أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-3-2018
615
التاريخ: 11-6-2018
750
التاريخ: 26-8-2017
908
التاريخ: 26-8-2017
770
|
صفة الأمين وعمره وولايته:
قيل إن محمدا ولي يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث وستعين ومائة وقتل ليلة الأحد لست بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة وكنيته أبو موسى وقيل أبو عبد الله وهو ابن الرشيد هارون بن أبي عبد الله المهدي بن أبي جعفر المنصور وأمه زبيدة ابنه جعفر الأكبر ابن المنصور وكانت خلافته أربع سنين وثمانية أشهر وخمسة إلى وقيل كانت ولايته في النصف من جمادى الآخرة وكان عمره ثمانيا وعشرين سنة، وكان سبطا انزع صغير العينين أقنى جميلا طويلا عظيم الكراديس بعيد ما بين المنكبين وكان مولده بالرصافة ولما وصل خبر قتله إلى المأمون أذن للقواد وقرأ الفضل بن سهل الكتاب عليهم فهنؤوه بالظفر ودعوا له وكتب إلى طاهر وهرثمة بخلع القاسم المؤتمن من ولاية العهد فخلعاه في شهر ربيع الأول من هذه السنة.
وأكثر الشعراء في مراثي الأمين وهجائه تركنا أكثره لأنه خارج عن التاريخ، فمما قيل في مراثيه قول الحسين بن الضحاك وكان من ندمائه وكان لا يصدق بقتله ويطمع في رجوعه:
يا خير اسرته وإن زعموا *** انـــي عليــك لمثبت أسف
الله يعلـــــم أن لــــــي كبدا *** حرى عليك ومقلــــة تكف
ولئـن شجيت لما رزئت به *** اني لأضمـر فوق ما أصف
هـــــلا بقيت لســـد فـــاقتنا *** أبـــــدا وكـان لغيرك التلف
فلقـــد خلفــت خلائفا سلفوا *** أو ليس يعوز بعدك الخلف
لا بـــات رهطـك بعد هونهم *** إنـــي لـرهطك بعدها شنف
.....
وقال حزيمة بن الحسين يرثيه على لسان أمه زبيدة وتخاطب المأمون وكنية زبيدة أم جعفر:
لخبر امام قـام من خير عنصر *** وأفضــــل سـام فوق أعواد منبر
لوارث علـــم الأولين وفهمهم *** وللملك المــــأمون مـــن أم جعفر
كتبت وعيني مستهل دموعها *** اليك ابن عمي من جفون ومحجر
وقــد مسني ضــــر وذل كـآبة *** وارق عيني يــا ابن عمي تفكري
وهمت لما لاقيت بعـــد مصابه *** فامـــري عظيم منكـــــر جد منكر
.....
فلما قرأها المأمون بكى وقال أنا والله الطالب بثأر أخي قتل الله قتلته ولقد أسرف الحسين بن الضحاك في مراثي الأمين وذم المأمون فلهذا حجبه المأمون عنه ولم يسمع مديحه مدة ثم أحضر يوما فقال له أخبرني هل رأيت يوم قتل أخي هاشمية قتلت وهتكت قال لا قال فما قولك
ومما شجا قلبي وكفكف عبرتي *** محـــارم مــن آل النبـــي استحلت
ومهتـوكة بالخلد عنها سجوفها *** كعـــاب كقــرن الشمس حين بدت
إذا خفــرتها روعة مـــن منازع *** لها المرط عادت بالخشوع ورنت
وسرب ظبــاء مــن ذؤابة هاشم *** هتفــن بدعـــوى خيـر حي وميت
ارد يــدا منـــي إذا مـــــا ذكـرته *** علـــــى كبــــد حرى وقلـب مفتت
فــلا بــات ليل الشامتين بغبطــة *** ولا بلغـــت آمــــالها مـــــا تمنــت
فقال يا أمير المؤمنين لوعة غلبتني وروعة فاجأتني ونعمة سلبتها بعد أن غمرتني وإحسان شكرته فأنطقني وسيد فقدته فأقلقني فإن عاقبت فبحقك وإن عفوت فبفضلك فدمعت عين المأمون قال قد عفوت عنك وأمرت بإدرار أرزاقك عليك وعطائك ما فاتك متمما وجعلت عقوبة ذنبك امتناعي من استخدامك ثم إن المأمون رضي عنه وسمع مديحه ومما قيل في هجائه:
لــــم نبكيك لمــــاذا الطرب *** يا أبا موسى وترويج اللعب
ولترك الخمس في أوقاتها *** حرضا منك علـى ماء العنب
وشنيــف أنــــا لا أبكـي له *** وعلى كوثر لا أخشى العطب
لـــم تكـــن تعـــرف الرضا *** لا ولا تعــرف ما حد الغضب
لم تكن تصلــــح للملك ولم *** تعطك الطاعة بالملك العرب
لــم نبكيك لمـــا عـــرضتنا *** للمجـــانيق وطـــورا للسلب
في عـــذاب وحصار مجهد *** سدد الطرق فـلا وجه الطلب
زعمـــوا أنـــك حــي حاشر *** كل من قــد قال هذا قد كذب
ليتـــه قـــد قـــاله في وجده *** من جميع ذاهب حيث ذهب
أوجــب الله علينـــا قتلــــــه *** وإذا مــا أوجب الأمر وجب
كــان والله علينــــا فتنــــــة *** غضـــب الله عليـــــه وكتب
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|