المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



حركة التوابين : سنة 65 هـ  
  
3339   05:05 مساءً   التاريخ: 1-11-2017
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : الامام علي بن الحسين زين العابدين
الجزء والصفحة : ص101-104.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-3-2016 4583
التاريخ: 16-3-2016 3357
التاريخ: 5-04-2015 3226
التاريخ: 7-04-2015 3029

ندم أهل الكوفة على عدم نصرة الحسين (عليه السلام) وهم الذين دعوه إليهم في بداية الأمر وقد أظهروا ندمهم بعد واقعة الطف سنة 61 هـ مباشرة , وأرادوا التكفير عن ذنبهم عبر الخروج المسلح على بني أمية , فبدأوا فترة إعداد تسليحي أستمر أربع سنوات وانتخبوا سليمان بن صرد الخزاعي زعيماً لحركتهم , فاجتمع للحركة عدد من المقاتلين قدّر بأربعة آلاف رجل مع سلاح وعدة حرب .
وقرروا زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وهم يتلون قوله تعالى : {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} [البقرة: 54] , وكان تأويلهم للآية أن توبتهم لا تقبل إلا بقتال عدوهم والموت من أجل إظهار الحق وأطلق على هؤلاء بالتوابين .
وعسكر هؤلاء المقاتلون الذين كان شعارهم المطالبة بدم الحسين (عليه السلام) بالنخيلة قرب كربلاء , ثم ساروا حتى انتهوا إلى قرقيسيا من شاطئ الفرات ومنها إلى عين الوردة , بينما توجه الجيش الأموي بقيادة عبيدالله بن زياد في ثلاثين ألفاً , والتقى الطرفان في ربيع الأول من سنة 65 هـ في معركة دامية غير متكافئة في عين الوردة , وظل القتال مستمراً اياماً حتى قتل معظم التوابين ولحق من بقي منهم بأمصارهم .
يقول أعشى همدان في رثائهم :
فجائعم جمع من الشام بعده         جموع كموج البحر من كل جانب
فما برحوا حتى أبيدت جموعهم         ولم ينج منهم ثم غير عصائب
وغودر أهل الصبر صرعى اصبحوا     تعاورهم ريح الصبا والجنائب
وحول هذا التحرك لا يجد المؤرخ مفراً من تسجيل الدلالات التالية :
1 ـ ان هذه الحركة كانت نتيجة طبيعية لمظلومية أهل بيت النبوة (عليهم السلام) , بل انها كشفت حقيقة مهمة وهي ان جذوة حب أهل بيت النبي (ص) لا زالت تعمل أوارها في نفوس الناس , ومع ان عدد التوابين كان محدوداً ( 4 آلاف مقاتل ) نسبة إلى جيش بني أمية ( 30 ألف مقاتل ) إلا ان الحركة والمعركة حركتا مشاعر الناس نحو حق آل البيت (عليهم السلام) المهدور .
2 ـ كان موقف الإمام زين العابدين (عليه السلام) منسجم مع سياسته العامة بعدم الاشتراك المباشر حفظاً على الدين ولكن وجوده (عليه السلام) كان حاسماً في استلهام معاني الثورة ضد الظلم .
3 ـ تمرّد عبد الله بن الزبير في مكة على بني أمية في حدود سنة 64 هـ , وبادر بعد موت يزيد بن معاوية إلى بسط سلطانه فاستقطب البصرة والكوفة ومصر .
وعند موت يزيد تولى ابنه معاوية الثاني الحكم لأيام معدودة ثم نزع نفسه من الخلافة , وقام خطيباً فقال :
ايها الناس ! ما أنا بالراغب في التأمر عليكم ولا بالآمن لكراهتكم بل بلينا بكم وبليتم بنا , إلاّ أن جدي معاوية نازع الأمر من كان أولى بالأمر منه في قدمه وسابقته علي بن أبي طالب فركب جدي منه ما تعلمون وركبتم معه ما لا تجهلون حتى صار رهين عمله وضجيع حفرته تجاوز الله عنه , ثم صار الأمر إلى أبي ولقد كان خليقاً أن لا يركب سننه إذ كان غير خليق بالخلافة فركب ردعه واستحسن خطأه فقلّت مدته وانقطعت آثاره وخمدت ناره ولقد أنسانا الحزن به الحزن عليه فإنا لله وإنا إليه راجعون . ثم أخفت يترحم على أبيه .
ثم قال : وصرت انا الثالث من القوم الزاهد فيما لديّ أكثر من الراغب وما كنت لأتحمّل آثامكم , شأنكم وأمركم خذوا من شئتم ولايته فولوه ! فقام إليه مروان بن الحكم فقال : يا أبا ليلى ! سنّة عمرية ؟ فقال له : يا مروان ! تخدعني عن ديني ائتني برجال كرجال عمر أجعلها بينم شورى , ثم قال : والله ! إن كانت الخلافة مغنماً فقد أصبنا منها حظاً ولئن كانت شراً فحسب آل أبي سفيان ما أصابوا منها , ثم نزل , فقالت له أمه : ليتك كنت حيضة فقال : وأنا وددت ذلك ولم أعلم أن لله ناراً يعذب بها من عصاه وأخذ غير حقه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.