أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2017
823
التاريخ: 8-10-2017
752
التاريخ: 8-10-2017
808
التاريخ: 9-10-2017
764
|
بيعة المعتز وحصار المستعين
كان قواد الأتراك لما جاؤا إلى المستعين ببغداد يعتذرون من فعلهم و يتطارحون في الرضا عنهم و الرجوع إلى دار مكة و هو يوبخهم و يعدد عليهم إحسانه و إساءتهم و لم يزالوا به حتى صرح لهم بالرضا فقال بعضهم : فإن كنت رضيت فقم و راكب معنا إلى سامرا فكلمه ابن طاهر لسوء خطابهم و ضحك المستعين لعجمتهم و جهلهم بآداب الخطاب و أمر باستمرار أرزاقهم و وعدهم بالرجوع فانصرفوا حاقدين ما كان من ابن طاهر و أخرجوا المعتز من محبسه و بايعوا له بالخلافة و أعطى للناس شهرين و حضر للبيعة أبو أحمد بن الرشيد فامتنع منها و قال : قد خلعت نفسك ! فقال : أكرهت فقال : ما علمنا ذلك و لا مخلص لنا في إيماننا فتركه و ولوا على الشرطة إبراهيم البربرح و أضيفت له الكتابة و الدواوين و بيت المال و هرب عتاب ابن عتاب من القواد إلى بغداد و قال محمد بن عبد الله بن طاهر بالأحتشاد و استقدم مالك بن طوق في أهل بيته و جنده و أمر حوبة بن قيس و هو على الأنبار و بالأحتشاد و كتب إلى سليمان بن عمران صاحب الموصل بمنع الميرة عن سامرا و شرع في تحصين بغداد و أدار عليها الأسوار و الخنادق من الجانبين و جعل على كل باب قائدا و نصب على الأبواب المجانيق و العدادات و شحن الأسوار بالرماة و المقاتلة و بلغت النفقة في ذلك ثلثمائة و ثلاثين ألف دينار و فوض للعيارين الرزق و اغدق عليهم و أنفذ كتب المستعين إلى العمال بالنواحي تحمل الخراج إلى بغداد و كتب المستعين إلى الأتراك يأمرهم بالرجوع عما فعلوا و كتب المعتز إلى محمد يدعوه إلى بيعته و طالت المرجعات في ذلك و كان موسى بن بغا قد خرج لقتال أهل حمص فاختلفت إليه و هو بالشام كتب المستعين و المعتز يدعوه كل واحد منهما إلى نفسه فاختار المعتز و رجع إليه و هرب إليه عبد الله بن بغا الصغير من بغداد بعد أن هرب عنه فقتله و هرب الحسن بن الأفشين إلى بغداد فخلع عليه المستعين و ضم إليه الأشروسية ثم عقد المعتز لأخيه إلى أحمد الواثق عن حرب بغداد و ضم إليه الجنود مع باكليال من قوادهم فسار في خمسين ألفا من الأتراك و الفراغنة و المغاربة و انتهبوا ما بين عكبرا و بغداد من القرى و الضياع و خربوها و هرب إليهم جماعة من أصحاب بغا الصغير و وصلوا إلى باب الشماسية و ولى المستعين على باب الشماسية الحسين بن إسمعيل بن إبراهيم بن الحسن بن مصعب و جعل القواد هنالك تحت يده و وافقت طلائع الأتراك إلى باب الشماسية فوقفوا بالقرب منه و أمده ابن طاهر بالشاة بن ميكال و بيدار الطبري ثم ركب محمد بن عبد الله بن طاهر من الغد و معه بغا و وصيف و الفقهاء و القضاة و ذلك عاشر صفر و بعث إليهم يدعوهم إلى مراجعة الطاعة على المعتز ولي عهده فم يجيبوا فانصرفوا و بعث إليه القواد من الغد بأنهم زحفوا إلى باب الشماسية فنهاهم عن مناداتهم بالقتال و قدم ذلك اليوم عبد الله بن سليمان خليفة بغا من مكة في ثلثمائة رجل ثم جاء الأتراك من الغد فاقتتلوا مع القواد و انهزم القواد و بلغ ابن طاهر أن جماعة من الأتراك ساروا نحو النهروان فبعث قائدا من أصحابه إليهم فرجع منهزما و استولى الأتراك على طريق خراسان و قطعوها عن بغداد ثم بعث المعتز عسكرا آخر نحو أربعة آلاف فنزلوا في الجانب الغربي و بعث ابن طاهر إليهم الشاه ابن ميكال فهزمهم و أثخن فيهم و رجع إلى بغداد فخلع عليه و على سائر القواد أربع خلع و طوقا و سوارا من ذهب لكل واحد ثم أمر ابن طاهر بهدم الدور و الحوانيت إلى باب الشماسية ليتسع المجال للحرب و قدمت عليه أموال فارس و الأهواز مع مكحول الأشروسي و خرج الأتراك الاعتراضه و بعث ابن طاهر لحفظه فقدموا به بغداد و لم يظفر به الأتراك و مضوا نحو النهروان فأحرقوا سفن الجسر و كان المستعين قد بعث محمد بن خالد بن يزيد بن مزيد واليا على الثغور الجزرية و أقام ينتظر الجند و المال فلما بلغه خبر هذه الفتنة جاء على طريق الرقة إلى بغداد فخلع عليه ابن طاهر و بعثه في جيش كثيف لمحاربتهم و صار إلى ضبيعة بالسواد فأقام بها فقال ابن طاهر : لن يفلح أحد من العرب إلا أن يكون معه نبي ينصره الله به ! ثم ذهب الأتراك و قاتلوا و اتصل الحصار و اشتدت الحرب وانتهبت الأسواق و ورد الخبر من الثغور بأن بلكاجور حمل الناس على بيعة المعتز فقال ابن طاهر : لعله ظن موت المستعين فكان كذلك و وصل كتابه بأنه جدد البيعة و كان موسى بن بغا مع الأتراك كما قدمنا فأراد الرجوع على المستعين فامتنع أصحابه و قاتلوه فلم يتم له أمره وفر القعاطون من البصرة و رموا على الأتراك فأحرقوهم فبعث ابن طاهر إلى المدائن ليحفظها و أمده بثلاثة آلاف فارس بعث إلى الأنبار حوبة بن قيس فشق الماء إلى خندقها من الفرات و جاء إلى الإسحاقي من قبل المعتز فسبق المدد الذي جاء من قبل ابن طاهر و ملك الأنبار و رجع حوبة إلى بغداد فأنفذ ابن طاهر الحسين بن إسمعيل في جماعة من القواد و الجند فاعترضه الأتراك و حاربوه و عاد الأنبار و تقدم و هو لينزل عليهما و بينما هو يحط الأثقال إذا بالأتراك فقاتلهم و هزمهم و أثخن فيهم و كانوا قد كمنوا له فخرج الكمين و انهزم الحسين و غرق كثير من أصحابه في الفرات و أخذ الأتراك عسكره و وصل إلى الياسرية آخر جمادى الآخرة و منع ابن طاهر المنهزمين من دخول بغداد و توعدهم على الرجوع إليه و أمده بجند آخر فدخل من الياسرية و بعث على المخاض الحسين بن علي بن يحيى الأرميني في مائتين مقاتل ليمنع الأتراك من العبور إليه من عدوة الفرات فوافوه و قاتلوه عليها فهزموه و ركب الحسين في زورق منحدرا و ترك عسكره و أثقاله فاستولى عليها الأتراك و وصل المنهزمون إلى بغداد من ليلتهم و لحق من عسكره جماعة من القواد و الكتاب بالمعتز و فيهم علي و محمد ابنا الواثق و ذلك أول رجب ثم كانت بينهم عدة وقعات و قتل من الفريقين خلق و دخل الأتراك في كثير من الأيام بغداد و أخرجوا عنها ثم ساروا إلى المدائن و غلبوا عليها ابن أبي السفاح و ملكوها و جاء الأتراك الذين بالأنبار إلى الجانب الغربي و انتهوا إلى صرصر و قصر ابن هبيرة و اتصل الحصار إلى شهر ذي القعدة و خرج ابن طاهر في بعض أيامه في جميع القواد و العساكر فقاتلهم و انهزموا و قتل منهم خلق و ارتقم الذين كانوا مع بغا و وصيف لذلك فلحقوا بالأتراك ثم تراجع الأتراك و انهزم أهل بغداد ثم خرج في ذي الحجة رشيد بن كاووس أخو الأفشين ساعيا في الصلح بين الفريقين و اتهم الناس ابن طاهر بالسعي في خلع المستعين فلما جاء رشيد و أبلغهم سلام المعتز و أخيه أبي أحمد شتموه و شتموا ابن طاهر و عمدوا إلى دار رشيد ليهدموها و سأل ابن طاهر من المستعين أن يسكنهم فخرج إليهم و نهاهم و برأ ابن طاهر مما اتهموه به فانصرفوا و ترددت الرسل بين ابن طاهر و بين أبي أحمد فتجدد للعامة و الجند سوء الظن و طلب الجند أرزاقهم فوعدهم بشهرين و أمرهم بالنزول فأبوا إلا أن يعلمهم الصحيح من رأيه في المستعين و خاف أن يدخلوا الأتراك كما عمل أهل المدائن و الأنبار فأصعد المستعين على سطح دار العامة حتى رآه الناس و بيده البردة و القضيب و أقسم عليهم فانصرفوا و اعتزم ابن طاهر على التحول إلى المدائن فجاء وجوه الناس و اعتذروا له بالغوغاء فأقصروا بنقل المستعين عن دار ابن طاهر إلى دار رزق الخادم بالرصافة و أمر القواد و بني هاشم بالكون مع ابن طاهر فركب في تعبية و حلف لهم على المستعين و على قصد الإصلاح فدعوا له و سار إلى المستعين و أغراه به و أمر بغا و وصيفا بقتله فلم يفعلا و جاءه أحمد بن اسرائيل و الحسين بن مخلد بمثل ذلك في المستعين فتغير له ابن طاهر فلما كان يوم الأضحى و قد حضر الفقهاء و القضاة طالبه ابن طاهر بإمضاء الصلح فأجاب و خرج إلى باب الشماسية فجلس هناك ابن طاهر إلى المستعين و أخبره بأنه عقد الأمر إلى أن يخلع نفسه و يبتذلوا خمسين ألف دينار و يعطوه غلة ثلاثين ألف دينار و يقيم بالحجاز مترددا بين الحرمين و يكون بغا واليا على الحجاز و وصيف على الجبل و يكون ثلث الجباية لابن طاهر و جند بغداد و الثلثان للموالي و الأتراك فامتنع المستعين أولا من الخلع ظنا منه أن وصيفا و بغا معه ثم تبين مواقفها عليه فأجاب و كتب بما أراد من الشروط و أدخل الفقهاء و اشهدهم بأنه قد صير أمره إلى ابن طاهر ثم أحضر القواد و أخبرهم بأنه ما قصد بهذا الإصلاح إلا حقن الدماء و أخرجهم إلى المعتز ليوافقهم بخطه على كتاب الشرط و يشهدوا على إقراره فجاؤا بذلك لست خلون من المحرم سنة اثنتين و خمسين و مائتين.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|