أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2021
4286
التاريخ: 8-11-2017
16262
التاريخ: 7-11-2017
4196
التاريخ: 14-6-2021
7328
|
قال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام : 93 ، 94].
قال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام : 93] .
لما تقدم ذكر نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنزال الكتاب عليه ، عقبه سبحانه بذكر تهجين الكفار الذين كذبوه ، أو ادعوا أنهم يأتون بمثل ما أتى به ، فقال : {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا} هذا استفهام في معنى الانكار أي : لا أحد أظلم ممن كذب على الله ، فادعى أنه نبي ، وليس بنبي {أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء} أي : يدعي الوحي ، ولا يأتيه ، ولا يجوز في حكمة الله سبحانه أن يبعث كذابا ، وهذا وإن كان داخلا في الافتراء ، فإنما أفرد بالذكر تعظيما .
{ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله} قال الزجاج : هذا جواب لقولهم : {لو نشاء لقلنا مثل هذا} فادعوا ، ثم لم يفعلوا ، وبذلوا النفوس والأموال ، واستعملوا سائر الحيل في إطفاء نور الله ، وأبى الله ألا إن يتم نوره .
وقيل : المراد به عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، أملى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم : {ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين} إلى قوله {ثم أنشأناه خلقا آخر} فجرى على لسان ابن أبي سرح {فتبارك الله أحسن الخالقين} فأملاه عليه ، وقال : هكذا أنزل ، فارتد عدو الله وقال : لئن كان محمد صادقا ، فلقد أوحي إلي كما أوحي إليه ، ولئن كان كاذبا ، فلقد قلت كما قال ، وارتد عن الاسلام ، وهدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دمه . فلما كان يوم الفتح جاء به عثمان وقد أخذ بيده ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد ، فقال : يا رسول الله! أعف عنه . فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ثم أعاد ، فسكت . ثم أعاد فسكت . فقال : هو لك ، فلما مر قال رسول الله لأصحابه : ألم أقل من رآه فليقتله؟! فقال عباد بن بشر : كانت عيني إليك يا رسول الله أن تشير إلي فأقتله . فقال صلى الله عليه وآله وسلم : الأنبياء لا يقتلون بالإشارة .
ثم أخبر سبحانه عن حال هؤلاء فقال {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت} أي : في شدائد الموت عند النزع . وقيل : في أشد العذاب في النار {والملائكة} الذين يقبضون الأرواح . وقيل : يريد ملائكة العذاب {باسطو أيديهم} لقبض أرواحهم . وقيل : يبسطون إليهم أيديهم بالعذاب ، يضربون وجوههم ، وأدبارهم .
{أخرجوا أنفسكم} أي . يقولون أخرجوا أنفسكم من سكرات الموت إن استطعتم ، وصدقتم فيما قلتم ، وادعيتم . وقيل : أخرجوا أنفسكم من أجسادكم عند معاينة الموت ، إرهاقا لهم وتغليظا عليهم ، وإن كان اخراجها من فعل غيرهم ، وقيل على التأويل الأول يقولون لهم يوم القيامة : أخرجوا أنفسكم من عذاب النار ، إن استطعتم أي : خلصوها منه . {اليوم تجزون عذاب الهون} أي : عذابا تلقون فيه الهوان {بما كنتم تقولون على الله غير الحق} أي : في الدنيا {وكنتم عن آياته تستكبرون} أي : تأنفون من اتباع آياته .
- {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام : 94] .
ثم بين سبحانه تمام ما يقال لهم على سبيل التوبيخ ، فقال : {ولقد جئتمونا} قيل . هذا من كلام الله تعالى ، يخاطب به عباده ، إما عند الموت ، أو عند البعث ، وقيل : هو من كلام الملائكة يؤدونه عن الله إلى الذين يقبضون أرواحهم {فرادى} أي : وحدانا لا مال لكم ، ولا خول ، ولا ولد ، ولا حشم ، عن الجبائي . وقيل : واحدا واحدا على حدة ، عن الحسن " وقيل : كل واحد منهم منفردا من شريكة في الغي ، وشقيقه ، عن الزجاج {كما خلقناكم أول مرة} أي :
كما خلقناكم في بطون أمهاتكم ، فلا ناصر لكم " ولا معين ، عن الجبائي .
وقيل : معناه ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " تحشرون حفاة عراة غرلا} والغرل . هم القلف (2) " وروي أن عائشة قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين سمعت ذلك : وا سوأتاه أينظر بعضهم إلى سوأة بعض من الرجال والنساء؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم :
{لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ، ويشغل بعضهم عن بعض} .
وقال الزجاج : معناه كما بدأناكم أول مرة ، أي : يكون بعثكم كخلقكم {وتركتم ما خولناكم} معناه : ملكناكم في الدنيا مما كنتم تتباهون به من الأموال {وراء ظهوركم} أي . خلف ظهوركم في الدنيا ، والمراد تركتم الأموال ، وحملتم من الذنوب الأحمال ، واستمتع غيركم بما خلفتم ، وحوسبتم عليه ، فيا لها من حسرة {وما نرى معكم شفعاءكم} أي . ليس معكم من كنتم تزعمون أنهم يشفعون لكم عند الله ، يوم القيامة ، وهي الأصنام {الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء} معناه زعمتم أنهم شركاؤنا فيكم ، وشفعاؤكم ، يريد : وما نفعكم عبادة الأوثان التي كنتم تقولون إنها فيكم شركاء وإنها تشفع لكم عند الله تعالى . وهذا عام في كل من عبد غير الله ، واعتمد غيره يرجو خيره ، ويخاف ضيره ، في مخالفة الله تعالى {لقد تقطع بينكم} أي : وصلكم وجمعكم . ومن قرأ بالنصب ، فمعناه لقد تقطع الأمر بينكم ، أو تقطع وصلكم بينكم .
{وضل عنكم ما كنتم تزعمون} أي : ضاع وتلاشى ، ولا تدرون أين ذهب من جعلتم شفعاءكم من آلهتكم ، ولم تنفعكم عبادتها . وقيل : معناه ما تزعمون من عدم البعث والجزاء .
قد حث الله سبحانه في هذه الآية على اقتناء الطاعات التي بها ينال الفوز ، وتدرك النجاة ، دون اقتناء المال الذي لا شك في تركه ، وعدم الانتفاع به بعد الممات .
______________________________
1 . تفسير مجمع البيان ، ج4 ، ص 112-116 .
2 . القلف جمع الأقلف : من لم يختن .
{ ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً } . وافتراء الكذب على اللَّه أن يختلق عليه تعالى أشياء لا مصدر لها من كتاب اللَّه ، أو سنة نبيه ، أو من العقل البديهي ، ويكون ذلك بأمور : منها أن يحلل ما حرم اللَّه ، أو يحرم ما أحل ، ومنها أن يصف اللَّه - متعمدا - بما ليس فيه ، أو يجعل له شركاء وأندادا ، وبنين وبنات ، ومنها أن يدعي النبوة وما هو بنبي ، واليه أشار سبحانه بقوله :
{ أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ ولَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ } وهذه الجملة معطوفة على قوله تعالى :
{ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً } وهي من باب عطف الخاص على العام ، ومثلها قوله سبحانه : { ومَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ } . أي ان هذا اللعين يدعي القدرة على تأليف كتاب يضاهي القرآن في عظمته ، وقيل : هو عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح ، وقال آخر : بل هو النضر بن الحارث .
والخلاصة ان كل من نسب إلى اللَّه شيئا ، دون أن يستند إلى قوله اللَّه والرسول ، أو بديهة العقل فهو مفتر كذاب يستحق التوبيخ والعذاب .
{ ولَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ والْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ } . غمرات الموت سكراته وآلامه ، واختلف المفسرون في المراد ببسط أيدي الملائكة : هل المراد به مدها حقيقة إلى الإنسان حين الاحتضار ، أو هو لمجرد التمثيل والكناية عن أهوال الموت ؟ ونحن لا نرى مبررا لهذا النزاع ، لأن العقل لا ينفي وجود الملائكة ، ولا أن يكون لهم أيد يبسطونها ، وألسنة يتكلمون بها ، وقد ورد الوحي بذلك فيجب التصديق . وهذا الأصل يعتمد عليه جميع علماء المسلمين في اثبات العقيدة والشريعة .
{ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } . هذا كله من كلام الملائكة يخاطبون به المفترين ساعة فراقهم لهذه الحياة ، وهو تأنيب وتوبيخ على افترائهم وتنكرهم للحق . .
وفي الحديث : من مات فقد قامت قيامته . ومن هنا قال بعض العارفين : ان للإنسان قيامتين : صغرى ، وهي الموت ، وكبرى ، وهي البعث . وتوبيخ الملائكة لمن افترى على اللَّه كذبا عند القيامة الصغرى إنذار له بما سيلاقيه من الأهوال في القيامة الكبرى . قال الإمام علي ( عليه السلام ) : الموت للمؤمن كنزع ثياب وسخة ، وفك قيود وأغلال إلى أفخر الثياب ، وآنس المنازل ، وهو للكافر كخلع ثياب فاخرة إلى أوسخها وأخشنها ، ومن المنازل الأنيسة إلى أوحشها وأعظم العذاب .
{ ولَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } . جئتمونا بصيغة الماضي ، ومعناها المستقبل ، أي تجيئوننا ، والمعنى ان الإنسان يلقى ربه غدا كما خرج من بطن أمه ، لا يحمل معه شيئا . . ويا حبذا لو دخل في جوف الأرض كما خرج منها ، لا له ولا عليه . . انه خرج منها ، لا سائلا ولا مسؤولا ، ويعود إليها مسؤولا عما قدمت يداه ، ولكن السائل ، والحمد للَّه ، عادل لا يظلم أحدا ، ويعامل كل واحد بما عامل الناس في حياته الأولى ان خيرا فخير ، وان شرا فشرّ .
واختلف القائلون بالحشر : هل يحشر الإنسان بروحه فقط ، أو بروحه وجسمه معا ، وظاهر قوله تعالى : { كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } يدل على الحشر روحا وجسما ، لأنه خلق بهما معا : {كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ} [الأنبياء - 104] .
{وتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ} . يعود الإنسان إلى الأرض تاركا الأهل والأصحاب ، والمال والسلطان . { وما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ } للَّه كالأصنام والكواكب وغيرها مما كنتم تعبدون وتوالون من أهل الفساد والضلال . { لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } ، أي لم تبق لكم أية صلة بشيء من أشياء الدنيا {وضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} من الدعاوى الكاذبة للذين توهمتم انهم شركاء أو شفعاء عنده ، وخاب أملكم بعد أن تكشفت لكم الحقيقة . . والسعيد من فاز برضوان اللَّه ومغفرته .
____________________________
1. تفسير الكاشف ، ج3 ، ص 227-229 .
قوله تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً ـ إلى قوله ـ ما أَنْزَلَ اللهُ} عد الله سبحانه موارد ثلاثة من الظلم هي من أشد مراتبه التي لا يرتاب العقل العادي في شناعتها وفظاعتها ، ولذا أوردها في سياق السؤال .
والغرض من ذلك الدعوة إلى النزول على حكم العقل السليم والأخذ بالنصفة وخفض الجناح لصريح الحق فكأنه يقول : قل لهم : يجب علي وعليكم أن لا نستكبر عن الحق ولا نستعلي على الله تعالى بارتكاب ما هو من أشد الظلم وأشنعه وهو الظلم في جنب الله فكيف يصح لكم أن تفتروا على الله كذبا وتدعوا له شركاء تتخذونها شفعاء ؟ وكيف يسوغ لي أن أدعي النبوة وأقول : أوحي إلي إن كنت لست بنبي يوحى إليه ؟ وكيف يجوز لقائل أن يقول : سأنزل مثل ما أنزل الله ، فيسخر بحكم الله ويستهزئ بآياته ؟ .
ونتيجة هذه الدعوة أن ينقادوا لحكم النبوة فإنهم إذا اجتنبوا الافتراء على الله بالشرك ، وكف القائل {سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ} عن مقاله والنبي صلى الله عليه وآله يصر على الوحي بقيت نبوته بلا معارض .
وافتراء الكذب على الله سبحانه وهو أول المظالم المعدودة وإن كان أعم بالنسبة إلى دعوى الوحي إذا لم يوح إليه وهو ثاني المظالم المعدودة ، ولذا قيل : إن ذكر الثاني بعد الأول من باب ذكر الخاص بعد العام اعتناء بشأن الوحي وإعظاما لأمره ، لكن التأمل في سياق الكلام ووجهه إلى المشركين يعطي أن المراد بالافتراء المذكور هو اتخاذ الشريك لله سبحانه ، وإنما لم يصرح بذلك ليرتفع به غائلة ذكر الخاص بعد العام لأن الغرض في المقام ـ كما تقدم ـ هو الدعوة إلى الأخذ بالنصفة والتجافي عن عصبية الجاهلية فلم يصرح بالمقصود وإنما أبهم إبهاما لئلا يتحرك بذلك عرق العصبية ولا يتنبه داعي النخوة .
فقوله : {مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً} وقوله : {أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ} متباينان من حيث المراد وإن كانا بحسب ظاهر ما يتراءى منهما أعم وأخص .
ويدل على ما ذكرنا ما في ذيل الآية من حديث التهديد بالعذاب والسؤال عن الشركاء والشفعاء .
وأما ما قيل : إن قوله : {أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} نزل في مسيلمة حيث ادعى النبوة فسياق الآيات كما عرفت لا يلائمه بل ظاهره أن المراد به نفسه وإن كان الكلام مع الغض عن ذلك أعم .
على أن سورة الأنعام مكية ودعواه النبوة من الحوادث التي وقعت بعد الهجرة إلا أن هؤلاء يرون أن الآية مدنية غير مكية وسيأتي الكلام في ذلك في البحث الروائي التالي إن شاء الله .
وأما قوله : {وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ} فظاهره أنه حكاية قول واقع ، وأن هناك من قال : سأنزل مثل ما أنزل الله ، وأنه إنما قاله استهزاء بالقرآن الكريم حيث نسبه إلى الله سبحانه بالنزول ثم وعد الناس مثله بالإنزال ، ولم يقل : سأقول مثل ما قاله محمد أو سآتيكم بمثل ما أتاكم به .
ولذا ذكر بعض المفسرين أنه إشارة إلى قول من قال من المشركين : {لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} .
وقال آخرون : إن الآية إشارة إلى قول عبد الله بن سعد بن أبي سرح : إني أنزل مثل ما أنزل الله والآية مدنية ، ومنهم من قال غير ذلك كما سيجيء إن شاء الله في البحث الروائي ، والآية ليست ظاهرة الانطباق على شيء من ذلك فإنها تتضمن الوعد بأمر مستقبل ، وقولهم : لو نشاء لقلنا {إلخ} كلام مشروط وكذا قول عبد الله ـ إن صحت الرواية ـ إخبار عن أمر حالي جار واقع .
وكيف كان فقوله : {وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ} يحكي قولا قاله بعض المشركين من العرب استكبارا على آيات الله ، وإنما كرر فيه الموصول أعني قوله : {مَنْ} ولم يتكرر في قوله : {أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَ} {إلخ} لأن المظالم المعدودة وإن كانت ثلاثة لكنها من نظرة أخرى قسمان فالأول والثاني من الظلم في جنب الله في صورة الخضوع لجانبه والانقياد لأمره ، والثالث من الظلم في صورة الاستعلاء عليه والاستكبار عن آياته .
قوله تعالى : {وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ} إلى آخر الآية ، الغمر أصله ستر الشيء وإزالة أثره ولذا يطلق الغمرة على الماء الكثير الساتر لما تحته ، وعلى الجهل المطبق ، وعلى الشدة التي تحيط بصاحبها والغمرات الشدائد ، ومنه قوله تعالى : {فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ} ، والهون والهوان الذلة .
وبسط اليد معناه واضح غير أن المراد به معنى كنائي ، ويختلف باختلاف الموارد فبسط الغني يده جوده بماله وإحسانه لمن يستحقه ، وبسط الملك يده إدارته أمور مملكته من غير أن يزاحمه مزاحم وبسط المأمور الغليظ الشديد يده على المجرم المأخوذ به هو نكاله وإيذاؤه بضرب وزجر ونحوه .
فبسط الملائكة أيديهم هو شروعهم بتعذيب الظالمين ، وظاهر السياق أن الذي تفعله الملائكة بهؤلاء الظالمين هو الذي يترجم عنه قوله : {أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ} إلخ ، فهذه الجمل محكية عن الملائكة لا من قول الله سبحانه ، والتقدير : يقول الملائكة لهم أخرجوا أنفسكم {إلخ} فهم يعذبونهم بقبض أرواحهم قبضا يذوقون به أليم العذاب وهذا عذابهم حين الموت ولما ينتقلوا من الدنيا إلى ما وراءها ولهم عذاب بعد ذلك ولما تقم عليهم القيامة كما يشير إليه قوله تعالى : {وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون : 100] .
وبذلك يظهر أن المراد باليوم في قوله : {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ} هو يوم الموت الذي يجزون فيه العذاب وهو البرزخ كما ظهر أن المراد بالظالمين هم المرتكبون لبعض المظالم الثلاثة التي عدها الله سبحانه من أشد الظلم أعني افتراء الكذب على الله ، ودعوى النبوة كذبا والاستهزاء بآيات الله .
ويؤيد ذلك ما ذكره الله من أسباب عذابهم من الذنوب وهو قولهم على الله غير الحق كما هو شأن المفتري الكذب على الله بنسبة الشريك إليه أو بنسبة حكم تشريعي أو وحي كاذب إليه ، واستكبارهم عن آيات الله كما هو شأن من كان يقول : {سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ} .
وكذلك قوله : {أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} أمر تكويني لأن الموت والوفاة ليس في قدرة الإنسان كالحياة حتى يؤمر بذلك قال تعالى : {وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا} [النجم : 44] فالأمر تكويني والملائكة من أسبابه ، والكلمة مصوغة صوغ الاستعارة بالكناية والاستعارة التخييلية كأن النفس الإنسانية أمر داخل في البدن وبه حياته وبخروجه عن البدن طرو الموت وذلك أن كلامه تعالى ظاهر في أن النفس ليست من جنس البدن ولا من سنخ الأمور المادية الجسمانية وإنما لها سنخ آخر من الوجود يتحد مع البدن ويتعلق به نوعا من الاتحاد والتعلق غير مادي كما تقدم بيانه في بحث علمي في الجزء الأول من الكتاب وسيأتي في مواضع تناسبه إن شاء الله . فالمراد بقوله : {أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} قطع علقة أنفسهم من أبدانهم وهو الموت ، والقول قول الملائكة على ما يعطيه السياق .
والمعنى : وليتك ترى حين يقع هؤلاء الظالمون المذكورون في شدائد الموت وسكراته والملائكة آخذون في تعذيبهم بالقبض الشديد العنيف لأرواحهم وإنبائهم بأنهم واقعون في عالم الموت معذبون فيه بعذاب الهون والذلة جزاء لقولهم على الله غير الحق ولاستكبارهم عن آياته .
قوله تعالى : {وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} إلى آخر الآية الفرادى جمع فرد وهو الذي انفصل عن اختلاط غيره نوعا من الاختلاط ويقابله الزوج وهو الذي يختلط بغيره بنحو ويقرب منهما بحسب المعنى الوتر والشفع فالوتر ما لم ينضم إلى غيره والشفع ما انضم إلى غيره ، والتخويل إعطاء الخول أي المال ونحوه الذي يقوم الإنسان به بالتدبير والتصرف .
والمراد بالشفعاء الأرباب المعبودون من دون الله ليكونوا شفعاء عند الله فعادوا بذلك شركاء لله سبحانه في خلقه ، والآية تنبئ عن حقيقة الحياة الإنسانية التي ستظهر له حينما يقدم على ربه بالتوفي فيشاهد حقيقة أمر نفسه وأنه مدبر بالتدبير الإلهي لا غير كما كان كذلك في أول مرة كونته الخلقة ، وأن المزاعم التي انضمت إلى حياته من التكثر بالأسباب والاعتضاد والانتصار بالأموال والأولاد والأزواج والعشائر والجموع ، وكذا الاستشفاع بالأرباب من دون الله المؤدي إلى الإشراك كل ذلك مزاعم وأفكار باطلة لا أثر لها في ساحة التكوين أصلا .
فالإنسان جزء من أجزاء الكون واقع تحت التدبير الإلهي متوجه إلى الغاية التي غياها الله سبحانه له كسائر أجزاء الكون ، ولا حكومة لشيء من الأشياء في التدبير والتسيير الإلهي إلا أنها أسباب وعلل ينتهي تأثيرها إليه تعالى من غير أن تستقل بشيء من التأثير .
غير أن الإنسان إذا ركبته يد الخلقة وأوجدته فوقع نظره إلى زينة الحياة والأسباب والشفعاء الظاهرة وجذبته لذائذ الحياة تعلقت نفسه بها ودعته ذلك إلى التمسك بذيل الأسباب والخضوع لها ، وألهاه ذلك عن توجيه وجهه إلى مسبب الأسباب وفاطرها والذي إليه الأمر كله فأعطاها الاستقلال في السببية لا هم له إلا أن ينال لذائذ هذه الحياة المادية بالخضوع للأسباب فصار يلعب طول الحياة الدنيا بهذه المزاعم والأوهام التي أوقعته فيها نفسه المتلهية بلذائذ الحياة المادية ، واستوعب حياته اللعب بالباطل والتلهي به عن الحق كما قال تعالى : {وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ} [العنكبوت : 64] .
فهذا هو الذي يسوق إليه تعليم القرآن حيث يذكر أن الإنسان إذا خرج عن زي العبودية نسي ربه فأداه ذلك إلى نسيان نفسه قال تعالى : {نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ} [الحشر : 19] .
لكن الإنسان إذا فارقت نفسه البدن بحلول الموت بطل ارتباطه بجميع الأسباب والعلل والمعدات المادية التي كانت ترتبط بها من جهة البدن وتتصل بها في هذه النشأة الدنيوية وشاهد عند ذلك بطلان استقلالها واندكاك عظمتها وتأثيرها فوقعت عين بصيرته على أن أمره أولا وآخرا إلى ربه لا غير وأن لا رب له سواه ولا مؤثر في شأنه دونه .
فقوله تعالى : {وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} إشارة إلى حقيقة الأمر ، وقوله : {وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ} إلخ ، بيان لبطلان الأسباب الملهية له عن ربه المتخللة بين أول خلقه وبين يوم يقبض فيه إلى ربه ، وقوله : {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} بيان لسبب انقطاعه من الأسباب وسقوطها عن الاستقلال والتأثير ، وأن السبب في ذلك انكشاف بطلان المزاعم التي كان الإنسان يلعب بها طول حياته الدنيا .
فيتبين بذلك أن ليس لهذه الأسباب والضمائم في الإنسان من النصيب إلا أوهام ومزاعم يتلهى ويلعب بها الإنسان .
___________________________
1. تفسير الميزان ، ج7 ، ص 240-244 .
قال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام : 93] .
في الآيات السابقة مرّت الإشارة إلى مزاعم اليهود الذين أنكروا نزول أي كتاب سماوي على أحد ، وفي هذه الآية يدور الكلام على اشخاص آخرين يقفون على الطرف المعاكس تماما لأولئك ، فيزعمون كذبا أن الوحي ينزل عليهم .
وتتناول الآية ثلاث جماعات من هؤلاء بالبحث ، ففي البداية تقول : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً} .
والجماعة الثّانية هم الذين يدعون النّبوة ونزول الوحي عليهم ، فلا هم أنبياء ، ولا نزل عليهم وحي : {أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} .
والجماعة الثّالثة هم الذين أنكروا نبوة نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم ، أو زعموا ساخرين أنّهم يستطيعون أنّ يأتوا بمثل آيات القرآن ، وهم في ذلك كاذبون ولا قدرة لهم على ذلك : {وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ} .
نعم ، هؤلاء كلّهم ظالمون ، بل أظلم الظالمين ، لأنّهم يغلقون طريق الحق بوجه عباد الله ويضلونهم في متاهات الضلال حائرين ، ويحاربون قادة الحق ، فهم ضالون مضلون ، فمن أظلم ممن يدعي لنفسه القيادة الإلهية وليست لديه صلاحية مثل هذا المقام .
على الرغم من أنّ الآية تخصّ أدعياء النبوة والوحي ، إلّا أنّ روحها تشمل كل من يدعي كذبا لنفسه مكانة ليس أهلا لها .
ثمّ تبيّن العقاب الأليم الذي ينتظر أمثال هؤلاء فتقول : {وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} (2) أي لو أنك ـ أيّها النّبي ـ رأيت هؤلاء الظالمين وهم يمرون بشدائد الموت والنزع الأخير ، وملائكة قبض الأرواح ما دين أيديهم نحوهم ويقولون لهم : هيا أخرجوا أرواحكم ، لأدركت العذاب الذي ينزل بهم .
عندئذ تخبرهم ملائكة العذاب بأنّهم سينالون اليوم عذابا مذلا لأمرين : الأوّل : إنّهم كذبوا على الله ، والآخر ، إنّهم لم ينصاعوا لآياته : {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} .
{وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام : 94] .
الضّالون :
أشارت الآية السابقة إلى أحوال الظالمين وهم على شفا الموت ، هنا في هذه الآية تعتبر عن خطاب الله لهم عند الموت أو عند الورود إلى ساحة يوم القيامة .
فيبدأ بالقول بأنّهم يأتون يوم القيامة منفردين كنا خلقوا منفردين : {وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} .
والأموال التي وهبناها لكم وكنتم تستندون إليها في حياتكم ، قد خلفتموها وراءكم ، وجئتم صفر الأيدي : {وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ} (3) .
ولا نرى معكم تلك الأصنام التي قلتم إنّها سوف تشفع لكم وظننتم أنّها شريكة في تعيين مصائركم {وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ} .
ولكن الواقع أنّ جمعكم قد تبدد ، وتقطعت جميع الروابط بينكم : {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} .
وكل ما ظننتموه وما كنتم تستندون إليه قد تلاشى وضاع : {وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} .
كان المشركون العرب يستندون في حياتهم إلى أشياء ثلاثة : القبيلة أو العشيرة التي كانوا ينتمون إليها ، والأموال التي جمعوها لأنفسهم ، والأصنام التي اعتبروها شريكة لله في تقرير مصير الإنسان وشفيعة لهم عند الله ، والآية في كل جملة من جملها الثلاث تشير إلى واحدة من هذه الأمور ، وإلى أنّها عند الموت تودعه وتتركه وحيدا فريدا .
________________________
1. تفسير الأمثل ، ج4 ، 154-158 .
2. «الغمرات» جمع غمرة (على وزن ضربة) ، وأصل الغمر إزالة أثر الشيء ، ثمّ استعملت للماء الكثير الذي ليستروجه الشيء تماما ، كما تطلق على الشدائد والصعاب التي تغمر المرء .
3. «خولناكم» من «الخول» وهو إعطاء ما يحتاج إلى التعهد والتدبير والإدارة ، وهو النعم التي يسبغها الله تعالى على عباده .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|