المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

ضرورة التدبر في القرآن ومعرفة تفسيره
2023-06-21
نبات البنفسج الأفريقي
2024-07-17
الاستعاذة
2024-07-07
الكون الممتد
7-5-2017
Divisor
26-6-2020
Quantum Confinement
28-2-2016


الشروط التي تثقل كاهل الشباب  
  
3489   01:13 مساءً   التاريخ: 16-11-2017
المؤلف : سماحة آية اللّه العظمى مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : المشاكل الجنسية للشباب
الجزء والصفحة : ص38- 43
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-10-2017 2847
التاريخ: 21-4-2022 2145
التاريخ: 2024-05-28 783
التاريخ: 2023-04-06 1287

...قد مضت مدّة طويلة على وقت زواجنا الطبيعي ولكن كيف نستطيع الزواج مع أننا ما زلنا لا نملك منزلا، وليست لدينا سيارة، ولم نحصل على شغل ذي دخل، ولم ندخر بعد النقود التي تفي بنفقات الزواج الباهضة وبهدايا العروس الثمينة.

لم نحصل بعد على مكان لائق ومناسب لإقامة احتفالات الزواج و... و... .

(نحن كيف نوافق على زواج ابنتنا مع العلم أنه لم يأت لحد الآن شاب، لائق، أنيق، ذو مرتب كاف وشغل محترم، صاحب منزل، ومن أُسرة معروفة... و... لطلب يدها، فكل من خطبها كان يفقد واحداً أو اثنين من هذه الشروط ؟!

أضف إلى ذلك فإننا لم نعدّ جهاز العرس ولا زالت بعض الأدوات المنزلية مثل السجاد والأرائك، والثلاجة والغسّالة، وأواني الطعام المختلفة، وماكنة الخياطة وغيرها غير مُهيأة!

وطبيعي أن نتيجة الإقدام على زواج ابنتنا مع هذا الوضع سوف لا تكون سوى الفشل والندامة!...

ماذا نعمل، فشروط المجتمع الصعبة لا تسمح لنا إلاّ بمثل هذا).

هذه هي مشاكل - أو بعبارة اصح أعذار بني إسرائيل - بعض من الشباب -الأولاد والبنات - والآباء والاُمّهات في موضوع عدم الإقدام على هذا الأمر الحيوي وهو الزواج.

يقول أحد العلماء: (الحياة قسمان لا أكثر، ينقضي القسم الأوّل بأمل القسم الثاني، وينقضي القسم الثاني حسرة على القسم الأوّل).

وإذا استعملنا كلمة (حلم) بدل كلمة (أمل) ربّما كانت العبارة أفضل، فنقول: ينقضي القسم الأوّل في حلم القسم الثاني وينقضي القسم الثاني في الحسرة على القسم الأوّل، والنموذج الواضح لهذا القول هو مسألة الزواج لكثير من شبابنا الحاضر، حيث يتلفون نصف عمرهم الأوّل في التفتيش والبحث عن زوجة أنيقة عصرية، ويتلفون النصف الثاني في الحسرة على عدم التصرّف الصحيح في النصف الأوّل.

وعلى كل حال يجب أن يُقال للآباء والاُمّهات والشباب بأنّكم أنتم قيّدتم أنفسكم بهذه القيود والشروط غير الصحيحة، أنتم أنفسكم صنعتم مفهوماً خيالياً أجوفاً لموضوع الزواج، وضيّعتم السعادة والرفاه الحقيقي، لأجل الوصول إلى سعادة ورفاه خيالي.

ثقوا بأنّ هذه الحدود والخطوط التي رسمتموها لنيل السعادة سوف لا تنفعكم ولا تسعدكم أبداً، وكل التجارب والإمتحانات أثبتت هذه الحقيقة.

الغيرة، التقاليد العمياء، الأحلام الكاذبة، التأكيد على الاُمور التافهة والسراب المزيّف، نعم هذه هي السلاسل التي قيدتكم ومنعتكم من إنجاز أهم عمل بالنسبة إلى الشباب.

أنتم مدعوون أيّها الشباب وأيها الآباء والاُمهات للتعبير عن عزمكم وإرادتكم في تحطيم هذه القيود والأغلال والأصنام التي تزينها لكم التقاليد البالية، لتروا مدى السعادة والرفاه الذي سينتظركم.

أي شخص توفّرت له وسائل الحياة كاملة أول شبابه حتى تتوقعون ذلك لأنفسكم، أليست غالبية الأفراد الذين ترونهم قد شرعوا من الصفر؟

نعم لعل الأمر كذلك بالنسبة لأولئك الذين يتوارثون الثراء أب عن جد ويحصلون مجاناً على الأموال، إلاّ أنهم غالباً ما يفقدونها بالهيّن لأنّهم لم يتعبوا في الحصول عليها، يسرِّوا أعمالكم واغتنموا فرصة الزواج بمجرد توفر شروطه البسيطة المتواضعة. بعقيدتنا أنّ الزواج البسيط الخالي من الرسوم والتزيين يتلاءم مع مواصلة الدراسة إذا أدرك الطرفان معناه الصحيح إدراكاً واقعياً وأدركا أيضاً بأنّ وجود كلّ شيء يكون تدريجياً وأن المعيشة تتحسّن تدريجياً، وأنّ متطلبات الإنسان يجب أن تكون في حدود الإمكان.

لعلّ الشباب الذين يفتشون في متاهات مضلّة عن هذه الأحلام والخيالات، نسوا ما في رابطة الزواج من أصالة وواقعية ألا وهي إدراك المفهوم الصحيح للمعيشة، ووجود إنسانين يعي أحدهما الآخر.

من المُسلّم أنه إذا توفّر مثل هذين الإنسانين فليس هناك أي تأثير للآخرين وإذا لم يتوفر مثلهما فالباقون لا يستطيعون أن يخلقوا السعادة أبداً ولهذا السبب نجد أنّ شرائع ديننا البنّاءة لا تشترط في الزواج الصحيح غير وجود إنسانين (زوجين) عاقلين يرغبان في الحياة الزوجية المشتركة. ولكن انظروا كيف تعقدت هذه المسألة؟!

إنّ الحياة البسيطة لطلاّب العلوم الدينية مسألة جديرة بالملاحظة ومن الممكن أن تكون نموذجاً عملياً واضحاً لسائر الشباب.

انّ 99% من طلاّب العلوم الدينية يبدأون حياتهم الزوجية خلال مدّة الدراسة، وبواسطة المرتب البسيط الذي يتقاضون من بيت مال الحوزة العلمية يديرون شؤونهم المعاشية - مدّة دراستهم - مع كمال العفّة والبساطة متجنبين بذلك عواقب العزوبة الوخيمة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.