المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

The Single-Strand Annealing Mechanism Functions at Some Double-Strand Breaks
14-4-2021
صدق النيّة.
2023-12-15
علاقة العلم بالأخلاق
2024-09-22
المنزل ووظيفته التربوية
23-10-2019
الكثافة DENSITY D
2023-07-11
الإمام العسكري ( عليه السّلام ) قيادة العلماء الأمناء على حلاله وحرامه
2023-05-17


معركة اُحد والظواهر الجديدة  
  
3257   04:21 مساءً   التاريخ: 7-11-2017
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص54-57.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كانت الشجاعة الفردية في احد عاملاً من عوامل قلب التوازن العسكري مرتين :
الاولى: عندما قتل علي (عليه السلام) اصحاب الرايات من بني عبد الدار من قريش، فانهزم جيش قريش من المشركين المقدّر بثلاثة آلاف رجل ومائتي فرس، يولون الدبر مع ظعائنهم، فحولّت بطولة علي (عليه السلام) القلّة والضعف الظاهري في جيش المسلمين المقدّر بسبعمائة رجل وفرسين، الى نصر مؤزر.
الثانية: عندما عصى الرُماة أوامر رسول الله (صلى الله عليه واله)، وانقضّ خالد بن الوليد على عبد الله بن جُبير وجماعته القليلة، فاتى على المسلمين من ادبارهم، هنا بالذات قامت شجاعة علي (عليه السلام) الفردية البطولية بإيقاف تداعيات تلك الهزيمة من تحقيق اهدافها، وهو المنع من قتل رسول الله (صلى الله عليه واله) من قبل المشركين على أقل التقادير، فكلما كان (صلى الله عليه واله) يشير على علي (عليه السلام): اكفني هؤلاء الذين قصدوا قصدي، كان علي (عليه السلام) يحمل عليهم ويكشفهم(1) وبذلك حفظ الامام (عليه السلام) الرسالة الالهية عن طريق حفظ قائدها (صلى الله عليه واله) من الاذى الذي كان يطمح ان ينـزله المشركون به.
ولذلك خاطبه نبي الرحمة (صلى الله عليه واله): يا ابا الحسن، لو وضع ايمان الخلائق واعمالهم في كفة ميزان ووضع عملك يوم اُحد على كفة اخرى لرجح عملك على جميع ما عمل الخلائق وان الله باهى بك يوم اُحد ملائكته المقرّبين...(2) .
وشخصت معركة اُحد ظواهر جديدة في المعارك وهي:
1 _ اخراج النساء مع المشركين على الهوادج -الظعن- التماس الحفيظة وعدم الفرار، وكن خمس عشرة امرأة منهن هند آكلة الاكباد، وتلك الظاهرة تدلّ على ان هزيمة المشركين كانت قضية محتملة جداً في تفكيرهم، خصوصاً وانهم كانوا يحتملون بصورة قوية تواجد علي (عليه السلام) على ساحة المعركة مقاتلاً عملاقاً.
2 _ أهم ظاهرة في معركة اُحد كانت معصية الرُماة لأوامر رسول الله (صلى الله عليه واله)، في وقت كان المفترض بهم طاعة قائدهم (صلى الله عليه واله)، خصوصاً وانهم كانوا موظفين لحماية ثغر جيش المسلمين على جبل اُحد، وكانت تلك ظاهرة فريدة في ابعادها؛ لأن معصية بذاك الحجم لم تحصل في أي معركة من معارك الاسلام، اذا استثنينا الفرار من المعركة في حنين، وهذا دليل على سطحية ايمان بعض الناس بالقتال فضلاً عن عدم ادراكهم لمعاني التضحية ودورها الحاسم في نصرة الدين.
3 _ اذا كان خللاً من هذا الحجم قد أوقع تلك الخسارة بالمسلمين، فما بالك لو كانت شخصية فريدة كشخصية علي (عليه السلام) غائبة عن الساحة العسكرية، فكيف كان حجم الخسارة؟ لا شك ان وجود بطل الابطال (عليه السلام) في الميدان منافحاً عن رسول الله (صلى الله عليه واله) ومدافعاً عن الدين الحنيف ومقاتلاً المشركين كان قد جنّب الاسلام حجماً عظيماً من الخسارة في وقت انهزم فيه المقاتلون عن ساحة المعركة، وقد أمر الله تعالى بحرمة الفرار وقت الزحف، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} [الأنفال: 15] ولكنّهم فروا على أية حال، ولم يثبت مع رسول الله (صلى الله عليه واله) الا علي (عليه السلام) والقلة القليلة من المؤمنين.

 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - تأريخ الطبري، ج 2، ص 501 - 514.
2 - ينابيع المودة : القندوزي باسناده عن علي بن الحسين، الباب الثالث عشر، ص 64.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.