أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
![]()
التاريخ: 29-01-2015
![]()
التاريخ: 7-11-2017
![]()
التاريخ: 27-10-2015
![]() |
ليس شيء أوحى من القول بأن السبب في خروج عائشة هو المطالبة بدم عثمان فانها هي التي حفزت المسلمين إلى الاجهاز عليه ودعتهم إلى الاطاحة بحكمه يقول شوقي :
أثار عثمان الذي شجاها أم غصة لم ينتزع شجاها
ذلك فتق لم يكن بالبال كيد النساء موهن الجبال
نعم تذرعت بدم عثمان واتخذته وسيلة إلى اعلان العصيان والتمرد وإلى اغراء السذج والبسطاء فزجت بهم فى الحرب التي أثارتها ضد أمير المؤمنين وأخي رسول الله (صلى الله عليه واله) وباب مدينة علمه.
إن دم عثمان لا يصلح باي حال ان يكون من بواعث ثورتها على النظام القائم وانما بواعث ذلك ما يلي :
1 ـ إن نفسها كانت مترعة بالبغض والكراهية للامام ولزوجته سيدة النساء وأولادهما وسبب ذلك انها رأت اتجاه النبي واقباله عليهم وانه قد خصهم بمزيد الحب والعطف على نحو لم يشاركهم فيه أحد ولم تحض عائشة بقليل ولا بكثير من تلك الرعاية وذلك الحنان بل كان يعاملها معاملة عادية بل ويزدري بها فى كثير من الاحيان فقد وقف خطيبا على منبره فأشار إلى مسكنها قائلا : هاهنا الفتنة هاهنا الفتنة هاهنا الفتنة حيث يطلع قرن الشيطان وقد هددها غير مرة بالطلاق نظرا لما كان يعانيه منها فقد قالت له مرة فى كلام غضبت عنده أنت الذي تزعم أنك نبي وكان اذا صلى تمد رجلها في قبلته ثم لا ترفعها عن سجوده حتى يغمزها فاذا غمزها رفعتها حتى يقوم فتمدها ثانية لقد رأت عائشة اقبال النبي على فاطمة وعلى زوجها واعراضه عنها الأمر الذي اثار كوامن الحقد في نفسها وقد جابهت رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك فقد استأذن أبو بكر على رسول الله فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول له : والله لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي ومنى مرتين أو ثلاثا وليس شيء يثير عواطف المرأة ويترك العقد النفسية فيها مثل ما ترى أحدا أثيرا عند زوجها ومقدما عليها في الحنان والحب وزاد في تأثرها وانفعالها انها حرمت الولد من النبي كما حرم من غيرها وقد تبنى ابناء ابنته الوحيدة فاقام لهم في نفسه اعمق الحب والاخلاص وقد ترك ذلك كوامن الحسد فى نفسها من الامام وزوجته وقد بذلت جميع طاقاتها في مقابلة أمير المؤمنين وصرف الخلافة عنه فقد رشحت أباها للصلاة فى مرض رسول الله لئلا يصلي بالمسلمين الامام وبعد وفاة النبي كان لها ضلع كبير في ترشيح ابيها للخلافة وحرمان الامام منها وبلغ من عظيم حقدها ان بضعة النبي لما توفيت جئن نساؤه الى بني هاشم في العزاء الا هي ونقل عنها كلام يدل على سرورها وفرحها , ولما آل الأمر إلى الامام انهارت جميع قواها واندفعت إلى مقاومته وإلى اعلان الثورة على حكومته وقد وصف (عليه السلام) مدى ضغنها وحقدها عليه بقوله : أما فلانة فقد أدركها ضعف رأي النساء وضعن غلا في صدرها كمرجل القين ولو دعيت لتنال من غيرى ما أتت إلى ما تفعل .
ان من أقوى العوامل التي دفعتها إلى مقاومة الامام هي الاحقاد والضغائن التي تكنها في نفسها حتى انها لم تستطع إلى كبتها واخفائها وقد ابدت بالغ المسرات والأفراح حينما بلغها مقتله وقد تناسب أنه أخو النبي ووليه وانه منه بمنزلة هارون من موسى واعرضت عما قال فيه : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله .
لقد سمعت ذلك ووعته ولم يخف عليها شيء مما أثر عن النبي فيه وفي أبنائه.
2 ـ ومن بواعث ثورتها انها كانت تتوقع أن ترجع الخلافة إلى تيم ويتقلدها ابن عمها طلحة كما يرى ذلك العقاد وكانت تدعو له وتشيد به ولما بلغها مقتل عثمان وهي في مكة بادرت قائلة : إن أحق الناس بهذا الأمر ذو الأصبع يعنى طلحة ثم اقبلت مسرعة إلى المدينة وهي لا تشك أنه هو صاحب الأمر وكانت تقول : بعدا لنعثل وسحقا إيه ذا الأصبع إيه أبا شبل إيه ابن عم لله أبوك أما انهم وجدوا طلحة لها كفؤا لكأني أنظر إلى إصبعه حثو الابل , وهي بذلك كانت مدفوعة بدافع العصبية القبلية فلم تنظر لصالح الأمة فقد أرادت أن تعيد المجد ثانيا لأسرتها وأن تبسط نفوذها وتستأثر بالأموال وذلك لا يتحقق الا بأن ترجع الخلافة إلى تيم .
3 ـ ويرى الاستاذ العلائلى ان السبب في خروجها من اجل الحزبية السائدة فى ذلك العصر يقول : والتاريخ لا يحدثنا لما ذا خرجت على علي ولم تر بعد من سياسته شيئا ما ودعوى انها خرجت طلبا بدم عثمان توهيم لأنها لم تكن جاهلة بالشريعة التي تقضي بترك الأمر إلى الحاكم المركزي فان لم يكن فلولي القتيل وليست من اوليائه ؛ إذن فلم نخرج عائشة طلبا بدم عثمان بل لشيء آخر وهو ما لم يذكره التأريخ بصراحة والذي يستقيم عندي في هذا الأمر ان الحزبية بلغ من نفوذها مبلغا عظيما حتى عدت إلى زوجات النبي فكانت أم سلمة من حزب المحافظين أي حزب علي وعائشة من حزب طلحة والزبير وكانتا كذلك في عهد النبي فقد كانت أم سلمة زعيمة طائفة من نسائه وعائشة زعيمة طائفة أخرى ولا ريب في أن هذه الحزبية ولدت في نفسيهما حزازة تأريخية اتصلت بمسلكيهما العام .
هذه بعض البواعث التي حفزتها على الخروج على حكومة الامام وقد فتحت بذلك باب التمرد والعصيان ومهدت السيل للقوى المنحرفة عن الحق أن تتكتل وتجتمع على حرب ابن أبي طالب فتغرق البلاد في المآسي والدموع وتجر للأمة الويلات والخطوب .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقدم دعوة إلى كلية مزايا الجامعة للمشاركة في حفل التخرج المركزي الخامس
|
|
|