المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان  
  
2671   02:02 مساءً   التاريخ: 7-9-2017
المؤلف : السيد محسن الامين.
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة.
الجزء والصفحة : ج 7 -ص87
القسم : الحديث والرجال والتراجم / أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) /

زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغر بن ثعلبة أو ابن تغلب بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي.
توفي بالكوفة سنة 68 كذا في الطبقات لابن سعد والمستدرك للحاكم والاستيعاب وأسد الغابة وحكاه في تهذيب الكمال عن الهيثم بن عدي وغير واحد وفي تهذيب الكمال قال خليفة مات بالكوفة أيام المختار سنة 66 وفي تهذيب التهذيب أرخه ابن حبان سنة 65 وفي أسد الغابة قيل مات بعد قتل الحسين بقليل وفي تاريخ دمشق مات سنة 66 اه‍.
ثم إن الذي في الاستيعاب وأسد الغابة ابن مالك الأغر والذي في تاريخ دمشق لابن عساكر وفي الإصابة وتهذيب التهذيب والمستدرك للحاكم ابن مالك بن الأغر.
وأرقم في هامش تهذيب التهذيب عن المغني بفتح همزة وقاف وسكون راء وبترك صرف.

كنيته :

في الاستيعاب اختلف في كنيته اختلافا كثيرا فقيل أبو عمرو وقيل أبو عامر وقيل أبو سعد وقيل أبو سعيدة وقيل أبو أنيسة قاله الواقدي والهيثم ابن عدي اه‍ ونحوه في تاريخ دمشق وزاد في تهذيب التهذيب ويقال أبو عمارة   ويقال أبو حمزة اه‍ وفي طبقات ابن سعد قال الواقدي يكنى أبا سعد وقال غيره يكنى أبا أنيس.

أقوال العلماء فيه :

قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وأصحاب الحسن والحسين ع زيد بن أرقم وفي أصحاب علي ع زيد بن أرقم الأنصاري عربي مدني خزرجي عمي بصره. وروى الكشي عن الفضل بن شاذان انه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ع.

وفي مجالس المؤمنين عن كتاب زهرة العيون وجلاء القلوب تأليف بعض علماء الشافعية انه لما تمسك جماعة الأنصار يوم السقيفة بسابقتهم ونصرتهم وجهادهم أجابهم عبد الرحمن بن عوف يا معشر الأنصار وان كنتم كما قلتم فليس فيكم مثل أبي بكر ولا عمر ولا علي ولا أبي عبيدة فقال زيد بن أرقم ما ننكر فضل من ذكرت وان منا سيد الأنصار سعد بن عبادة ومن أمر الله تعالى نبيه ان يقرأ عليه القرآن أبي بن كعب اي امر نبيه ان يعلم أبيا القرآن ومن امضى رسول الله ص شهادته برجلين خزيمة بن ثابت ومن يجئ يوم القيامة امام العلماء معاذ بن جبل وان ممن سميت من قريش من إذا طلب هذا الامر لم ينازعه فيه أحد. يعني علي بن أبي طالب اه‍. وعن بحر العلوم الطباطبائي انه روي عنه حديث الغدير بطرق متعددة تقرب من عشرة وله روايات كثيرة في فضل علي ومناقب أهل البيت ع اه‍.
اما ما نسب إليه من كتمان الشهادة بقول رسول الله ص من كنت مولاه فعلي مولاه فلم يتحقق ويوشك ان يكون وقع فيه اشتباه بالبراء بن عازب فقد روي أنه لما استشهد علي ع الصحابة بالكوفة على حديث من كنت مولاه فعلي مولاه كتم الشهادة البراء بن عازب فدعا عليه علي ع بالعمى فعمي وتوقف انس بن مالك فدعا عليه بالبرص فاستجيب دعاؤه اما زيد بن أرقم فقد جاء في بعض الروايات انه كتم الشهادة بذلك أيضا وهو بعيد بعد أن تكون روايات حديث الغدير أكثرها عنه وكونه أحد من فضل عليا على غيره وكونه من خاصة أصحابه كما يأتي.
في الدرجات الرفيعة عن أبي إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن عن زيد بن أرقم: نشد علي بن أبي طالب الناس في المسجد فقال أنشد الله رجلا سمع النبي ص ويقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام اثنا عشر بدريا ستة من الجانب الأيسر وستة من الجانب الأيمن فشهدوا بذلك قال زيد بن أرقم وكنت فيمن سمع ذلك فكتمته فذهب الله ببصري وكان يتندم على ما فاته من الشهادة ويستغفر اه‍ .

وفي الطبقات الكبير: أول مشاهده مع النبي ص المريسيع ونزل الكوفة وابتنى بها دارا في كندة وتوفي بها أيام المختار سنة 68 وفي المستدرك للحاكم بسنده عن أبي إسحاق خرج الناس يستسقون وفيهم زيد بن أرقم ما بني وبينه الا رجل فقلت له يا أبا عمرو كم غزا النبي ص قال تسع عشرة قلت فأنت كم غزوت معه قال سبع عشرة. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وفي الاستيعاب: روينا عنه من وجوه انه قال غزا رسول الله ص تسع عشرة غزوة وغزوت منها معه سبع عشرة غزوة ويقال ان أول مشاهده المريسيع يعد في الكوفيين نزل الكوفة وسكنها وابتنى بها دارا في كندة وبالكوفة كانت وفاته سنة 68 وهو الذي رفع إلى رسول الله ص عن عبد الله بن أبي بن سلول قوله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأكذبه عبد الله بن أبي وحلف فأنزل الله تصديق زيد بن أرقم فتبادر أبو بكر وعمر إلى زيد ليبشراه فسبق أبو بكر فاقسم عمر ان لا يبادره بعدها إلى شئ وجاء النبي ص فاخذ بأذن زيد وقال وفت أذنك يا غلام من تفسير ابن جريح ومن تفسير الحسن من رواية معمر وغيره قيل كان ذلك في غزوة بني المصطلق وقيل في غزوة تبوك اه‍ .

وفي أسد الغابة: روي عنه من وجوه انه شهد مع رسول الله ص سبع عشرة غزوة واستصغر يوم أحد روى عن النبي ص حديثا كثيرا والإصابة استصغر يوم أحد وأول مشاهده الخندق وقيل المريسيع وغزا مع النبي ص سبع عشرة غزوة ثبت ذلك في الصحيح وله قصة في نزول سورة المنافقين في الصحيح وقال أبو المنهال سالت البراء عن الصرف فقال سل زيد بن أرقم فإنه خير مني واعلم في تهذيب التهذيب قال ابن السكن أول مشاهده الخندق وفي تاريخ دمشق له صحبة سكن الكوفة وشهد غزوة مؤتة وأول مشاهده المريسيع وقال البخاري في التاريخ سكن الكوفة وشهد مع علي المشاهد وقال الحاكم غزا مع النبي ص 17 غزوة وسكن الكوفة وابتنى دارا في كندة واستصغره النبي ص يوم أحد.

تشيعه وموالاته لأمير المؤمنين ع وولده:

في الاستيعاب شهد زيد بن أرقم مع علي صفين وهو معدود في خاصة أصحابه ومثله في أسد الغابة وعده ابن عبد البر في مقام آخر من الاستيعاب ممن فضل علي بن أبي طالب على غيره والإصابة شهد صفين مع علي. وفي تهذيب التهذيب شهد صفين مع علي وكان من خواصه وقال نصر في كتاب صفين انه شهد صفين مع أمير المؤمنين ع اه‍ .

ومر عن البخاري انه شهد مع علي المشاهد. وهو أحد رواة حديث الغدير ومر انه روي عنه بنحو عشرة طرق كما مر أيضا في محله عن الصبان انه رواه عن النبي ص ثلاثون صحابيا فلذلك قلنا انه أحد رواته ومر الكلام على ما روي أنه لم يشهد حين استشهد أمير المؤمنين ع وممن روى عنه حديث الغدير مسلم في صحيحه فروى بسنده إلى يزيد بن حبان قال انطلقت انا وحسين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حسين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله ص وسمعت حديثه وغزوت معه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد عن رسول الله ص قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ص فما حدثتكم فاقبلوه وما لا فلا تكلفونيه ثم قال قام فينا رسول الله ص يوما خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال اما بعد أيها الناس انما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فأجيب وانا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه النور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي قالها ثلاث مرات فقال حسين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه فقال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قوله نساؤه من أهل بيته على سبيل الإنكار بدليل ما بعده الرواية الأخرى. وفي رواية أخرى فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا أيم الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر ثم الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أهلها وقومها أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده اه‍ ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق نحوه الا انه قال حصين بالصاد بدل حسين بالسين. ولم يقل بماء يدعى خما وقال إن نساءه من أهل بيته بدل نساؤه من أهل بيته الا ان قوله بعد ذلك ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده يبطل زيادة ان كما لا يخفى فزيادتها اما سهو من النساخ أو تعمد ممن لم  يلتفت إلى أن زيادتها توجب التناقض. وما في آخر الحديث على رواية ابن عساكر وغيره من أن أهل بيته آل عباس وآل علي وآل عقيل وآل جعفر يصح جعله تفسيرا لمن حرم الصدقة بعده لا لاحد الثقلين الذي هو شريك القرآن والذي وصف بأنه لا يفارق الكتاب حتى ورود الحوض إذ ليس كل آل عباس وعلي وعقيل بهذه الصفة بعد ما علم صدور أمور منهم تنافي ذلك وتمنع العموم فلا بد ان يراد بعضهم وليس الا الاثني عشر الذين بان تفوقهم على جميع أهل زمانهم وفي المستدرك للحاكم ج 3 ص 533 بسنده عن زيد بن أرقم خرجنا مع رسول الله ص حتى انتهينا إلى غدير خم فامر بدوح فكسح وفي يوما اتى علينا يوم كان أشد حرا منه فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها الناس انه لم يبعث نبي قط الا ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله واني أوشك ان أدعي فأجيب واني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله عز وجل ثم قام فاخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه فقال يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم قالوا الله ورسوله اعلم قال من كنت مولاه فعلي مولاه. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه اه‍ .

وذكره الذهبي في تلخيص المستدرك وقال صحيح. ثم إن المذكور في عدة روايات وردت بمضمون هذا الحديث اني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله وعترتي أهل بيتي.

وفي هامش نسخة المستدرك المطبوعة على قوله الله ورسوله اعلم ما صورته: سقط من ها هنا هذه العبارة ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى اه‍.

وزيد بن أرقم هو الذي قال لعبيد الله بن زياد لما رآه يضرب ثنايا الحسين ع بالقضيب فيما رواه المفيد في الارشاد وكان إلى جانبه وهو شيخ كبير ارفع قضيبك عن هاتين الضفتين فوالله الذي لا اله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله ص عليهما ما لا أحصيه كثرة يقبلهما ثم انتحب باكيا فقال له ابن زياد أبكي الله عينيك أتبكي لفتح الله والله لولا انك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وسار إلى منزله.

وقال المفيد أيضا: بعث عبيد الله بن زياد برأس الحسين ع فدير به في سكك الكوفة وقبائلها فروي عن زيد بن أرقم انه قال مر به علي وهو على رمح وانا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا، فقف والله شعري وناديت رأسك والله يا ابن رسول الله أعجب واعجب اه‍.
وروى ابن ديزيل في كتاب صفين قال حدثنا يحيى بن زكريا حدثنا علي بن القاسم عن سعد بن طارق عن عثمان بن القاسم عن زيد بن أرقم عن النبي ص انه قال ألا أدلكم على ما ان تسالمتم عليم لم تهلكوا ان وليكم الله وامامكم علي بن أبي طالب فناصحوه وصدقوه فان جبرائيل اخبرني بذلك.
تحرزه في الرواية في تاريخ ابن عساكر قال له أبو ليلى حدثنا فقال كبرنا ونسينا والحديث عن رسول الله ص شديد ومر قوله لقد كبرت سني وقد عهدي الخ.

اخباره :

في الاستيعاب ذكر ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال كان زيد بن أرقم يتيما في حجر عبد الله بن رواحة فخرج به معه إلى مؤتة يحمله على حقيبة رحله فسمعه زيد بن أرقم من الليل وهو يتمثل بأبياته التي يقول فيها:
إذا أديتني وحملت رحلي * مسيرة أربع بعد الحساء

وجاء المؤمنون وغادروني * بأرض الشام مشتهر الثواء

فشأنك فانعمي وخلاك ذم * ولا ارجع إلى أهلي ورائي

فبكى زيد بن أرقم فخفقه عبد الله بن رواحة بالدرة وقال ما عليك يا لكع ان يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل ورواه ابن عساكر نحوه ولزيد بن أرقم يقول عبد الله بن رواحة:
يا زيد زيد اليعملات الذبل تطاول الليل هديت فأنزل وقيل بل قال ذلك في غزوة مؤتة لزيد بن حارثة اه‍ وهذا البيت مما يستشهد به علماء النحو. وفي أسد الغابة بسنده: قدم زيد بن أرقم فقال له ابن عباس يستذكره كيف أخبرتني عن لحم أهدي لرسول الله ص وهو حرام قال نعم اهدى له رجل عضوا من لحم صيد فرده وقال انا لا نأكله انا حرم وبسنده عن زيد بن أرقم كنت مع عمي فسمعت عبد الله بن أبي بن سلول يقول لأصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينقضوا ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فذكرت ذلك لعمي فذكره عمي لرسول الله ص فدعاني النبي ص فحدثته فأرسل إلى عبد الله وأصحابه فحلفوا ما قالوا إلى عبد الله وأصحابه فحلفوا ما قالوا فكذبني رسول الله ص وصدقهم فأصابني شئ لم يصبني مثله قط فجلست في البيت فقال عمي ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ص ومقتك فأنزل الله تعالى إذا جاءك المنافقون فبعث إلي رسول الله ص فقرأها علي ثم قال إن الله قد صدقك اه‍ وهذا ينافي ما مر ممن ان أبا بكر هو الذي بشره ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق بعدة طرق نحوه وأورد صاحب الدرجات الرفيعة هذا الخبر بوجه أوفى وأتم فقال كان من خبر ذلك ما ذكره محمد بن إسحاق وغيره من أصحاب السير ان رسول الله ص بلغه ان بني المصطلق يجتمعون لحربه وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي ص فخرج إليهم رسول الله ص حتى لقيهم على ماء من مياههم ويقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم ونفل رسول الله ص أبناءهم ونساءهم فأفاءها عليه فبينما الناس على ذلك الماء إذ وردت واردة الناس ومع عمر بن الخاطب أجير له من بني غفار يقال له جهجاه بن سعيد الغفاري يقود له فرسه فازدحم جهجاه وسنان بن وبرة الجهني حليف بني عوف بن الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني يا معشر الأنصار وصرخ الغفاري يا معشر المهاجرين وأعان جهجاه الغفاري رجل من المهاجرين يقال له جعل وكان فقيرا وغضب عبد الله بن أبي بن سلول وعنده رهط من قومه فيهم زيد بن أرقم غلام حديث السن فقال ابن أبي افعلوها قد نافرونا وكاثرونا في بلاد والله مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك اما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل يعني بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله ص ثم اقبل على من حضره من قومه فقال هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموها بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عن جعال وذويه فضل الطعام لم يركبوا رقابكم ولتحولوا إلى غير بلادكم فلا تنفقوا عليهم حتى ينفضوا من حول محمد فقال زيد بن أرقم أنت والله الذليل القليل المبغض في قومك ومحمد في  عز من الرحمن ومودة من المسلمين فقال عبد الله بن أبي اسكت فإنما كنت العب فمشى زيد بن أرقم إلى رسول الله ص وذلك بعد فراغه من الغزو فأخبره الخبر وعنده عمر بن الخطاب فقال دعني اضرب عنقه يا رسول الله فقال كيف يا عمر إذا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه ولكن أذن بالرحيل وذلك في ساعة لم يكن رسول الله ص يرتحل فيها فارتحل الناس وأرسل رسول الله ص إلى عبد الله بن أبي فاتاه فقال أنت صاحب هذا الكلام الذي بلغني فقال عبد الله والذي انزل عليك الكتاب ما قلت شيئا من ذلك وان زيدا لكاذب وكان عبد الله في قومه شريفا عظيما فقال من حضر من الأنصار من أصحابه يا رسول الله عسى ان يكون الغلام أوهم في حديثه ولم يحفظ ما قاله فعذره النبي ص وفشت الملامة في الأنصار ليزيد وكذبوه وقال له عمه وكان زيد معه ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ص والناس ومقتوك وكان زيد يساير النبي ص فاستحيا بعد ذلك أن يدنو من النبي ص فلما سار رسول الله ص لقيه أسيد بن حضير فحياه بتحية النبوة ثم قال يا رسول الله لقد رحت في ساعة منركة ما كنت تروح فيها فقال له رسول الله ص أوما بلغك ما قال صاحبكم عبد الله بن أبي قال وما قال قال زعم أنه ان رجع إلى المدينة اخرج الأعز منها الأذل فقال أسيد فأنت والله تخرجه ان شئت هو والله الذليل وأنت العزيز ثم قال يا رسول الله ارفق به فوالله لقد جاء الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه فإنه ليرى انك قد استلبته ملكا وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبي ما كان من أمر أبيه فاتى رسول الله ص فقال يا رسول الله بلغني انك تريد قتل عبد الله بن أبي لما بلغك عنه فان كنت فاعلا فمرني به وانا احمل إليك رأسه فوالله لقد علمت الخزرج ما كان بها رجل أبر بوالديه مني واني أخشى ان تأمر به غيري فيقتله فلا تدعني نفسي ان انظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس فاقتله فاقتل مؤمنا بكافر فادخل النار فقال رسول الله ص بل نرفق ونحسن صحبته ما بقي معنا وسار رسول الله ص يومهم ذلك حتى امسى وليلتهم حتى أصبح وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ثم نزل بالناس فلم يكن ان وجدوا مس الأرض حتى وقعوا نياما وانما فعل ذلك ليشتغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس من حديث عبد الله بن أبي ثم راح بالناس حتى نزل على ماء بالحجاز فويق النقيع يقال له نقعاء قال زيد بن أرقم فلما وافى رسول الله ص المدينة جلست في البيت لما بي من الهم والحياء فأنزل الله تعالى سورة المنافقين في تصديق زيد وتكذيب عبد الله فلما نزلت اخذ رسول الله ص باذن زيد قال يا زيد ان الله تعالى قد صدقك وأوفى باذنك فلما أراد عبد الله بن أبي ان يدخل المدينة جاء ابنه عبد الله بن عبد الله فأناخ على مجامع طرق المدينة وقال لأبيه وراءك لا والله لا تدخلها الا باذن رسول الله ص ولتعلمن اليوم من الأعز ومن الأذل فشكا عبد الله ذلك إلى النبي ص فأرسل إلى ابنه ان خل عنه فقال أما إذا جاء امر رسول الله ص فنعم فدخل ولم يلبث الا أياما حتى اشتكى ومات ولما نزلت الآية وبان كذب عبد الله بن أبي قيل له يا أبا حباب انه قد نزل فيك اي شداد فاذهب إلى رسول الله ص يستغفر لك فلوى رأسه وقال أمرتموني ان أؤمن فآمنت وان أعطي زكاة مالي فأعطيت فما بقي الا ان اسجد لمحمد فنزلت وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم وفي تاريخ دمشق لابن عساكر:
قال عبد الله بن الفضل الهاشمي قال انس بن مالك حزنت على من أصيب بالحرة من قومي فكتبت إلى زيد بن أرقم وبلغته شدة حزني فأخبرني انه سمع رسول الله ص يقول اللهم اغفر للأنصار وأبناء الأنصار فسال أناس بعض من كان عنده عن زيد بن أرقم فقال هو الذي يقول له رسول ص هذا الذي أوفى الله باذنه قال الزهري سمع رجلا من المنافقين ورسوله الله ص يخطب يقول لئن كان هذا صادقا فنحن شر من الحمير فقال زيد بن أرقم فقد والله صدق ولأنت شر من الحمار فرفع ذلك إلى رسول الله ص فجحده القائل فأنزل الله على رسوله يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا فكان ما انزل الله من هذه الآية تصديقا لزيد بن أرقم. وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن زيد بن أرقم رمدت عيني فعادني رسول الله ص في الرمد فقال يا زيد بن أرقم ان كانت عيناك لما بها كيف تصنع قلت أصبر واحتسب قال إن صبرت واحتسبت دخلت الجنة وفي لفظ لتلقين الله ليس عليك ذنب.

وروى أيضا بسنده ان النبي ص دخل على زيد بن أرقم يعوده من مرض كان به فقال ليس عليك من مرضك هذا باس ولكنه كيف بك إذا عمرت بعدي فعميت قال إذن احتسب وأصبر قال إذن تدخل الجنة بغير حساب فعمي بعد موت النبي ص ثم رد الله عليه بصره ثم مات.
وروى نصر في كتاب صفين ان قيس بن سعد بن عبادة قال شعرا يوم صفين يفتخر به على معاوية وأصحابه بوقائع الأنصار في الاسلام وبغير ذلك فلما بلغ شعره معاوية ارسل إلى رجال من الأنصار فلقيهم منهم زيد بن أرقم وكان هؤلاء يلقون في تلك الحرب فبعث إليهم ليأتوا قيس بن سعد فمشوا بأجمعهم إلى قيس فقالوا ان معاوية لا يريد شتمنا فكف عن شتمه فقال إن مثلي لا يشتم ولكني لا اكف عن حربه حتى ألقى الله اه‍ ومن هنا يظهر الفرق بين قيس وبين هؤلاء الذين ارسل إليهم معاوية. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر بسنده عن زيد سمعت قوما يقولون انطلقوا بنا إلى هذا الرجل فان يك نبينا كنا أسعد الناس به وان يك ملكا عسى ان نعيش في جناحه فجعلوا ينادون يا محمد يا محمد فأنزل الله تعالى ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون فاخذ النبي ص باذني وقال صدق الله قولك يا زيد.

من روى عنه:

في أسد الغابة روى حديثا كثيرا عن النبي ص وفي الإصابة له حديث كثير ورواية أيضا عن علي وفي تهذيب التهذيب روى عن النبي ص وعن علي وفي تاريخ دمشق روى عن النبي ص أحاديث.
من رووا عنه.
في تهذيب التهذيب روى عنه:

1- انس بن مالك كتابه مكاتبة.

2- أبو الطفيل.

3- النضر بن انس .

4- أبو عثمان النهدي .

5- أبو عمرو الشيباني.

6- أبو المنهال عبد الرحمن ابن مطعم .

7- أبو إسحاق السبعي.

8- محمد بن كعب القرظي.

9- عبد خير الهمداني.

10- طاوس .

11- أبو حمزة طلحة بن يزيد مولى الأنصار.

12- عبد الله بن الحارث البصري.

13- عبد الرحمن بن أبي ليلى.

14- القاسم بن عوف.

15- يزيد بن حبان التيمي وغيرهم وزاد في أسد الغابة روى عنه.

16- ابن عباس.  




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)