أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
2852
التاريخ: 30-3-2016
2946
التاريخ: 1-11-2017
4669
التاريخ: 9-04-2015
8702
|
هنا مجموعة من الشواهد التي مرّ بها السجاد (عليه السلام) أيام الوليد :
أولاً : خشية المخزومي من الإمام (عليه السلام) : بالغ ولاة المدينة الإساءة إلى الإمام السجاد (عليه السلام) وكان منهم هشام بن اسماعيل المخزومي والي المدينة من قبل عبد الملك بن مروان ( ت 86 هـ ) بالرغم من وصية سيده عبد الملك بعدم التحرش بالإمام (عليه السلام) وعدم أيذائه ودار دولاب الحياة ومرت الأيام وإذا بالمخزومي يعزل من قبل الوليد بن عبد الملك ( ت 96 هـ ) ويجلد امام دار مروان بن الحكم وكانت خشية المخزومي هي ان يقابله الإمام السجاد (عليه السلام) بالمثل وينتقم منه ولكن السجاد (عليه السلام) كان أرفع من ذلك وأسمي فقد أمر (عليه السلام) أصحابه وخواصه الا يتعرضوا لهشام المخزومي بعد ان أذله الله وسلبه سلطته وعلم المخزومي بذلك فاستبدل سلوكه تجاه الإمام (عليه السلام) بسلوك آخر فكان وهو يرى زين العابدين (عليه السلام) لا يتمالك نفسه إلا بالهتاف : الله اعلم حيث يجعل رسالته(1) .
ودلالات ذلك :
1 ـ كان مبدأه (عليه السلام) العفو عن الظالمين الذين ظلموه ويؤيده قوله (عليه السلام) : لو ان قاتل أبي أودع عندي السيف الذي قتل به أبي لأديته إليه(2) وتواتر الروايات القائلة بعفوه وسماحة نفسه تسقط الروايات المتعارضة التي تصوره وكأنه كان محباً للانتقام من ظالميه .
2 ـ انه (عليه السلام) كان يقابل ظالميه وبعد ان هبطوا إلى أقصى حالات الضعف بالإحسان والرأفة كما حصل مع هشام المخزومي ومروان بن الحكم وعياله ونحوهم .
ثانياً : السجاد ودعاء الكرب : ولى الوليد على المدينة صالح بن عبد الله المري وكتب إليه بإخراج العلوي الحسن بن الحسن من السجن وضربه خمسمائة سوط فأخرجه إلى المسجد ليضربه أمام الناس ولما سمع الإمام زين العابدين (عليه السلام) بذلك خفّ إليه وأشار عليه بدعاء الكرب حتى يفرج الله عنه وهو : لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العليّ العظيم سبحان الله رب السموات السبع ورب [ الأرضين السبع ] ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين . فجعل الحسن يردد هذا الدعاء حتى صرف الله عنه فلم ينفذ الوالي ما أمر به واشفق عليه وكتب إلى الوليد بشأنه فأمره بالإفراج عنه(3) .
ثالثاً : سراج الدنيا في ظلمات بني أمية : ولى الوليد على المدينة سنة 87 هـ عمر بن عبد العزيز وكان الأخير يتظاهر بالعدل والتقوى ولكنه كان يتجاهل الإمام زين العابدين (عليه السلام) ففي بداية ولايته على المدينة أحضر عمر بن عبدالعزيز : عروة بن الزبير وأبا بكر بن سليمان بن أبي خيثمة وعبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وغيرهم من فقهاء المدينة يطلب منهم العون على أمر الدين وتقويمه عند الأعوجاج كي لا يزلّ فيهوى في النار(4) ولم يدع السجاد (عليه السلام) إلى الاجتماع فكيف يكون ذلك وهو القائل : ان علي بن الحسين سراج الدنيا وجمال الإسلام وزين العابدين(5) .
قال في الكشكول : لما وضح لعمر بن عبد العزيز ميل الناس عن بني أمية لافراطهم في سب باب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه واله) -علي بن أبي طالب (عليه السلام)- وأخذت الأندية تلهج بوخامة هذه الدنية أراد أن يبرر موقفه أمام الناس فاظهر الاستياء من هذه الفعلة ومنع العمال والولاة مما اعتادوه من لعن أمير المؤمنين وردّ على العلويين فدكاً رجاء ان يستميل القلوب ويستهوي الأفئدة وإلا فهو ما جبل عليه من العداء فان الشجرة المرّة لا تنبت إلا مرّاً(6) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ الطبري , ج 8 , ص 61 والكامل في التاريخ لابن الاثير , ج 4 , ص 201 .
(2) نور الأبصار , ص 137
(3) الإتحاف بحب الأشراف , ص 76 .
(4) تأريخ الطبري , ج 7 , ص 71 والكامل لأبن الأثير , ج 4 , ص 201
(5) تأريخ اليعقوبي , ج 3 , ص 48 .
(6) الكشكول فيما جرى على آل الرسول (صلى الله عليه واله) ـ السيد حيدر الاملي , ص 156 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل معتمد المرجعية الدينية العليا وعدد من طلبة العلم والوجهاء وشيوخ العشائر في قضاء التاجي
|
|
|