المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



خاتمة المطاف  
  
3539   05:29 مساءً   التاريخ: 7-11-2017
المؤلف : عباس محمود العقاد .
الكتاب أو المصدر : ابراهيم ابو الانبياء
الجزء والصفحة : ص194-196.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

وينتهي المطاف بقصة الخليل إلى العصر الحاضر.
وينتهي إلى العالم الحديث وفيه ألف مليون إنسان، يقرءون قصتهم وقصة آبائهم وأجدادهم في العقيدة الإلهية حين يقرءون قصة الخليل. 
ومن مبدئها كان مبدؤهم في الإيمان بالوحدانية.
ومن مبدئها وهي تمتزج بكل ما استطاع آباؤهم وأجدادهم أن يمزجوها به من صوابهم وخطئهم، ومن علمهم وجهلهم، وصدقهم ووهمهم، ومن أفكارهم وأساطيرهم، ومن كل ما يفقهون وما لا يفقهون تراث ضخم غاية في الضخامة.
فكيف انتهى به المطاف بعد أربعة آلاف سنة، أو دون ذلك، أو فوق ذلك بقليل؟
كيف توزن كفتاه: كفةُ الصواب والعلم والصدق والإنكار، وكفة الخطأ والجهل والوهم والأساطير؟
إنها النفس البشرية بما لها من قوام صالح وغير صالح.
وإنها لن تنفصل شطرين يوضع أحدهما في كفة، ويوضع الآخر في كفة تقابلها.
بل خذها جملة أو انبذها جملة، ووازن بين العنم والخسارة في الحالتين.
ومن يفطن لما حوله يفطن لهذا الشأن في كل عقيدة عظيمة، وكل فكرة عظيمة، وكل فاتحة عظيمة تتلوها الخواتيم عل قدرها من العظمة.
فالنوع البشري لم يشرب قط فكرة عظيمة مع جرعة ماء، ولم يستكمل عقيدة عظيمة بين ليلة وصباح.
وندع الغيب وعلوم الأبد وننظر إلى الدنيا المشهودة ومادتها التي تتناولها الأيدي كل يوم.
فمن اقدم القدم نظر الإنسان في بنية المادة، ثم انقضى عشرون الف سنة يصيب فيها ويخطئ ولما يدرك خصائص الذرة جميعا، ولما يفقه من خصائصها التي عرفها سرا لها وراء القشور.
وندع الزمن وتياراته الخفية وننظر إلى المكان وتياراته التي تقاس وتكال.
يهبط ماء النيل ماء طهورا من السماء، ويخرق الثرى فيأخذ من كل ما فيه من تراب وأذى، ومن صفاء وكدر، ويستفاد من الخليط كما يستفاد من الصفاء. 
وهكذا كل ما يعبر طبيعة الإنسان وطبيعة الأرض، وطبيعة الدنيا وما فيها من أتربة الزمان وأتربة المكان.
تقبلها جملة أو ترفضها جملة، وتوازن بين الغنم والخسارة في الحالتين.
وازعم - إن شئت - أنه غنم أنت مخدوع فيه، ولكن تزعم أيضا أنك مخدوع في حب حياتك، فليست هي أفضل حياة، مخدوع في حب نسلك، فليس هو أولى بالبقاء في جميع الأحياء ... مخدوع في هذه الألوان والأصوات، فليست هي ألونا ولا أصواتا، ولكنها هزات في الفضاء أو هزات في الهواء، وأنت مع هذا لا تعرف شيئا ما لم تعرفها بهذه الأسماء.
ولقد مرت بنا في أبواب هذه الرسالة أخلاط من طبائع الملايين يمزجون بها عقائد الروح، وأقداس الضمير، ولا ينفصل المزيج من المزيج في روح ولا ضمير.
من يقبلها جملة يبقى له تاريخ الإنسان كما كان، وكما هو الآن، ومن يرفضها جملة ماذا يبقى لديه؟
إن عليه أن يذكر ماذا يرفض ليذكر ماذا يبقى.
إنه لا يرفض الدنيا بتواريخ الدول والحضارات وكفى.
إنه ليرفض هذه ويرفض معها كل بارقة أمل، وكل نفحة عزاء، وكل هاجسة سر، وكل ركن من أركان الثقة والعزيمة أخذه الإنسان من الدين، وأخذ منه أعمالا وأحلاما، وخلائق وأطوارا، وبواعث وأفكارا لا تحصيها الأوراق كما تحصي تواريخ الدول والحضارات.
ولا يزال في جوانب الأرض من يعبد الحجر.
ولا يزال في جوانب الأرض من يقدح النار من الحجر.
ولا غضاضة من هذا وذاك على ودائع الكهرباء في الكون، ولا على عقيدة التوحيد في أعلي مراتب التنزيه.
وإن في العالم اليوم لمن يعيش فيه وكأنه لم يولد فيه إنسان يسمى إبراهيم، وربما بقي في العالم شبيه هذا الرجل بعد ألف سنة.
بل ربما كان هذا الرجل خيراً من ألوف يضلون بالنبوءات والأنبياء حيث يهتدي المهتدون.
ولكنهم يسقطون من الحساب.
ويذكر في الحساب ألوف الملايين في مائة جيل يقرءون قصة ضمائرهم حين يقرءون قصة إنسان واحد مضى ولم يمضِ لسبيله، بل مضى على سبيله دعاة وهداة، ولا يزالون ماضين وحاضرين.
أليس هذا الإنسان حبيب الإنسان؟ 
أليس هذا الإنسان حبيب الرحمن؟

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.