المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



اقترانها بابن عمّها  
  
2285   10:02 صباحاً   التاريخ: 9-10-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : السيدة زينب (عليها السّلام) رائدة الجهاد في الإسلام
الجزء والصفحة : ص47-50.
القسم : السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب / زوج السيدة زينب وأولادها /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2017 2286
التاريخ: 4-12-2017 67070
التاريخ: 4-12-2017 8706
التاريخ: 5-12-2017 3103

لمّا تقدّمت سيّدة النساء زينب في السن , انبرى الأشراف والوجوه إلى خطبتها والتشرّف بالاقتران بها ، فامتنع الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) من إجابتهم ، وتقدّم لخطبتها فتىً من أنبل فتيان بني هاشم وأحبّهم إلى الإمام وأقربهم إليه ، وهو ابن أخيه (عبد الله بن جعفر) , من أعلام النبلاء والكرماء في دنيا العرب والإسلام ، فأجابه الإمام إلى ذلك ورحّب به .
ونعرض ـ بإيجاز ـ إلى بعض شؤونه : 
أبوه جعفر 
أمّا جعفر فقد كان ـ فيما يقول الرواة ـ من أشبه الناس خلقاً وخُلقاً بالنبي (صلّى الله عليه وآله) . يقول فيه أبو هريرة : ما احتذى النعال , ولا ركب المطايا ، ولا وطئ التراب بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أفضل من جعفر بن أبي طالب . 
وهو من السابقين للإسلام , وقد رآه أبوه أبو طالب يُصلّي مع أخيه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) خلف النبي (صلّى الله عليه وآله) , فقال له : صل جناح ابن عمّك ، وصلِّ عن يساره . وكان علي يصلّي عن يمينه . وله هجرتان ؛ هجرة إلى الحبشة ، وهجرة إلى المدينة . 
وكان من أبرّ الناس بالفقراء والضعفاء ، وقد برّ بأبي هريرة وأحسن إليه أيام بؤسه وفقره ، وقد تحدّث عن ذلك ، قال : كنت لألصق بطني بالحصباء من الجوع ، وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيطعمني . 
وكان أبرّ الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب ؛ كان ينقلب فيطعمنا ما كان في بيته , حتّى كان ليخرج 
إلينا العكة التي ليس فيها شيء فنشقّها فنلعق ما فيها . 
وقدم إلى المدينة من هجرته إلى الحبشة , فاستبشر به رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وفرح ؛ فقد صادف قدومه فتح خيبر ، فقال (صلّى الله عليه وآله) : ما أدري بأبيهما أنا أشدّ فرحاً ؛ أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر ؟ . 
واختطّ له النبي (صلّى الله عليه وآله) داراً إلى جنب المسجد ، وكان أثيراً عنده ؛ لا لأنّه ابن عمّه فحسب ، وإنّما لإيمانه الوثيق وتفانيه في نشر كلمة الإسلام ، وإشاعة مبادئه وأحكامه . بعثه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في جيش إلى مؤتة في السنة الثامنة من الهجرة فاستشهد فيها .
ويقول الرواة : إنّ اللواء كان بيده اليمنى , فقطعت , فرفعه بيده اليسرى ، فلمّا قطعت رفعه بيديه ، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : وإنّ الله عزّ وجلّ أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنّة حيث شاء ؛ ولهذا لقّب بـ (ذي الجناحين) , وبـ (الطيار) . 
وحزن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على جعفر , فقصد داره ليواسي زوجته وأبناءه بمصابهم الأليم ، فقال لزوجته أسماء : ائتيني ببني جعفر  . 
فأتته بهم ، فجعل يوسعهم تقبيلاً ودموعه تتبلور على سحنات وجهه الكريم ، وفهمت أسماء نبأ شهادة زوجها , فقالت له : يا رسول الله ، أبَلَغك عن جعفر وأصحابه شيء . 
فأجابها بنبراتٍ تقطر أسىً وحزناً قائلاً : نعم ، اُصيب هذا اليوم . 
وأخذت أسماء تنوح على زوجها ، وأقبلت السيّدات من نساء المسلمين يعزينها بمصابها الأليم ، وأمر النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يُصنع طعام لآل جعفر , وأقبلت سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السّلام) على أسماء تعزّيها وهي باكية العين ، وقد رفعت صوتها قائلة : وا عمّاه ! . 
وطفق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : على مثل جعفر فلتبك البواكي . 
لقد كانت شهادة جعفر من أقسى النكبات على النبي (صلّى الله عليه وآله) ؛ فقد فَقَدَ بشهادته أعزّ أبناء عمومته وأخلصهم إليه . 
الاُمّ أسماء 
أمّا اُمّ عبد الله فهي السيّدة الشريفة أسماء بنت عميس ، وهي من السابقات إلى اعتناق الإسلام ، هاجرت مع زوجها الشهيد الخالد جعفر الطيار إلى الحبشة ، وقد ولدت فيها عبد الله وعوناً ومحمداً ، ثمّ هاجرت إلى المدينة . ولمّا استشهد جعفر تزوّجها أبو بكر فولدت له محمداً ، وهو من أعلام الإسلام ، ثمّ توفي أبو بكر فتزوّجها الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) فولدت له يحيى .
وقد أخلصت لأهل البيت (عليهم السّلام) فكانت من حزبهم ، ولها علاقة وثيقة مع سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السّلام) ؛ فقد قامت بخدمتها ، وقد عهدت إليها في مرضها أن لا تدخل عليها عائشة بنت أبي بكر ، فجاءت عائشة عائدة لها فمنعتها أسماء ، فاغتاظت وشكتها إلى أبي بكر , فعاتبها ، فأخبرته بعدم رضاء الزهراء في زيارتها . 
لقد كانت أسماء من خيرة نساء المسلمين في عفّتها وطهارتها وولائها لأهل بيت النبوّة ، كما كانت من الراويات للحديث ، ويقول المؤرّخون : إنّها روت عن النبي (صلّى الله عليه وآله) ستّين حديثاً . 
وعلى أيّ حال ، فإنّ أسماء حينما تزوّجها الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) قامت بخدمة الحسنين واُختهما زينب (عليها السّلام) ، وصارت لهم اُمّاً رؤوماً ، ترعاهم كما ترعى أبناءها ؛ لأنّهم البقية الباقية من ذرية رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وقد أخلصوا لها كأعظم ما يكون الإخلاص , وشكروا لها رعايتها وعطفها . 
عبد الله 
ونعود للحديث عن عبد الله بن جعفر ، فقد كان فذّاً من أفذاذ الإسلام وسيّداً من سادات بني هاشم ، يقول فيه معاوية : هو أهلٌ لكلّ شرفٍ ، والله ما سبقه أحدٌ إلى شرف إلاّ وسبقه .
وكان يُسمّى (بحر الجود) ، ويُقال : لم يكن في الإسلام أسخى منه . مدحه نصيب فأجزل له في العطاء ، فقيل له : تُعطي لهذا الأسود مثل هذا ؟! فقال : إن كان أسود فشِعره أبيض ، ولقد استحق بما قال أكثر ممّا نال . وهل أعطيناه إلاّ ما يبلى ، وأعطانا مدحاً يروى وثناءً يبقى ! 
وعوتب على كثرة برّه وإحسانه إلى الناس ، فقال : إنّ الله عوّدني عادة ، وعوّدت الناس عادة ، فأخاف إن قطعتها قُطعت عني . وأنشد : 
لستُ أخشى قلّةَ العدمِ ... ما اتّقيتُ اللهَ في كرمي
 كـلّما أنـفقتُ يـخلفهُ ... ليَ ربُّ واسعُ النعمِ
ونقل الرواة بوادر كثيرة من كرمه وسخائه ، وقد وسع الله عليه لدعاء النبي (صلّى الله عليه وآله) له , فكان من أثرى أهل المدينة ، ومضافاً إلى سخائه فقد كان من ذوي الفضيلة ؛ فقد روى عن عمّه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وعن الحسن والحسين (عليهما السّلام) . 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.