أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-01-2015
3526
التاريخ: 2023-12-03
1151
التاريخ: 30-01-2015
4626
التاريخ: 1-5-2016
4094
|
كانت الشجاعة الفردية في احد عاملاً من عوامل قلب التوازن العسكري مرتين :
الاولى: عندما قتل علي (عليه السلام) اصحاب الرايات من بني عبد الدار من قريش، فانهزم جيش قريش من المشركين المقدّر بثلاثة آلاف رجل ومائتي فرس، يولون الدبر مع ظعائنهم، فحولّت بطولة علي (عليه السلام) القلّة والضعف الظاهري في جيش المسلمين المقدّر بسبعمائة رجل وفرسين، الى نصر مؤزر.
الثانية: عندما عصى الرُماة أوامر رسول الله (صلى الله عليه واله)، وانقضّ خالد بن الوليد على عبد الله بن جُبير وجماعته القليلة، فاتى على المسلمين من ادبارهم، هنا بالذات قامت شجاعة علي (عليه السلام) الفردية البطولية بإيقاف تداعيات تلك الهزيمة من تحقيق اهدافها، وهو المنع من قتل رسول الله (صلى الله عليه واله) من قبل المشركين على أقل التقادير، فكلما كان (صلى الله عليه واله) يشير على علي (عليه السلام): اكفني هؤلاء الذين قصدوا قصدي، كان علي (عليه السلام) يحمل عليهم ويكشفهم(1) وبذلك حفظ الامام (عليه السلام) الرسالة الالهية عن طريق حفظ قائدها (صلى الله عليه واله) من الاذى الذي كان يطمح ان ينـزله المشركون به.
ولذلك خاطبه نبي الرحمة (صلى الله عليه واله): يا ابا الحسن، لو وضع ايمان الخلائق واعمالهم في كفة ميزان ووضع عملك يوم اُحد على كفة اخرى لرجح عملك على جميع ما عمل الخلائق وان الله باهى بك يوم اُحد ملائكته المقرّبين...(2) .
وشخصت معركة اُحد ظواهر جديدة في المعارك وهي:
1 _ اخراج النساء مع المشركين على الهوادج -الظعن- التماس الحفيظة وعدم الفرار، وكن خمس عشرة امرأة منهن هند آكلة الاكباد، وتلك الظاهرة تدلّ على ان هزيمة المشركين كانت قضية محتملة جداً في تفكيرهم، خصوصاً وانهم كانوا يحتملون بصورة قوية تواجد علي (عليه السلام) على ساحة المعركة مقاتلاً عملاقاً.
2 _ أهم ظاهرة في معركة اُحد كانت معصية الرُماة لأوامر رسول الله (صلى الله عليه واله)، في وقت كان المفترض بهم طاعة قائدهم (صلى الله عليه واله)، خصوصاً وانهم كانوا موظفين لحماية ثغر جيش المسلمين على جبل اُحد، وكانت تلك ظاهرة فريدة في ابعادها؛ لأن معصية بذاك الحجم لم تحصل في أي معركة من معارك الاسلام، اذا استثنينا الفرار من المعركة في حنين، وهذا دليل على سطحية ايمان بعض الناس بالقتال فضلاً عن عدم ادراكهم لمعاني التضحية ودورها الحاسم في نصرة الدين.
3 _ اذا كان خللاً من هذا الحجم قد أوقع تلك الخسارة بالمسلمين، فما بالك لو كانت شخصية فريدة كشخصية علي (عليه السلام) غائبة عن الساحة العسكرية، فكيف كان حجم الخسارة؟ لا شك ان وجود بطل الابطال (عليه السلام) في الميدان منافحاً عن رسول الله (صلى الله عليه واله) ومدافعاً عن الدين الحنيف ومقاتلاً المشركين كان قد جنّب الاسلام حجماً عظيماً من الخسارة في وقت انهزم فيه المقاتلون عن ساحة المعركة، وقد أمر الله تعالى بحرمة الفرار وقت الزحف، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} [الأنفال: 15] ولكنّهم فروا على أية حال، ولم يثبت مع رسول الله (صلى الله عليه واله) الا علي (عليه السلام) والقلة القليلة من المؤمنين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - تأريخ الطبري، ج 2، ص 501 - 514.
2 - ينابيع المودة : القندوزي باسناده عن علي بن الحسين، الباب الثالث عشر، ص 64.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|