نتيجة الـ ... ـدَعـيّ ابـن سفيان لَئيم المَناسِب
ويَنكُتُ ظلماً بالقضيـب مَراشفـاً ... تَرشّفهـا المختار بيـن المُصاحبٍ 
 
وله قصيدة أخرى يَصفُ ـ فيها ـ مصيبة الهجوم على مُخيّمات الامام الحسين (عليه السلام) ومنها قوله :
حُمـاةٌ حَمَـوا خـِدراً أبى الله هَتكهُ ... فعَـظّمـه شـأنـاً وشَـرّفه قَـدرا
فأصبـح نَهبـاً للمغـاويـر بعدهم ... ومنه بنات المصطفى أُبرزت حَسرى
يُقنّعها بالسوط شمرٌ فـإن شكَت ... يؤنّبهـا زَجـرٌ ويوسِعُهـا زَجرا
نـوائـح إلا أنّـهـنّ ثـواكــلٌ ... عـواطـش إلا أنّ أعينهـا عَبـرى
يَصـون بيُمنـاها الحَيا ماء وَجهها  ... ويَستُرهـا إن أعوزَ السِتـر باليُسرى
وقُل لسـرايـا شيبة الحمد ما لكم ... قعدتم وقـد سـاروا بِنسـوتكم أسرى
وأعظمُ ما يُشجـي الغَيور دخولها    ... إلـى مجلس مـا بارح اللهو والخَمرا
يُقـارعهـا فيـه يـزيـد مَسَبّـةً ... ويَصـرفُ عنها وجهه مُعرِضاً كِبرا
ويَقـرَعُ ثَغـرَ السبـط شُلّت يمينه ... فأعظـم به قَرعـاً وأعظِـم به ثَغراً
أينكُـتُ ثَغراً طَيّـبَ الدهـر ذِكرَه ... وما بـارَح التسبيـح والحمد والشُكرا

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.